حديث: نعل النبي ﷺ كانت لها قبالان
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في لبس النعال وصفتها
حسن: رواه الحارث بن أبي أسامة -بغية الباحث (٥٧٧) - وعنه أبو نعيم في معرفة الصحابة (٦٢١٨) - عن أشهل بن حاتم، ثنا زياد أبو عمرو قال: فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يفتح علينا أبواب فهم سنَّة نبيه ﷺ.
هذا حديثٌ رواه الإمام أحمد في مسنده، ورواه أبو داود في سننه، وغيرهما، وإليك شرحه الوافي على النحو المطلوب:
1. شرح المفردات:
* زياد أبي عمرو: هو راوي الحديث، ثقة من التابعين.
* دخلنا على شيخ: أي زُرْنَا عالِمًا أو رجلاً صالحًا مُتقدِّمًا في السن.
* يقال له مهاجر: هو مهاجر بن مسمار، ثقة من التابعين أيضاً.
* نعل له قِبالان: النعل هي الحذاء أو الصندل- القِبال (بكسر القاف) هو السيْر أو الشريط الذي يُربط بين الإصبع الوسطى والإبهام ليُثبِّت النعل في القدم. فالنعل ذات القبالين هي التي لها سيران يمران على ظهر القدم ليُثبتاها.
* لشهرته: أي لأنها صارت مشهورة ومعروفة بين الناس، وكرهتُ أن ألبس شيئاً فيه شهرة أو يشبه الرياء.
2. شرح الحديث:
يخبرنا التابعي زياد أبو عمرو أنه دخل هو وآخرون على العالم الجليل مهاجر بن مسمار، وكان زياد يلبس نعلاً لها قبالان (سيران)، ولكنه كان قد نزعها أو عزم على ترك لبسها.
فلما رآه الشيخ مهاجر بدون نعله، سأله: "ما هذا؟" أي لماذا أنت حافٍ أو لماذا نزعت نعلك؟
فأجابه زياد: "أردت تركه لشهرته"، أي تركته لأن هذا النوع من النعال صار مشهوراً وملفتاً للنظر، وخفت أن يكون في لبسه شيء من الرياء أو الشهرة المُذمومة التي نهى عنها الشرع.
فنصحه الشيخ مهاجر قائلاً: "لا تتركه"، ثم بيَّن له سبب هذا النصح وهو: "فإن نعل النبي ﷺ كانت هكذا"، أي أن نعل رسول الله ﷺ كانت لها قبالان مثل نعلك.
فالحديث يدل على أن نعل النبي ﷺ كانت من هذا النوع، وأنه لا حرج في الاقتداء به فيها.
3. الدروس المستفادة منه:
1- الاقتداء بالنبي ﷺ في كل شيء: الحديث دليل على حرص الصحابة والتابعين على التأسي برسول الله ﷺ في جميع أحواله، حتى في هيئة لباسه ونعله. فما ثبت عنه ﷺ من هديٍ فهو خير، وهو الأسوة الحسنة.
2- التمييز بين الشهرة المُذمومة والمباحة: فهم زياد رحمه الله أن الشهرة في اللباس مذمومة، وهذا صحيح إذا كان القصد منها الترفع أو التمايز على الناس أو الرياء. لكن الشيخ مهاجر صحح له هذا الفهم، وبيَّن أن المشروع لا يترك لكون الناس قد عرفوه واشتهر، ما دام أصله ثابتاً في السنة. فليس كل شهرة مذمومة.
3- الحكمة في النصيحة والتوجيه: لم يكتفِ الشيخ مهاجر بقول "لا تتركه" فقط، بل ذكر الدليل والحكمة من ذلك، وهي الاقتداء بالنبي ﷺ، مما يجعل النصيحة أوقع في النفس وأقوى في الحجة.
4- حرص السلف على تعليم الناس وتصحيح مفاهيمهم: يظهر من الموقف حرص العالم (مهاجر) على توجيه طالب العلم (زياد) وتصوير الأمر له على وجهه الصحيح.
5- جواز لبس النعال ذات القبالين: وهذا من تمام الهدي النبوي في اللباس، وهو من الأمور المباحة التي تندرج تحت قوله ﷺ: «كُلُوا وَاشْرَبُوا وَالْبَسُوا وَتَصَدَّقُوا فِي غَيْرِ إِسْرَافٍ وَلَا مَخِيلَةٍ».
4. معلومات إضافية مفيدة:
* هذا الحديث من الأدلة التي يستدل بها الفقهاء على استحباب الاقتداء بالنبي ﷺ حتى في هيئة اللباس الذي لا يعبد الله به، طلباً للبركة واتِّباعاً للهدي.
* نهى النبي ﷺ عن الشهرة في اللباس في حديث ابن عمر رضي الله عنهما: «مَنْ لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرَةٍ فِي الدُّنْيَا أَلْبَسَهُ اللَّهُ ثَوْبَ مَذَلَّةٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». ولكن الفرق أن الشهرة المذمومة هي التي يقصد بها الترفع والتكبر أو مخالفة الهيئة الشرعية أو العرف المحترم بلا حاجة. أما ما كان من هدي النبي ﷺ فلا يوصف بالشهرة المذمومة ولو اشتهر بين الناس.
* كان من هديه ﷺ في النعال أن يبدأ باليمين عند اللبس، ويبدأ باليسار عند الخلع.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وإسناده حسن من أجل أشهل بن حاتم فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث إذا لم يأت بما ينكر عليه، وهذا مما له أصل ثابت.
وزياد أبو عمرو هو ابن أبي مسلم ويقال: ابن مسلم أبو عمرو الفراء مختلف فيه غير أنه حسن الحديث. وكان من كبار أتباع التابعين لم يدرك أحدًا من الصحابة.
وأما قول ابن عبد البر في الاستيعاب (١٥١٣): «المهاجر رجل من الصحابة، روى أن نعل رسول اللَّه ﷺ كان لها قِبالان»، وكذلك قول من تبعه فمستبعد، وكونه وصف نعل النبي ﷺ بأن له قِبالان لا يستلزم أن يكون من الصحابة، بل قد يصف ذلك من رآه أيضًا من التابعين وغيرهم.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 49 من أصل 337 حديثاً له شرح
- 24 أحرقهما إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسهما
- 25 ما فعلت الريطة؟ فإنه لا بأس به للنساء
- 26 نهي النبي عن لبس القسي والمعصفر وتختم الذهب وقراءة القرآن...
- 27 وعليك السلام ورحمة الله
- 28 ما رأيت مثل ما يلقى المؤمنات لجلدها أشد خضرة من...
- 29 أُتي النبي بثياب فيها خميصة سوداء صغيرة
- 30 الله هو الطبيب الحقيقي
- 31 صنعت لرسول الله بردة سوداء فلما عرق فيها وجد ريح...
- 32 كنت أمشي مع النبي ﷺ وعليه بُرد نجراني غليظ الحاشية
- 33 أخذ النبي البردة وكفن فيها
- 34 أهدى أبو جهم للنبي خميصة فشهد فيها الصلاة فكادت تفتنه
- 35 صلى النبي في خميصة لها أعلام فألهته عن صلاتي
- 36 كانت للنبي خميصة لها علم فتشاغل بها في الصلاة
- 37 صوم رجب كله وتحريم العلم في الثوب وميثرة الأرجوان
- 38 الحبرة أحب الثياب إلى النبي ﷺ
- 39 أدركه أعرابي فجبذه بردائه جبذة شديدة
- 40 سُجّي رسول الله ﷺ حين مات بثوب حبرة
- 41 صلى رسول الله في خميصة لها أعلام فألهته عن صلاته
- 42 غدُو بالغلام إلى النبي ﷺ ليحنكه
- 43 عبد الله بن عمر يصف أربع خصال رأها من فعل...
- 44 نعم كان النبي ﷺ يصلي في نعليه
- 45 استكثروا من النعال فإن الرجل لا يزال راكبا ما انتعل
- 46 نعل النبي ﷺ كان لها قبالان
- 47 عن عبد اللَّه بن عباس قال: كان لنعل رسول اللَّه...
- 48 عن أبي هريرة: كان لنعل رسول الله قبالان ولنعل أبي...
- 49 نعل النبي ﷺ كانت لها قبالان
- 50 نعل رسول الله ﷺ مخصوفة
- 51 إن منكم من يقاتل على تأويله كما قاتلت على تنزيله
- 52 مسح النبي ﷺ بناصيته وعلى العمامة والخفين.
- 53 دخل النبي مكة وعليه عمامة سوداء بغير إحرام
- 54 على رسول الله عمامة سوداء
- 55 لا يلبس المحرم القميص ولا العمامة ولا السراويل ولا البرنس
- 56 قسم رسول الله أقبية ولم يعط مخرمة شيئًا
- 57 خبأت لك هذا يا مخرمة
- 58 ساومنا النبي ﷺ سراويل
- 59 بعْتُ من رسول الله ﷺ رِجْلَ سراويل قبل الهجرة
- 60 قُبض رسول الله ﷺ في إزار غليظ وكساء من الملبدة.
- 61 هذا رسول الله ﷺ مقبلا متقنعا
- 62 خرج النبي ذات غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود
- 63 أصابتنا السماء حسبت أن ريحنا ريح الضأن
- 64 كسوة رسول الله ﷺ خيشتين
- 65 أتيت رسول الله في رهط من مزينة فبايعناه
- 66 يحتبي الرجل في الثوب الواحد ليس على فرجه منه شيء
- 67 عن أبي هريرة: النهي عن لبستين الصماء والاحتباء بثوب ليس...
- 68 نهي النبي عن اشتمال الصماء واحتباء الرجل بثوبه
- 69 لا تأكل بشمالك ولا تمش في نعل واحدة
- 70 نهي النبي عن اشتمال الصماء والاحتباء في ثوب واحد
- 71 نهى رسول الله عن لبستين: اشتمال الصماء والاحتباء في ثوب...
- 72 نهي عن الصلاة في السراويل ليس عليك شيء غيره
- 73 ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار
معلومات عن حديث: نعل النبي ﷺ كانت لها قبالان
📜 حديث: نعل النبي ﷺ كانت لها قبالان
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: نعل النبي ﷺ كانت لها قبالان
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: نعل النبي ﷺ كانت لها قبالان
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: نعل النبي ﷺ كانت لها قبالان
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








