حديث: إن الله إذا أنعم على عبد نعمة يحب أن يرى أثر النعمة عليه
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب الأمر أن يُرى أثر النعمة في اللباس خاصة
حسن: رواه البيهقي في الشعب (٥٧٩١)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (١/ ٧٨) كلاهما من حديث عيسى بن خالد البلخي، حدّثنا ورقاء، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فهذا حديث شريف رواه الإمام البيهقي في "شعب الإيمان" وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه، وفيه توجيهات نبوية عظيمة في التعامل مع النعم وآداب السؤال والعفة. وإليكم الشرح المفصل:
1. شرح المفردات:
● أنعم على عبد نعمة: أي أعطاه الله تعالى خيرًا من صحة أو مال أو علم أو غير ذلك.
● يُحب أن يُرى أثر النعمة عليه: أي يريد الله تعالى أن يظهر أثر هذه النعمة على العبد في مظهره وحاله، من غير تكبر أو خيلاء.
● يكره البؤس والتباؤس: البؤس هو الفقر والحاجة، والتباؤس هو التصنع بالفقر وإظهاره للناس.
● يُبغض السائل المُلْحِف: السائل الملحف هو الذي يكثر من السؤال بإلحاف وإصرار، ويتتبع المواضع التي يُعطى فيها.
● يحب الحي العفيف المتعفف: الحي هو الكريم الحيّي الذي يستحي من الله ومن الناس، والعفيف المتعفف هو الذي يمتنع عن سؤال الناس مع حاجته، ويتعفف عن ما في أيديهم.
2. شرح الحديث:
يبيّن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أربع صفات يتعلقن بنعم الله وآداب التعامل معها ومع الناس:
● أولاً: إظهار النعمة بشكر: "إن الله إذا أنعم على عبد نعمة، يُحب أن يُرى أثر النعمة عليه"، أي أن الله تعالى يحب من عبده أن يظهر نعمته عليه في مأكله وملبسه ومركبه ونحو ذلك، بشرط أن يكون ذلك ضمن حدود الشرع، دون إسراف أو خيلاء. وهذا الإظهار هو نوع من شكر النعمة، فالشكر لا يكون باللسان فقط، بل يكون بالقلب واللسان والجوارح. فمن أنعم الله عليه بالصحة فليظهرها بالنشاط في الطاعة، ومن أنعم عليه بالمال فليظهرها بالإنفاق في سبيل الله وإكرام الضيف، وهكذا.
● ثانياً: النهي عن التباؤس: "ويكره البؤس والتباؤس"، فالله تعالى يكره الفقر والحاجة، ولكنه يكره أيضًا أن يتصنع الإنسان الفقر ويظهره للناس ليجلب عطفهم أو صدقاتهم، وهذا من سوء الأدب مع الله ومع الخلق.
● ثالثاً: ذم الإلحاح في السؤال: "ويُبغض السائل الملحف"، فالله تعالى يبغض الذي يكثر من السؤال بإلحاف وإصرار، ويتتبع أبواب الناس ليمد يده، مع قدرته على الكسب والعمل. وهذا النوع من السؤال يحرم صاحبه من البركة، وقد جاء في الحديث: "لا تَزَالُ الْمَسْأَلَةُ بِأَحَدِكُمْ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ وَلَيْسَ فِي وَجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ" (رواه مسلم).
● رابعاً: مدح العفة والحياء: "ويحب الحي العفيف المتعفف"، فأحب الخلق إلى الله تعالى هو العبد الذي يستحي من الله ومن الناس، فلا يسأل إلا عند الضرورة القصوى، بل يعفّ ويصبر على нужده، ويبحث عن الكسب الحلال. وهذا الصنف من الناس هم الذين يفتخر بهم النبي صلى الله عليه وسلم، كما في الحديث: "لَيْسَ الْمِسْكِينُ بِهَذَا الطَّوَّافِ الَّذِي تَرُدُّهُ التَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ، وَلَكِنِ الْمِسْكِينُ الَّذِي لَا يَجِدُ غِنًى يُغْنِيهِ، وَلَا يُفْطَنُ لَهُ فَيُتَصَدَّقَ عَلَيْهِ" (رواه البخاري ومسلم).
3. الدروس المستفادة منه:
● وجوب شكر النعمة: بإظهارها بالحلال دون تبذير أو خيلاء.
● التحذير من التكاسل والفقر المصطنع: الذي يجعل الإنسان عالة على غيره.
● ذم التسول والإلحاح في الطلب: إلا عند الضرورة القصوى.
● الحث على العفة والحياء والكرامة: وعدم مد اليد للناس إلا عند الحاجة الملحة.
● التوازن في التعامل مع النعم: بين الإظهار المشروع والإسراف المذموم.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث يدخل في باب "الشكر" و"آداب السؤال"، وقد جمع بين الترغيب في الشكر والترهيب من سوء الأدب مع النعم.
- ينبغي للمسلم أن يتوسط في أمره: فلا يبذر نعم الله في المعاصي، ولا يبخل بها عن الحقوق، ولا يتصنع الفقر ليكسب عطف الناس.
- العفة والحياء من شيم المؤمنين، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقًا، وَخُلُقُ الإِسْلاَمِ الْحَيَاءُ" (رواه ابن ماجة).
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الشاكرين لنعمه، المتعففين عن سؤال الناس، المعتزين بدينهم وكرامتهم. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وعيسى بن خالد البلخي الخراساني قال عمرو بن علي (هو الفلاس): حدثني عيسى بن خالد
الخراساني وكان ثقة». الجرح والتعديل (٦/ ٢٧٥).
وإسناده حسن من أجل ورقاء وهو ابن عمر اليشكري أبو بشر الكوفي صدوق، إلا أن البيهقي قال: «وفي هذا الإسناد ضعف». لعله يشير إلى تفرد ورقاء بن عمر اليشكري عن الأعمش. والأعمش من المكثرين، والناس اختلفوا في ورقاء بن عمر فوثّقه ابن معين وغيره، وضعفه يحيى القطان.
وإني أدخلت هذا الحديث في الجامع الكامل لأنه مع تفرده ليس فيه شيء منكر؛ لأن لفقراته أصولا صحيحة ذُكرتْ في مواضعها.
وللحديث إسناد آخر وهو ما رواه أحمد بإسنادين (٨١٠٧، ٩٢٣٤) من حديث شريك، عن ابن موهب، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إن اللَّه عز وجل يحب أن يُرى أثر نعمته على عبده«وإسناده ضعيف.
وابن موهب هو يحيى بن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن موهب -بفتح الميم والهاء- ضعيف عند جمهور نقاد الحديث. قال ابن حبان: «يروي عن أبيه ما لا أصل له، وفي التقريب: «متروك». وبه أعلّه الهيثمي في المجمع (٥/ ١٣٢)
وأبوه عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن موهب قال أحمد: «لا يُعرف».
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 7 من أصل 337 حديثاً له شرح
- 1 الكبر يمنع دخول الجنة
- 2 من الكبر بطر الحق وغمط الناس
- 3 لقد رأيت على رسول الله أحسن ما يكون من الحلل
- 4 ليُرَ أثر نعمة اللَّه عليك وكرامته
- 5 من أنعم الله عليه نعمة فإن الله يحب أن يرى...
- 6 ظهور اثر نعمة الله على العبد مستحب
- 7 إن الله إذا أنعم على عبد نعمة يحب أن يرى...
- 8 البذاذة من الإيمان
- 9 من ترك اللباس تواضعًا لله وهو يقدر عليه
- 10 عليه بردان له قد خلقا، قال: فنظر رسول الله ﷺ...
- 11 أما كان يجد هذا ما يسكن به شعره
- 12 كلوا وتصدقوا والبسوا في غير إسراف ولا مخيلة
- 13 من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلة...
- 14 أخرج النبي يده من أسفل الجبة لضيق كمها
- 15 أتى النبي عبد الله بن أبي بعد ما أدخل قبره
- 16 أحب الثياب إلى النبي ﷺ القميص
- 17 لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل...
- 18 البسوا من ثيابكم البيض فإنها من خير ثيابكم
- 19 عليكم بهذا البياض فليلبسه أحياؤكم وكفنوا فيه موتاكم
- 20 لم أر شيئًا قط أحسن منه
- 21 خرج النبي ﷺ عليه حلة حمراء كأني أنظر إلى بياض...
- 22 رسول اللَّه ﷺ يخطب على بغلة وعليه برد أحمر
- 23 رسول الله ﷺ ينزل من المنبر لأجل الحسن والحسين
- 24 أحرقهما إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسهما
- 25 ما فعلت الريطة؟ فإنه لا بأس به للنساء
- 26 نهي النبي عن لبس القسي والمعصفر وتختم الذهب وقراءة القرآن...
- 27 وعليك السلام ورحمة الله
- 28 ما رأيت مثل ما يلقى المؤمنات لجلدها أشد خضرة من...
- 29 أُتي النبي بثياب فيها خميصة سوداء صغيرة
- 30 الله هو الطبيب الحقيقي
- 31 صنعت لرسول الله بردة سوداء فلما عرق فيها وجد ريح...
- 32 كنت أمشي مع النبي ﷺ وعليه بُرد نجراني غليظ الحاشية
- 33 أخذ النبي البردة وكفن فيها
- 34 أهدى أبو جهم للنبي خميصة فشهد فيها الصلاة فكادت تفتنه
- 35 صلى النبي في خميصة لها أعلام فألهته عن صلاتي
- 36 كانت للنبي خميصة لها علم فتشاغل بها في الصلاة
- 37 صوم رجب كله وتحريم العلم في الثوب وميثرة الأرجوان
- 38 الحبرة أحب الثياب إلى النبي ﷺ
- 39 أدركه أعرابي فجبذه بردائه جبذة شديدة
- 40 سُجّي رسول الله ﷺ حين مات بثوب حبرة
- 41 صلى رسول الله في خميصة لها أعلام فألهته عن صلاته
- 42 غدُو بالغلام إلى النبي ﷺ ليحنكه
- 43 عبد الله بن عمر يصف أربع خصال رأها من فعل...
- 44 نعم كان النبي ﷺ يصلي في نعليه
- 45 استكثروا من النعال فإن الرجل لا يزال راكبا ما انتعل
- 46 نعل النبي ﷺ كان لها قبالان
- 47 عن عبد اللَّه بن عباس قال: كان لنعل رسول اللَّه...
- 48 عن أبي هريرة: كان لنعل رسول الله قبالان ولنعل أبي...
- 49 نعل النبي ﷺ كانت لها قبالان
- 50 نعل رسول الله ﷺ مخصوفة
معلومات عن حديث: إن الله إذا أنعم على عبد نعمة يحب أن يرى أثر النعمة عليه
📜 حديث: إن الله إذا أنعم على عبد نعمة يحب أن يرى أثر النعمة عليه
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: إن الله إذا أنعم على عبد نعمة يحب أن يرى أثر النعمة عليه
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: إن الله إذا أنعم على عبد نعمة يحب أن يرى أثر النعمة عليه
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: إن الله إذا أنعم على عبد نعمة يحب أن يرى أثر النعمة عليه
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, December 17, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








