حديث: أخرج النبي يده من أسفل الجبة لضيق كمها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب لبس الجبة الشامية

عن المغيرة بن شعبة، قال: كنت مع النبي ﷺ في سفر فقال: «يا مغيرة خذ الإداوة» فأخذتها، ثم خرجت معه، فانطلق رسول اللَّه ﷺ حتى توارى عني، فقضى حاجته، ثم جاء وعليه جبة شامية ضيقة الكمين، فذهب يخرج يده من كمها، فضاقت عليه، فأخرج يده من أسفلها.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الصلاة (٣٦٣)، ومسلم في الطهارة (٢٧٤: ٧٧) كلاهما من حديث أبي معاوية، عن الأعمش، عن مسلم، عن مسروق، عن المغيرة بن شعبة، فذكره.

عن المغيرة بن شعبة، قال: كنت مع النبي ﷺ في سفر فقال: «يا مغيرة خذ الإداوة» فأخذتها، ثم خرجت معه، فانطلق رسول اللَّه ﷺ حتى توارى عني، فقضى حاجته، ثم جاء وعليه جبة شامية ضيقة الكمين، فذهب يخرج يده من كمها، فضاقت عليه، فأخرج يده من أسفلها.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أهلاً بك أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن ينفعنا وإياك بما نسمع ونقرأ. هذا الحديث الذي ذكر حديث عظيم، رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهو من الأحاديث التي تُظهر هدي النبي ﷺ العملي في أبسط أمور حياته.
وفيما يلي شرح وافٍ للحديث على النحو المطلوب:

أولاً. شرح المفردات:


* الإداوة: إناء صغير من جلد أو غيره يُحفظ فيه الماء للوضوء وغيره.
* توارى عني: اختفى عن ناظري، وابتعد حتى لا أراه.
* قضى حاجته: أي أزال ما في البطن من بول أو غائط.
* جُبَّة شامية: جبة: ثوب واسع يشبه العباءة أو المعطف تُلبس فوق الثياب. وشامية: نسبة إلى الشام، وكانت مشهورة بجودة صناعتها.
* ضيقة الكمين: الكمين: جمع كم، وهو جزء الثوب الذي تُدخل فيه اليد. و"ضيقة" أي غير واسعة.
* من أسفلها: أي من فتحة الجبة ذاتها من الأمام أو الأسفل، وليس من الكم.

ثانياً. شرح الحديث:


يُخبر الصحابي الجليل المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أنه كان في سفر مع النبي ﷺ، فأمره النبي أن يأخذ الإداوة (وعاء الماء) ليستصحبهما معهما. فأطاع المغيرة وأخذها، ثم خرج مع النبي ﷺ متبعاً له.
فانطلق النبي ﷺ يمشي حتى ابتعد واختفى عن نظر المغيرة، وذلك ليقضي حاجته (أي للتبول أو التغوط) في مكان منفرد لا يراه فيه أحد، تأدباً مع الناس وحفاظاً على نظافة الطريق.
بعد أن فرغ من حاجته، عاد إلى حيث المغيرة، وكان يرتدي فوق ثيابه جبة مصنوعة في الشام، وكان كمّا هذه الجبة ضيقين غير واسعين. فلما أراد النبي ﷺ أن يتوضأ من الماء الذي في الإداوة، حاول أن يخرج يده من الكم ليكشف ساعده ويغسله في الوضوء، فلم يستطع لأن الكم كان ضيقاً. عندها لم يُصر على محاولة إخراجها من الكم، بل أخذ طريقاً آخر أيسر، فأخرج يده من فتحة الجبة من أسفلها (أي من الأمام) حتى يتمكن من كشف ذراعيه للوضوء بسهولة.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


هذا الحديث العظيم، رغم بساطة موقفه، يحوي كنوزاً من الفوائد والآداب:
1- التواضع الجم للنبي ﷺ: حيث خرج بنفسه لقضاء حاجته ولم يأمر أحداً من خدمه أو أصحابه أن يجهزوا له الأمر، مع أنه سيد الخلق وأشرفهم.
2- استتار الإنسان عند قضاء الحاجة: من الآداب العظيمة التي علمنا إياها الإسلام الاستئذان والتوارى عن الأنظار عند قضاء الحاجة، صوناً للحياء وحفظاً للعورة.
3- جواز لبس الضيق من الثياب إذا دعت الحاجة: لبس النبي للجبة الضيقة يدل على جواز ذلك، خاصة إذا كانت من الثياب المتاحة أو التي توجد فيها منفعة (كدفء الجبة الشامية).
4- اليسر ورفع الحرج في الإسلام: لم يشقق النبي ﷺ كم الجبة أو يعنف لأنه ضيق، بل تحايل بحل عملي بسيط وهو إخراج اليد من أسفلها. وهذا من أعظم الدروس؛ أن الدين يسر، وأن على المسلم أن يبحث عن الحلول السهلة الميسرة ولا يتعسّر على نفسه.
5- الفطرة والسَّهولة في التعامل: يظهر من فعل النبي ﷺ أنه تعامل مع الموقف بتلقائية وسهولة دون تكلف أو تعقيد.
6- جواز إخراج اليد من فتحة الثوب الأمامية: وهي مسألة فقهية يستنبطها العلماء من هذا الفعل النبوي.
7- مشروعية الاستعانة بالغير في الأمور المباحة: حيث طلب النبي ﷺ من المغيرة أن يحمل الإداوة، مما يدل على جواز الاستعانة بالآخرين في الأمور الدنيوية.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


* هذا الحديث أصل في آداب قضاء الحاجة وآداب اللباس.
* يستدل به الفقهاء على أن العورة يجب سترها حتى عند الانفراد، لقوله "حتى توارى عني".
* فيه دليل على أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يحفظون كل صغيرة وكبيرة من أفعال النبي ﷺ وينقلونها للأمة لتعلم منها هديها ودينها.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يرزقنا الاقتداء برسول الله ﷺ في كل صغيرة وكبيرة.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الصلاة (٣٦٣)، ومسلم في الطهارة (٢٧٤: ٧٧) كلاهما من حديث أبي معاوية، عن الأعمش، عن مسلم، عن مسروق، عن المغيرة بن شعبة، فذكره. واللفظ لمسلم ولفظ البخاري نحوه.
قوله: «الجبة الشامية» وقع عند الترمذيّ: «الجبة الرومانية» وهي بالمعنى، لأن الشام كانت تطلق عليه الدولة الرومانية.
وفيه دليل على أنه لا بأس بالثياب ينسجُها المجوس كما قال الحسن.
وقال معمر: رأيت الزهري يلبس من ثياب اليمن ما صُبغَ بالبول. ذكرهما البخاري معلقا.
واختلف في غسله قبل لبسه، فذهب أكثر أهل العلم إلى أنه يغسله قبل لبسه إلا إذا تحقق عدم نجاسته.
وقال مالك: إنْ لبسه قبل غسله يُعيد الصلاة.
وفعل الزهري يحمل على أنه كان يغسله قبل لبسه، أو كان من بول مأكول اللحم فلا يحتاج
إلى الغسل.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 14 من أصل 337 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أخرج النبي يده من أسفل الجبة لضيق كمها

  • 📜 حديث: أخرج النبي يده من أسفل الجبة لضيق كمها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أخرج النبي يده من أسفل الجبة لضيق كمها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أخرج النبي يده من أسفل الجبة لضيق كمها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أخرج النبي يده من أسفل الجبة لضيق كمها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب