حديث: أما كان يجد هذا ما يسكن به شعره

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب كراهية لبس الثوب الخلق والوسخ لمن عنده أحسن منه

عن جابر بن عبد اللَّه قال ﷺ: أتانا رسول اللَّه ﷺ فرأى رجلا شعثا قد تفرق شعره فقال: «أما كان يجد هذا ما يُسكن به شعره»، ورأى رجلا آخر وعليه ثياب وَسِخة، فقال: «أما كان هذا يجد ماء يغسل به ثوبه».

صحيح: رواه أبو داود (٤٠٦٢)، والنسائي (٥٢٣٦)، وأحمد (١٤٨٥٠)، وصحّحه ابن حبان (٥٤٨٣)، والحاكم (٤/ ١٨٦) كلهم من حديث الأوزاعي، عن حسان بن عطية، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، فذكره.

عن جابر بن عبد اللَّه قال ﷺ: أتانا رسول اللَّه ﷺ فرأى رجلا شعثا قد تفرق شعره فقال: «أما كان يجد هذا ما يُسكن به شعره»، ورأى رجلا آخر وعليه ثياب وَسِخة، فقال: «أما كان هذا يجد ماء يغسل به ثوبه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث شريف رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، وغيرهما، عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.

أولاً. شرح المفردات:


● شَعِثًا: أي مُنْتَشِرَ الشَّعْرِ، مُلْتَبِسَهُ، غَيْرَ مُرَتَّبٍ وَلا مُهَذَّبٍ.
● تَفَرَّقَ شَعْرُهُ: تبعثر وتناثر ولم يجمع.
● يُسَكِّنُ بِهِ شَعْرَهُ: أي ما يدهن به شعره ويربطه ويهذبه، كالزيت أو المشط أو غير ذلك.
● وَسِخَةً: أي قذرةً، متسخةً بالعرق أو التراب أو غير ذلك.

ثانيًا. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم زارهم في مجلسهم، فالتفت ببصره النافذ وحكمته البالغة إلى حال من حوله.
* المنظر الأول: رأى رجلاً شَعِثًا، أي مهملاً في هيئته، شعره غير ممشط، منتفش ومتطاير، لا يتصف بالنظافة ولا الترتيب. فما كان من النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن توجَّه بالسؤال الاستنكاري الرحيم الذي يحمل في طياته التوجيه والتعليم: «أما كان يجد هذا ما يسكن به شعره؟». أي: ألم يجد هذا الرجل من السعة ما يمكنه من اقتناء شيء بسيط من الزيت أو دهن ليمشط به شعره ويهذبه ويربطه؟ فالمقصود ليس الترفه أو التكلف، بل الحد الأدنى من النظام والنظافة الذي يليق بالمؤمن.
* المنظر الثاني: ثم نظر صلى الله عليه وسلم إلى رجل آخر، فرأى عليه ثيابًا وسخة، مليئة بالأقذار والأوساخ. فكرر نفس أسلوب التوجيه اللطيف: «أما كان هذا يجد ماء يغسل به ثوبه؟». فهو يستنكر أن يبقى المسلم على هذه الحال مع أن الماء متاح وسهل المنال، وما عليه إلا أن يبذل جهدًا بسيطًا في غسل ثيابه لتصبح نظيفة طاهرة.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- اهتمام الإسلام بالنظافة والطهارة: يوضح هذا الحديث أن النظافة ليست مجرد أمر دنيوي محض، بل هي جزء من التعاليم الإسلامية التي يحث عليها النبي صلى الله عليه وسلم، وهي من الأمور التي تعكس صورة المسلم وتجمله. وقد قال الله تعالى: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} (المدثر: 4).
2- الاعتدال في المظهر: ليس المطلوب الترفُّه الزائد أو الاهتمام المفرط بالمظهر الذي يصل إلى درجة الخيلاء والعجب، ولكن المطلوب هو الاعتدال؛ أن يظهر المسلم بمظهر لائق نظيف، يعكس كرامته ويساهم في إعزاز دينه. إهمال المظهر بالكلية ليس من الزهد، بل هو مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يعتني بهيئته.
3- الرفق في النصيحة والأمر بالمعروف: نلاحظ أسلوب النبي صلى الله عليه وسلم الراقي في التعليم، حيث لم يوبخ الرجلين مباشرةً أمام الناس، بل وجه كلامه بشكل عام ("أما كان يجد...") مما يحفظ كرامة الشخص ويصلح الخطأ دون إحراج. وهذا درس عظيم في الدعوة إلى الله وطلب الإصلاح.
4- كرامة المسلم وتعظيمه: النظافة والحفاظ على المظهر الحسن من كرامة المسلم التي أمرنا بإعزازها. فالمسلم ينبغي أن يكون نظيف البدن، نظيف الثوب، نظيف المكان، لأن هذا يناسب شرف الإيمان الذي يحمله.
5- التيسير وعدم التكلف: لاحظ أن الحلول التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم بسيطة ومتاحة للجميع (ماء للغسل، شيء يسكن الشعر)، مما يدل على أن الدين يسر، وأن المطلوب هو Within الوسع والاستطاعة دون مشقة.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدخل في باب "آداب الطريق" و"آداب المجلس" و"النظافة الشخصية".
- النظافة في الإسلام تشمل الطهارة المعنوية (من الشرك والذنوب) والحسية (نظافة البدن والثوب والمكان).
- كان النبي صلى الله عليه وسلم قدوة في هذا، فكان نظيف الثياب، طيب الرائحة، ممشوق الشعر، كما ورد في أوصافه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٠٦٢)، والنسائي (٥٢٣٦)، وأحمد (١٤٨٥٠)، وصحّحه ابن حبان (٥٤٨٣)، والحاكم (٤/ ١٨٦) كلهم من حديث الأوزاعي، عن حسان بن عطية، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، فذكره. وإسناده صحيح.
وقال الحاكم: «صحيح على شرط الشيخين».
وقوله: «يُسكّن» من التسكين أي يُصلحه ويجمع متفرقه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 11 من أصل 337 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أما كان يجد هذا ما يسكن به شعره

  • 📜 حديث: أما كان يجد هذا ما يسكن به شعره

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أما كان يجد هذا ما يسكن به شعره

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أما كان يجد هذا ما يسكن به شعره

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أما كان يجد هذا ما يسكن به شعره

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب