حديث: كانت للنبي خميصة لها علم فتشاغل بها في الصلاة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب كراهية القميص المعلم

عن عائشة أن النبي ﷺ كانت له خميصة لها علم، فكان يتشاغل بها في الصلاة، فأعطاها أباجهم، وأخذ كساءً له أَنْبِجانيا.

صحيح: رواه مسلم في المساجد (٥٥٦: ٦٣) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدّثنا وكيع، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته.

عن عائشة أن النبي ﷺ كانت له خميصة لها علم، فكان يتشاغل بها في الصلاة، فأعطاها أباجهم، وأخذ كساءً له أَنْبِجانيا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث الشريف شرحاً وافياً مستنداً إلى كلام أهل العلم المعتمدين لدى أهل السنة والجماعة:

الحديث بلفظه:


عن عائشة رضي الله عنها: "أن النبي ﷺ كانت له خميصة لها علم، فكان يتشاغل بها في الصلاة، فأعطاها أبا جهم، وأخذ كساءً له أَنْبِجَانِيّاً".
رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما.


1. شرح المفردات:


● خميصة: ثوب من صوف أو خزّ (نوع من الحرير) مخطط، أو منسوج بخطوط، وهي نوع من الشملة أو الرداء.
● لها علم: أي لها أعلام أو خطوط ملونة وزخارف، مما يجذب النظر.
● يتشاغل بها في الصلاة: أي ينشغل بها ويتلهى عن الخشوع في الصلاة بسبب جمال منظرها وتنوع ألوانها.
● أبا جهم: هو صحابي جليل، واسمه عمرو بن حذيفة العدوي، وكان من أصحاب النبي ﷺ.
● كساءً أنبجانيّاً: الكساء هو الثوب، و"أنبجاني" نسبة إلى "أنبجان" وهي بلدة في اليمن كانت تصنع فيها ثياب غليظة خشنة، أو هي ثوب خشن ليس فيه زينة ولا ألوان.


2. شرح الحديث:


كان للنبي ﷺ رداء (خميصة) جميل المظهر، فيه خطوط وألوان، فكان إذا صلى وهو لابسٌ إياها، يلتفت إليها أحياناً أو ينشغل بها نظراً لجمالها، مما قد يخفف من خشوعه في الصلاة. فلما أحسَّ ﷺ أن هذا الثوب يشغله عن كمال الخشوع في الصلاة، قام بتغييره، فأعطى هذه الخميصة لأبي جهم رضي الله عنه، وأخذ بدلاً منها كساءً خشناً بسيطاً ليس فيه ألوان أو زخارف تلفت النظر.


3. الدروس المستفادة منه:


1- وجوب الخشوع في الصلاة واجتناب كل ما يشغل عنها:
هذا الحديث من أظهر الأدلة على حرص النبي ﷺ على الخشوع التام في الصلاة، واجتناب كل ما قد يشتت الذهن أو ينقص الخشوع، حتى لو كان أمراً مباحاً في الأصل مثل لبس الثوب المزخرف.
2- الزهد في الدنيا والتقلل من زينتها:
النبي ﷺ يعلمنا أن نختار ما هو أبسط وأنفع للدين، حتى في أمور اللباس والزينة، إذا كانت تتعارض مع العبادة.
3- التجرد لله في العبادة:
الصلاة هي مناجاة بين العبد وربه، فينبغي أن يكون القلب خالياً من كل شاغل دنيوي.
4- الحكمة من تغيير الثوب:
ليس الثوب المزخرف حراماً، لكن النبي ﷺ غيَّره لما رأى أنه يشغله في الصلاة، وهذا يدل على أن المسلم ينبغي له أن يبتعد عن كل ما يشغله عن الله حتى لو كان مباحاً.
5- هدي النبي ﷺ العملي في التربية:
النبي ﷺ لم ينهَ عن لبس مثل هذه الثياب مباشرة، بل قدَّم القدوة العملية، فتصرف بطريقة عملية تعليمية.
6- جواز لبس الثياب الجميلة في غير الصلاة:
حيث إن النبي ﷺ أعطاها لأبي جهم، مما يدل على أنها ليست محرمة، ولكن ينبغي تجنبها في الصلاة إذا كانت تشغل.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدخل في باب "سد الذرائع" أي سد الطرق المؤدية إلى المكروه أو المنهي عنه.
- فيه دليل على أن النبي ﷺ كان يخشع في صلاته ويحرص على كمالها، ومع ذلك كان يحدث له شيء من الوسوسة أو الانشغال أحياناً، مما يدل على بشرية النبي ﷺ وأنه يعلمنا كيف نتغلب على هذه الشواغل.
- يستفاد منه أيضاً أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يتلقون هدايا النبي ﷺ ويقدرونها، وقد قبل أبو جهم هذه الخميصة وأخذها.


الخلاصة:


الحديث يعلمنا أن الخشوع في الصلاة هو الغاية، وأنه ينبغي للمسلم أن يبتعد عن كل ما يشغله في صلاته، حتى لو كان مباحاً في غيرها، تأسياً برسول الله ﷺ الذي فضَّل الثوب الخشن على الثوب المزخرف لما رأى أنه أبلغ في الخشوع وأقرب إلى الإخلاص.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في المساجد (٥٥٦: ٦٣) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدّثنا وكيع، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته.
وأبو جهم هو عامر بن حذيفة بن غانم القرشي العدوي المدني صحابي معروف، إنه من مسلمة الفتح، وكان من معمري قريش وهو الذي جاء ذكره في حديث فاطمة بنت قيس لما قالت: إن معاوية وأبا جهم خطباني وجاء فيه: «وأما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه». أي إنه كان ضرّابا للنساء.
قوله: «خميصة»: هو قميص غليظ له أعلام.
وقوله: «أنبِجانية»: منسوبة إلى موضع اسمه أَنبِجان، وهي كساء يتخذ من الصوف وله خمل،
وليس له علم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 36 من أصل 337 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كانت للنبي خميصة لها علم فتشاغل بها في الصلاة

  • 📜 حديث: كانت للنبي خميصة لها علم فتشاغل بها في الصلاة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كانت للنبي خميصة لها علم فتشاغل بها في الصلاة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كانت للنبي خميصة لها علم فتشاغل بها في الصلاة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كانت للنبي خميصة لها علم فتشاغل بها في الصلاة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب