حديث: من ترك اللباس تواضعًا لله وهو يقدر عليه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب التواضع في اللباس

عن معاذ بن أنس الجهني: أن رسول اللَّه ﷺ قال: «من ترك اللباس تواضعًا للَّه، وهو يقدر عليه، دعاه اللَّه يوم القيامة على رؤوس الخلائق، حتى يخيره من أي حلل الإيمان شاء يلبسها»

حسن: رواه الترمذيّ (٢٤٨١)، وأحمد (١٥٦٣١)، والحاكم (٤/ ١٨٣ - ١٨٤) كلهم من حديث أبي عبد الرحمن عبد اللَّه بن يزيد المقري، حدّثنا سعيد بن أبي أيوب، عن أبي مرحوم عبد الرحيم بن ميمون، عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني، عن أبيه قال: فذكره.

عن معاذ بن أنس الجهني: أن رسول اللَّه ﷺ قال: «من ترك اللباس تواضعًا للَّه، وهو يقدر عليه، دعاه اللَّه يوم القيامة على رؤوس الخلائق، حتى يخيره من أي حلل الإيمان شاء يلبسها»

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم فيه بشرى للمؤمنين المتواضعين، وإليك شرحه على النحو التالي:
### أولاً. تخريج الحديث ومصدره
هذا الحديث رواه الإمام الترمذي في سننه، والإمام أحمد في مسنده، والحاكم في مستدركه، وقال الترمذي: "هذا حديث غريب"، وحسنه بعض أهل العلم.

### ثانياً. شرح المفردات
● تَرَكَ اللِّبَاسَ: المقصود به ترك التباهي والتفاخر بلبس الثياب الفاخرة والباهظة الثمن، وليس ترك اللباس بالكلية، بل لبس ما يستر العورة ويقي من الحر والبرد من غير إسراف ولا خيلاء.
● تَوَاضُعًا للَّهِ: أي إخلاصًا لله تعالى، وطلبًا لمرضاته، لا رياءً ولا سمعةً.
● وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ: أي لديه المال والقدرة على شراء الثياب الفاخرة والجميلة، لكنه يعفُّ ويتورع ويختار التواضع.
● دَعَاهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أي ناداه الله تعالى مناداة تكريم وتشريف.
● عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ: أي في مكان عالٍ ومشهد عظيم، يراه جميع الخلائق، مما يدل على علو منزلته.
● حَتَّى يُخَيِّرَهُ مِنْ أَيِّ حُلَلِ الْإِيمَانِ شَاءَ يَلْبَسُهَا: (الحلل) جمع حلة، وهي الثياب الفاخرة والحسنة. و(حلل الإيمان) هي ثياب الجنة التي أعدها الله للمؤمنين، وهي من نعيم الجنة الذي لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.

### ثالثاً. شرح الحديث ومعناه الإجمالي
يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن من ترك الترفع في الملبس، واختار الزهد والتواضع في هيئته ولباسه - مع قدرته على التمتع بالملبس الفاخر - ابتغاء وجه الله تعالى وطلبًا لمرضاته، لا عجزًا ولا بخلًا، فإن الله تعالى يكرمه يوم القيامة أعظم تكريم.
فيدعوه الله تعالى أمام جميع الخلائق، في مكان بارز ومرتفع، ليمنحه منزلة عظيمة وكرامة كبيرة، فيخيره بين أي أنواع الثياب الفاخرة والجميلة التي في الجنة، فيختار ما يشاء منها ليلبسها، وهذا من أعظم أنواع التكريم والجزاء الحسن.

### رابعاً. الدروس المستفادة والعبر
1- فضل التواضع: الحديث يظهر فضل التواضع في المظهر والهيئة، وأنه من أسباب القرب من الله تعالى ونيل كرامته.
2- الإخلاص شرط القبول: الجزاء العظيم مرتبط بنية التواضع لله، فمن فعل ذلك رياءً أو سمعة لم ينل هذا الأجر.
3- التوسط في اللباس: ليس المقصود من الحديث ترك الزينة المباحة أو إهمال الهيئة، بل المقصود ترك الكبر والخيلاء والإسراف. فلبس الحسن من الثياب دون إسراف أو خيلاء من السنة.
4- جزاء الله عظيم: يعوض الله تعالى المؤمن في الآخرة أحسن العوض عما ترك من متاع الدنيا زهدًا وتواضعًا له، والجزاء من جنس العمل.
5- الترغيب في الزهد: الحديث يحث على الزهد في الدنيا وعدم التعلق بها، وخاصة في أمور الزينة والتفاخر.


خامساً:

تنبيهات مهمة
- لا يعني هذا الحديث تحريم لبس الثياب الجميلة أو الجيدة، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يلبس الحسن من الثياب، وأمر بالنظافة وحسن الهيئة. إنما المحذور هو الكبر والخيلاء والإسراف والتفاخر.
- التواضع يكون بالقلب أولاً، ثم يظهر على الجوارح والهيئة.
- ينبغي للمسلم أن يوازن بين التواضع المحمود والمظهر اللائق الذي لا يشينه بين الناس.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المتواضعين له، وأن يكسونا في الدنيا ثوب العافية، وفي الآخرة حلل الكرامة والجنة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذيّ (٢٤٨١)، وأحمد (١٥٦٣١)، والحاكم (٤/ ١٨٣ - ١٨٤) كلهم من حديث أبي عبد الرحمن عبد اللَّه بن يزيد المقري، حدّثنا سعيد بن أبي أيوب، عن أبي مرحوم عبد الرحيم بن ميمون، عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني، عن أبيه قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل عبد الرحيم بن ميمون وسهل بن معاذ فإنهما حسنا الحديث.
قال الترمذيّ: «هذا حديث حسن، ومعنى قوله»حلل الإيمان«: يعني ما يُعطى أهل الإيمان من حلل الجنة». وقال الحاكم: «صحيح الإسناد».
وقوله: «من ترك اللباس» أي لباس الشهرة والتفاخر.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 9 من أصل 337 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من ترك اللباس تواضعًا لله وهو يقدر عليه

  • 📜 حديث: من ترك اللباس تواضعًا لله وهو يقدر عليه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من ترك اللباس تواضعًا لله وهو يقدر عليه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من ترك اللباس تواضعًا لله وهو يقدر عليه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من ترك اللباس تواضعًا لله وهو يقدر عليه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب