من لبس الحرير في الدنيا حرمه أن يلبسه في الآخرة

حديث: من لبس الحرير في الدنيا حرمه أن يلبسه في الآخرة

عن عقبة بن عامر قال: إني سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «من كذب علي متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار»، وأشهد أني سمعته يقول: «من لبس الحرير في الدنيا، حرمه أن يلبسه في الآخرة»

حسن: رواه أحمد (١٧٤٣١)، وأبو يعلى (١٧٥١)، والطبراني في الكبير (١٧/ ٣٢٧) وصحّحه ابن حبان (٥٤٣٦) كلهم من طرق عن ابن وهب قال: أخبرني عمرو بن الحارث، أن هشام بن أبي رقية حدثه قال: سمعت مسلمة بن مخلد -وهو قاعد على المنبر يخطب الناس- وهو يقول: يا أيها الناس، أما لكم في العصب والكتان ما يكفيكم عن الحرير، وهذا رجل فيكم يخبركم عن رسول اللَّه ﷺ، قم يا عقبة، فقام عقبة بن عامر وأنا أسمع فقال: فذكر الحديث.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، وأسأل الله أن ينفعنا جميعاً بما نسمع ونعلم.
هذا الحديث الذي ذكر حديثان عظيمان في باب واحد، رواهما الصحابي الجليل عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه، وسأشرحهما لك شرحاً وافياً على النحو التالي:

الحديث الأول:

التحذير من الكذب على النبي ﷺ
«مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ»

# 1. شرح المفردات:

● كَذَبَ: أي افترى الكذب واختلقه.
● عَلَيَّ: أي على شخصي أو على سنتي وشرعي.
● مُتَعَمِّدًا: أي بقصد وعلم وإرادة، ليس عن خطأ أو نسيان.
● فَلْيَتَبَوَّأْ: فليتخذ ويختار ويستعد.
● مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ: مكانه ومستقره في النار.

# 2. شرح الحديث:

هذا الحديث من أشد الأحاديث تحذيراً، وهو متواتر عن النبي ﷺ بروايات عديدة. والمعنى: أن من افترى على رسول الله ﷺ قولاً لم يقله، أو فعلاً لم يفعله، أو صفة لم تثبت عنه، وهو يعلم أنه كاذب في ذلك، فإن مصيره ومأواه سيكون في نار جهنم. وهذا وعيد شديد يدل على عظم جرم الكذب على النبي ﷺ، لأنه يتضمن التحريف للدين، والافتراء على الله، وإدخال ما ليس من الشرع في الشرع.

# 3. الدروس المستفادة:

- تحريم الكذب على النبي ﷺ تحريماً مغلظاً، وهو من كبائر الذنوب.
- وجوب التثبت في نقل الأحاديث وروايتها، وعدم التسرع في نسبتها إلى النبي ﷺ دون علم.
- بيان خطر نشر الأحاديث الضعيفة والموضوعة دون بيان حالها.
- الحث على تعلم علم الحديث ودراية الرواة لتمييز الصحيح من الضعيف.

# 4. معلومات إضافية:

- هذا الحديث أصل عظيم من أصول علم الحديث، وبه يعرف قدر العلماء المحدثين الذين أفنوا أعمارهم في تمييز الأحاديث الصحيحة من الضعيفة والموضوعة.
- الكذب على النبي ﷺ من أعظم الظلم والعدوان، لأنه تشريع من غير الله.

الحديث الثاني:

الوعيد في لبس الحرير للرجال
«مَنْ لَبِسَ الْحَرِيرَ فِي الدُّنْيَا، حُرِمَ أَنْ يَلْبَسَهُ فِي الْآخِرَةِ»

# 1. شرح المفردات:

● لَبِسَ: أي ألبس جسمه وارتداه.
● الْحَرِيرَ: وهو الثياب المصنوعة من حرير دود القز، المعروفة بالنعومة واللمعان.
● حُرِمَ: منع وأُبعِد.
● فِي الْآخِرَةِ: أي في الجنة.

# 2. شرح الحديث:

هذا الحديث موجه في الأصل للرجال، لأن لبس الحرير محرم عليهم بالإجماع، إلا لحاجة كعلاج أو غيره. والمعنى: أن الرجل إذا لبس الحرير في الدنيا مع علمه بحرمته، فإنه يعاقب بحرمانه من لبسه في الآخرة، حيث إن الحرير من نعيم الجنة الذي يتمتع به المؤمنون، فيحرم منه بسبب معصيته في الدنيا.

# 3. الدروس المستفادة:

- تحريم لبس الحرير الخالص على الرجال تحريماً شديداً.
- أن المعاصي قد تحرم العبد من نعيم الآخرة.
- أن الجزاء من جنس العمل، فكما حرم ما حرم الله عليه في الدنيا، حرم من ثوابه في الآخرة.
- الترغيب في تجنب المحرمات طمعاً في نعيم الجنة.

# 4. معلومات إضافية:

- المرأة يجوز لها لبس الحرير، فالحديث خاص بالرجال.
- هناك رخص في لبس الحرير للرجال للحاجة، مثل وجود حكة أو مرض جلدي، وذلك بقدر الحاجة.
- هذا الحديث من أبلغ الزواجر عن ارتكاب المحرمات، فإنه يذكر بالعاقبة الأخروية.

فوائد عامة من الجمع بين الحديثين:

- أن النبي ﷺ كان يحذر أمته من المخالفات الشرعية تحذيراً شديداً.
- بيان عدل الله تعالى، حيث جعل الجزاء من جنس العمل.
- الحث على التمسك بالسنة الصحيحة والبعد عن البدع والمخالفات.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يحفظنا من الكذب على رسول الله ﷺ، وأن يباعد بيننا وبين معاصيه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٧٤٣١)، وأبو يعلى (١٧٥١)، والطبراني في الكبير (١٧/ ٣٢٧) وصحّحه ابن حبان (٥٤٣٦) كلهم من طرق عن ابن وهب قال: أخبرني عمرو بن الحارث، أن هشام بن أبي رقية حدثه قال: سمعت مسلمة بن مخلد -وهو قاعد على المنبر يخطب الناس- وهو يقول: يا أيها الناس، أما لكم في العصب والكتان ما يكفيكم عن الحرير، وهذا رجل فيكم يخبركم عن رسول اللَّه ﷺ، قم يا عقبة، فقام عقبة بن عامر وأنا أسمع فقال: فذكر الحديث.
وإسناده حسن من أجل هشام بن أبي رقية وهو من رجال «التعجيل» روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في الثقات (٥/ ٥٠١)، وقال العجلي: «مصري تابعي ثقة»، وقال البخاري: «هو من المصريين روى عن عمرو بن العاص».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 175 من أصل 337 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من لبس الحرير في الدنيا حرمه أن يلبسه في الآخرة

📜 حديث: من لبس الحرير في الدنيا حرمه أن يلبسه في الآخرة

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من لبس الحرير في الدنيا حرمه أن يلبسه في الآخرة

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من لبس الحرير في الدنيا حرمه أن يلبسه في الآخرة

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من لبس الحرير في الدنيا حرمه أن يلبسه في الآخرة

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية