حديث: ثلاثة لا تقربهم الملائكة: الجنب والسكران والمتضمخ بالخلوق

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن الخلوق للرجال

عن ابن عباس، عن النبي ﷺ قال: «ثلاثة لا تقربهم الملائكة: الجنب، والسكران، والمتضمخ بالخلوق».

حسن: رواه البزار - كشف الأستار (٢٩٣٠) عن العباس بن أبي طالب، ثنا أبو سلمة، ثنا أبان -يعني ابن يزيد-، عن قتادة، عن ابن بريدة، عن يحيى بن يعمر، عن ابن عباس، فذكره.

عن ابن عباس، عن النبي ﷺ قال: «ثلاثة لا تقربهم الملائكة: الجنب، والسكران، والمتضمخ بالخلوق».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم:

نص الحديث:


عن ابن عباس، عن النبي ﷺ قال: «ثلاثة لا تقربهم الملائكة: الجنب، والسكران، والمتضمخ بالخلوق».


1. شرح المفردات:


● لا تقربهم الملائكة: أي تبتعد عنهم وتتجنب مجالستهم أو الدنو منهم.
● الجنب: هو الشخص الذي عليه جنابة بسبب جماع أو إنزال مني، ولم يغتسل بعد.
● السكران: هو من تناول المسكرات حتى غاب عقله أو تخبطت تصرفاته.
● المتضمخ بالخلوق: "المتضمخ" يعني المتلطخ أو الملبس لجسده بشيء ما، و"الخلوق" هو طيب معروف في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يصنع من الزعفران وغيره، وله رائحة قوية.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث يذكر ثلاثة أنواع من الناس تبتعد عنهم الملائكة ولا تدنو منهم، وذلك لأسباب تتعلق بالطهارة والحشمة والاحترام لكرامة الإنسان وحرمته.
● الجنب:
- الملائكة كائنات طاهرة تحب الطهارة، والجنب عليه حدث أكبر يمنعه من الصلاة ومس المصحف حتى يغتسل، فابتعدت الملائكة عنه تعظيماً لحالة النجاسة الكبرى التي هو عليها، وحتى يطهر نفسه بالغسل.
● السكران:
- السكران قد فقد عقله بسبب شرب الخمر أو ما في حكمها من المسكرات، وهذا الفعل محرم في الإسلام، وفيه انتهاك لكرامة الإنسان وعقله. فتبتعد الملائكة عنه لأنها لا تقرب من يرتكب المعاصي ويغيب عقله، خاصة أن السكر يؤدي إلى أفعال قبيحة وكلام بذيء.
● المتضمخ بالخلوق:
- الخلوق كان طيباً معروفاً في الجاهلية، وكان الرجال يتطيبون به، ولكنه كان ذا رائحة قوية جداً، وقد يكون فيه تشبه بالنساء إذا استعمله الرجال بكثرة. والملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم، كما في الحديث الصحيح: «من أكل ثوماً أو بصلاً فليعتزلنا أو فليعتزل مسجدنا». فكذلك المتضمخ بالخلوق قد يكون رائحته شديدة تؤذي الملائكة، أو أن فيه تشبهاً غير لائق، فتبتعد عنه الملائكة لذلك.


3. الدروس المستفادة:


● أهمية الطهارة: الحديث يذكرنا بضرورة الاهتمام بالطهارة من الجنابة والنجاسات، لأن الطهارة شرط لكثير من العبادات وهي محبة للملائكة.
● تحريم المسكرات: يوضح الحديث شناعة شرب الخمر والسكر، وأنه يبعد الإنسان عن رحمة الله وملائكته.
● التوسط في الطيب: عدم الإفراط في استعمال الطيب ذي الرائحة القوية التي قد تؤذي الآخرين أو تشبه بالجنس الآخر.
● احترام الملائكة: الملائكة مخلوقات طاهرة تحب الطيب والطهارة، فيجب على المسلم أن يراعي ذلك في نفسه ومجتمعه.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، وغيرهم، وحسنه بعض العلماء.
- ليس معنى ابتعاد الملائكة عن الجنب أنهم لا يكتبون حسناته أو يعملون وظائفهم، ولكنهم يبتعدون عن شخصه مباشرة، أما حفظه ورعايته فموكولة إلى الله تعالى.
- يستثنى من ذلك ملائكة العذاب، فإنهم لا يبتعدون عن العصاة، ولكن الحديث هنا عن الملائكة الكرام الذين يحبون الطاعة والطهارة.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل الطهارة والعبادة، وأن يبعد عنا كل ما يغضبه أو يبعد ملائكته عنا. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البزار - كشف الأستار (٢٩٣٠) عن العباس بن أبي طالب، ثنا أبو سلمة، ثنا أبان -يعني ابن يزيد-، عن قتادة، عن ابن بريدة، عن يحيى بن يعمر، عن ابن عباس، فذكره.
قال البزار: «رواه غير العباس بن أبي طالب مرسلا، ولا نعلمه يُروى عن ابن عباس إلا من هذا الوجه، وروي عن عمار نحوه».
قال الأعظمي: إسناده حسن من أجل العباس بن أبي طالب وهو العباس بن جعفر بن عبد اللَّه بن الزبرقان البغدادي أبو محمد بن أبي طالب حسن الحديث. قال أبو حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في الثقات، وهو من رجال التهذيب، فلا يضر من خالفه، بل ذكره البخاري في التاريخ (٥/ ٧٤) قال: وقال حفص بن عمر، حدّثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن ابن بريدة، عن يحيى بن يعمر، عن ابن عباس نحوه.
فقوله: «نحوه» أي مرفوعا نحوه لأنه عطف على حديث بريدة مرفوعا.
إلا أن حديث بريدة لا يصح وهو ما رواه البخاريّ في الموضع المشار إليه، والبزار - كشف
الأستار (٢٩٢٩)، والعقيلي في الضعفاء (٧٩٤)، وابن عدي في الكامل (٤/ ١٤٥٦) كلهم من حديث عبد اللَّه بن حكيم أبي بكر الداهري قال: حدّثنا يوسف بن صهيب، عن عبد اللَّه بن بريدة، عن أبيه قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «ثلاثة لا يقربهم الملائكة: سكران، والمتخلق، والجنب أو الحائض» كما في بعض الروايات. قال البخاري: «لا يصح».
وقال العقيلي: «أبو بكر هذا يحدث بأحاديث لا أصل لها، ويحيل على الثقات».
ونقل عن يحيى أنه قال: «ليس حديثه بشيء». وقال ابن عدي: «هو منكر الحديث».
وأورده الهيثمي في المجمع (٥/ ١٥٦) وقال فيه: «عبد اللَّه بن حكيم ضعيف».
قال الأعظمي: وقد اتهمه بعض أهل العلم.
وكذلك لا يصح ما روي عن عمار قال: قدمت على أهلي ليلا وقد تشققت يداي، فضمخوني بالزعفران، فغدوت على رسول اللَّه ﷺ، فسلمت عليه، فلم يرد علي، ولم يرحب بي: فقال: «اغسل هذا». قال: فذهبت، فغسلته، ثم جئت، وقد بقي علي منه شيء، فسلمت عليه، فلم يرد علي، ولم يرحب بي. وقال: «اغسل هذا عنك». فذهبت، فغسلته، ثم جئت، فسلمت عليه، فرد علي، ورحب بي، وقال: «إن الملائكة لا تحضر جنازة الكافر، ولا المتضمخ بزعفران، ولا الجنب»، ورخص للجنب إذا نام أو أكل أو شرب أن يتوضأ.
رواه أحمد (١٨٨٨٦)، وأبو داود (٤١٧٦)، والترمذي (٦١٣) مختصرًا كلهم عن عطاء الخراساني، عن يحيى بن يعمر، عن عمار، فذكره. واللفظ لأحمد.
قال الترمذيّ: «هذا حديث حسن صحيح».
كذا قال مع أن فيه انقطاعا؛ فإن يحيى بن يعمر لم يلق عمار بن ياسر، قال أبو داود (٢٢٥): «بين يحيى بن يعمر وعمار بن ياسر في هذا الحديث رجل.
قال الأعظمي: وهو كما قال فقد رواه أبو داود (٤١٧٧)، وأحمد (١٨٨٩٠) من حديث ابن جريج قال: أخبرني عمر بن عطاء بن أبي الخوار، أنه سمع يحيى بن يعمر، يخبر عن رجل أخبره عن عمار بن ياسر - زعم عمر أن يحيى قد سمى ذلك الرجل ونسيه عمر أن عمارًا قال: فذكر نحوه.
وإسناده ضعيف لإبهام الرجل الذي حدث عن عمار بن ياسر.
ورواه أيضًا أبو داود (٤١٨٠) عن هارون بن عبد اللَّه، حدّثنا عبد العزيز بن عبد اللَّه الأويسي، حدّثنا سليمان بن بلال، عن ثور بن زيد، عن الحسن بن أبي الحسن، عن عمار بن ياسر، فذكره مختصرًا.
وهذا أيضًا ضعيف فإن الحسن مدلس ولم يسمع من عمار بن ياسر.
وكذلك لا يصح ما روي عن أبي موسى قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «لا يقبل اللَّه تعالى صلاة رجلٍ في جسده شيء من خلوق». فإسناده ضعيف.
رواه أبو داود (٤١٧٨)، وأحمد (١٩٦١٣) كلاهما من حديث محمد بن عبد اللَّه بن حرب الأسدي، حدّثنا أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن جديه قالا: سمعنا أبا موسى، فذكر الحديث. وجدّا الربيع مجهولان.
وأبو جعفر هو عيسى بن أبي عيسى عبد اللَّه بن ماهان وهو مختلف فيه غير أنه حسن الحديث إذا لم يخطئ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 173 من أصل 337 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ثلاثة لا تقربهم الملائكة: الجنب والسكران والمتضمخ بالخلوق

  • 📜 حديث: ثلاثة لا تقربهم الملائكة: الجنب والسكران والمتضمخ بالخلوق

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ثلاثة لا تقربهم الملائكة: الجنب والسكران والمتضمخ بالخلوق

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ثلاثة لا تقربهم الملائكة: الجنب والسكران والمتضمخ بالخلوق

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ثلاثة لا تقربهم الملائكة: الجنب والسكران والمتضمخ بالخلوق

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب