حديث: لا بأس أن يحمد ويؤجر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب كراهية تطويل الشعر بدون تهذيب

عن قيس بن بشر التغلبي قال: أخبرني أبي -وكان جليسا لأبي الدرداء- قال: كان بدمشق رجل من أصحاب النبي ﷺ يقال له: ابن الحنظلية، وكان رجلا متوحدًا، قلما يجالس الناس، إنما هو في صلاة فإذا فرغ فإنما يسبح ويكبر حتى يأتي أهله، فمر بنا يوما ونحن عند أبي الدرداء، فقال له أبو الدرداء: كلمة تنفعنا ولا تضرك. قال: بعث رسول اللَّه ﷺ سرية فقدمت، فجاء رجل منهم، فجلس في المجلس الذي فيه رسول اللَّه ﷺ، فقال لرجل إلى جنبه: لو رأيتنا حين التقينا نحن والعدو، فحمل فلان فطعن، فقال: خذها وأنا الغلام الغفاري. كيف ترى في قوله؟ قال: ما أراه إلا قد أبطل أجره. فسمع ذلك آخر، فقال: ما أرى بذلك بأسا. فتنازعا حتى سمع النبي ﷺ فقال: «سبحان اللَّه! لا بأس أن يحمد ويؤجر». قال: فرأيت أبا الدرداء سُرَّ بذلك، وجعل يرفع رأسه إليه، ويقول: آنت سمعت ذلك من رسول اللَّه ﷺ؟ فيقول: نعم. فما زال يعيد عليه حتى إني لأقول: ليبركن على ركبتيه.
قال: ثم مر بنا يوما آخر، فقال له أبو الدرداء: كلمة تنفعنا ولا تضرك قال: قال لنا رسول اللَّه ﷺ: «إن المنفق على الخيل في سبيل اللَّه كباسط يديه بالصدقة لا يقبضها».
قال: ثم مر بنا يوما آخر، فقال له أبو الدرداء: كلمة تنفعنا ولا تضرك. فقال: قال رسول اللَّه ﷺ: «نعم الرجل خريم الأسدي لولا طول جمته وإسبال إزاره»، فبلغ
ذلك خريما، فجعل يأخذ شفرة يقطع بها شعره إلى أنصاف أذنيه، ورفع إزاره إلى أنصاف ساقيه.
قال: فأخبرني أبي قال: دخلت بعد ذلك على معاوية، فإذا عنده شيخ جمته فوق أذنيه، ورداؤه إلى ساقيه، فسألت عنه، فقالوا: هذا خريم الأسدي.
قال: ثم مر بنا يوما آخر، ونحن عند أبي الدرداء، فقال له أبو الدرداء: كلمة تنفعنا ولا تضرك، فقال سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «إنكم قادمون على إخوانكم، فأصلحوا رحالكم، وأصلحوا لباسكم؛ فإن اللَّه عز وجل لا يحب الفحش، ولا التفحش».

حسن: رواه أبو داود (٤٠٨٩)، وأحمد (١٧٦٢٢)، والحاكم (٤/ ١٨٣)، والبيهقي في الشعب (٥٧٩٣) كلهم من حديث هشام بن سعد، قال: حدّثنا قيس بن بشر التغلبي قال: أخبرني أبي -وكان جليسا لأبي الدرداء- قال: فذكره.

عن قيس بن بشر التغلبي قال: أخبرني أبي -وكان جليسا لأبي الدرداء- قال: كان بدمشق رجل من أصحاب النبي ﷺ يقال له: ابن الحنظلية، وكان رجلا متوحدًا، قلما يجالس الناس، إنما هو في صلاة فإذا فرغ فإنما يسبح ويكبر حتى يأتي أهله، فمر بنا يوما ونحن عند أبي الدرداء، فقال له أبو الدرداء: كلمة تنفعنا ولا تضرك. قال: بعث رسول اللَّه ﷺ سرية فقدمت، فجاء رجل منهم، فجلس في المجلس الذي فيه رسول اللَّه ﷺ، فقال لرجل إلى جنبه: لو رأيتنا حين التقينا نحن والعدو، فحمل فلان فطعن، فقال: خذها وأنا الغلام الغفاري. كيف ترى في قوله؟ قال: ما أراه إلا قد أبطل أجره. فسمع ذلك آخر، فقال: ما أرى بذلك بأسا. فتنازعا حتى سمع النبي ﷺ فقال: «سبحان اللَّه! لا بأس أن يحمد ويؤجر». قال: فرأيت أبا الدرداء سُرَّ بذلك، وجعل يرفع رأسه إليه، ويقول: آنت سمعت ذلك من رسول اللَّه ﷺ؟ فيقول: نعم. فما زال يعيد عليه حتى إني لأقول: ليبركن على ركبتيه.
قال: ثم مر بنا يوما آخر، فقال له أبو الدرداء: كلمة تنفعنا ولا تضرك قال: قال لنا رسول اللَّه ﷺ: «إن المنفق على الخيل في سبيل اللَّه كباسط يديه بالصدقة لا يقبضها».
قال: ثم مر بنا يوما آخر، فقال له أبو الدرداء: كلمة تنفعنا ولا تضرك. فقال: قال رسول اللَّه ﷺ: «نعم الرجل خريم الأسدي لولا طول جمته وإسبال إزاره»، فبلغ
ذلك خريما، فجعل يأخذ شفرة يقطع بها شعره إلى أنصاف أذنيه، ورفع إزاره إلى أنصاف ساقيه.
قال: فأخبرني أبي قال: دخلت بعد ذلك على معاوية، فإذا عنده شيخ جمته فوق أذنيه، ورداؤه إلى ساقيه، فسألت عنه، فقالوا: هذا خريم الأسدي.
قال: ثم مر بنا يوما آخر، ونحن عند أبي الدرداء، فقال له أبو الدرداء: كلمة تنفعنا ولا تضرك، فقال سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «إنكم قادمون على إخوانكم، فأصلحوا رحالكم، وأصلحوا لباسكم؛ فإن اللَّه ﷿ لا يحب الفحش، ولا التفحش».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن الحديث الذي طلبت شرحه حديث عظيم، يحوي عدة مواقف وقصص عن الصحابة رضي الله عنهم، وفيه فوائد عديدة. سأقوم بشرحه جزءًا جزءًا مع بيان الدروس المستفادة.

أولاً. شرح المفردات:


● متوحدًا: منعزلاً عن الناس، قليل مخالطتهم.
● يسبح ويكبر: يقول: سبحان الله، الله أكبر.
● سرية: مجموعة من الجنود تُبعث للقتال.
● الغلام الغفاري: نسبة إلى قبيلة غفار.
● أبطل أجره: أي ذهب ثواب عمله.
● المنفق على الخيل: الذي ينفق المال على إعداد الخيل للجهاد.
● كباسط يديه بالصدقة: كالمتصدق الذي يبسط يديه بالعطاء ولا يمنعه.
● طول جمته: طول شعره.
● إسبال إزاره: إطالة ثوبه تحت الكعبين.
● شفرة: أداة حادة كالسكين.
● فحش: قبح وسوء.
● تفحش: التكلف في الفحش والإساءة.

ثانيًا. شرح الحديث:


الحديث يحكي قصة صحابي جليل يدعى ابن الحنظلية، كان منعزلاً عن الناس، كثير العبادة، يذكر الله دائمًا. مر على أبي الدرداء رضي الله عنه وهو جالس مع أصحابه، فطلب منه أبو الدرداء أن يحدثهم بحديث ينفعهم ولا يضره، فذكر له ثلاثة أحاديث:
الحديث الأول:
قصة الرجل الذي تحدث عن بطولته في الغزو قائلاً: "خذها وأنا الغلام الغفاري"، فاختلف الصحابة في حكم قوله هذا، فمنهم من رأى أنه أبطل أجره بالتفاخر، ومنهم من لم ير بذلك بأسًا. فلما سمع النبي ﷺ نزاعهم قال: «سبحان الله! لا بأس أن يحمد ويؤجر»، أي لا حرج على المسلم أن يذكر فضل الله عليه وما أعطاه من القوة والشجاعة، بشرط أن يكون القصد حمد الله والشكر له، لا الفخر والرياء.
الحديث الثاني:
عن فضل الإنفاق على الخيل لإعدادها للجهاد في سبيل الله، وأن هذا النفقة كالصدقة الجارية التي لا ينقطع أجرها.
الحديث الثالث:
أن النبي ﷺ مدح خريم الأسدي لكنه أنكر عليه طول شعره وإطالة ثوبه، فلما بلغه ذلك قام فورًا بقص شعره ورفع إزاره امتثالاً لأمر النبي ﷺ.
الحديث الرابع:
وصية النبي ﷺ لأصحابه بأن يهتموا بمظهرهم وهيئتهم عند لقاء إخوانهم، لأن الله جميل يحب الجمال، ولا يحب القبح ولا التكلف فيه.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- جواز ذكر الله تعالى على نعمه: بشرط أن يكون القصد الشكر والحمد، لا الفخر والرياء.
2- الإنفاق في سبيل الله من أعظم القربات: سواء كان على الخيل أو غيرها من وسائل الجهاد.
3- الاستجابة الفورية لأمر النبي ﷺ: كما فعل خريم الأسدي عندما سمع كلام النبي فيه.
4- الاهتمام بالمظهر الحسن: لأن الإسلام دين النظافة والجمال، ولا يحب الفحش ولا التفحش.
5- حرص الصحابة على تعلم العلم ونشره: كما فعل أبو الدرداء عندما طلب من ابن الحنظلية أن يحدثهم.

رابعًا. معلومات إضافية:


- الحديث رواه أبو داود في سننه، وهو حسن.
- فيه بيان لحرص الصحابة على تطبيق سنة النبي ﷺ في كل صغيرة وكبيرة.
- فيه قدوة في التواضع والاستماع للنصيحة والعمل بها.
أسأل الله تعالى أن ينفعنا بما علمنا، وأن يجعلنا من المتقين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٠٨٩)، وأحمد (١٧٦٢٢)، والحاكم (٤/ ١٨٣)، والبيهقي في الشعب (٥٧٩٣) كلهم من حديث هشام بن سعد، قال: حدّثنا قيس بن بشر التغلبي قال: أخبرني أبي -وكان جليسا لأبي الدرداء- قال: فذكره.
قال الحاكم: «صحيح الإسناد».
وإسناده حسن، من أجل بشر التغلبي والد قيس، وهو بشر بن قيس التغلبي وهو «صدوق» كما قال الحافظ. ولم يظهر من ترجمته في تهذيبه أي جرح فيه.
ومن أجل ابنه قيس وهو من رجال الصحيح قال فيه أبو حاتم: ما أرى بحديثه بأسا.
وأما ما رواه أحمد (١٨٨٩٩) عن عبد الرزاق، حدّثنا معمر، عن أبي إسحاق، عن شمر، عن خريم رجل من بني أسد قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «لولا أن فيك اثنتين كنت أنت». قال: إن واحدة تكفيني، قال: «تسبل إزارك، وتوفر شعرك» قال: لا جرم، واللَّه لا أفعل. فهو ضعيف.
وشمر هو ابن عطية الأسدي لم يدرك خريما كما في تهذيب الكمال، وله طرق أخرى لا يسلم منها شيء.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 158 من أصل 337 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا بأس أن يحمد ويؤجر

  • 📜 حديث: لا بأس أن يحمد ويؤجر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا بأس أن يحمد ويؤجر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا بأس أن يحمد ويؤجر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا بأس أن يحمد ويؤجر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب