حديث: الماء يخرج من بين أصابعه حتى توضئوا من عند آخرهم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب التسمية في الوضوء

عن أنس قال: طلب بعض أصحاب النبي ﷺ وضوءًا، فقال رسول الله ﷺ: «هل مع أحدٍ منكم ماءٌ؟». فوضع يده في الماء ويقول: «توضئوا باسم الله»، فرأيت الماء يخرج من بين أصابعه حتَّى توضئوا من عند آخرهم. قال ثابت: قلت لأنس: كم تراهم؟ قال: نحوًا من سبعين.

صحيح: رواه النسائي (٧٨) وأحمد (١٢٦٩٤) كلاهما من حديث عبد الرزاق - وهو في مصنفه (٢٠٥٣٥) - قال: حدَّثنا معمر، عن ثابت وقتادة، عن أنس فذكر مثله.

عن أنس قال: طلب بعض أصحاب النبي ﷺ وضوءًا، فقال رسول الله ﷺ: «هل مع أحدٍ منكم ماءٌ؟». فوضع يده في الماء ويقول: «توضئوا باسم الله»، فرأيت الماء يخرج من بين أصابعه حتَّى توضئوا من عند آخرهم. قال ثابت: قلت لأنس: كم تراهم؟ قال: نحوًا من سبعين.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه (رقم 3576) وغيره، وهو من معجزات النبي ﷺ الحسية التي أيده الله بها، وإليك الشرح المفصل:

1. شرح المفردات:


* طلب وضوءًا: طلبوا ماءً للوضوء.
* هل مع أحدٍ منكم ماءٌ؟: سؤال استفهام عن وجود أي قدر من الماء.
* فوضع يده في الماء: أدخل النبي ﷺ يده الشريفة في إناء أو وعاء قليل الماء.
* يخرج من بين أصابعه: ينبع الماء ويتفجر من فرجات أصابعه الشريفة ﷺ.
* من عند آخرهم: حتى وصل الماء ووفّر للشخص الأخير في المجموعة.
* نحوًا من سبعين: يقارب عددهم سبعين رجلاً.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا أنس بن مالك رضي الله عنه، خادم رسول الله ﷺ، أن مجموعة من الصحابة كانوا مع النبي ﷺ في سفر أو في مكان فاحتاجوا إلى الماء للوضوء، ولم يكن معهم إلا قليل منه. فسألهم النبي ﷺ عمن قد يكون معه شيء من الماء، فأُتي بوعاء فيه ماء قليل. فوضَع رسول الله ﷺ يده الكريمة في ذلك الوعاء، وبدأ الماء ينبع ويتفجر من بين أصابعه الشريفة كالعيون، حتى أصبح كالنهر الغزير، فتوضأ جميع الصحابة الذين كان عددهم حوالي سبعين رجلاً من ذلك الماء المتدفق من يده ﷺ.

3. الدروس المستفادة والعبر:


* إثبات معجزة للنبي ﷺ: هذه من المعجزات الحسية "الخارقة للعادة" التي أيّد الله بها نبيه ﷺ، لتكون دليلاً على صدق نبوته، وهي كمعجزة موسى عليه السلام حين ضرب الحجر فانفجرت منه المياه، فكانت معجزة محمد ﷺ من جنس معجزة من سبقه من الأنبياء ولكن بأمر أعظم، حيث انفجر الماء من جسده الشريف مباشرة.
* التبرك بآثار النبي ﷺ: يدل الحديث على بركة النبي ﷺ وحقيقة اتصافه بالخيرية والبركة التي جعلها الله فيه، فالماء القليل ببركة يده أصبح غزيراً.
* التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب: النبي ﷺ سأل عن الماء (أخذ بالسبب) ثم وضع يده في الماء متوكلًا على الله فأنطق له الماء.
* استحباب التسمية عند الوضوء: قوله ﷺ: «توضئوا باسم الله» دليل على استحباب البسملة عند开始 الوضوء.
* بيان كرم النبي ﷺ وسخائه: كان ﷺ أكرم الناس وأسخاهم، حتى أن الماء يتفجر من يديه كرمًا لأصحابه وسدًا لحاجتهم.
* قدرة الله المطلقة: الله على كل شيء قدير، وهو الذي خلق الأسباب وهو قادر على خرقها وإظهار آياته لنبيه.

4. معلومات إضافية مفيدة:


* مكان وقوع المعجزة: ذكر بعض أهل السير أن هذه المعجزة وقعت في غزوة تبوك.
* عدد المرات التي تكررت فيها: وردت هذه المعجزة في أكثر من مناسبة، مما يدل على تكررها وتأكيدها.
* الإيمان بالمعجزات: الإيمان بمعجزات الأنبياء من أصول عقيدة أهل السنة والجماعة، وهي من الأمور الخارقة للعادة التي يجريها الله على أيديهم تأييداً لهم.
* الفرق بين المعجزة والكرامة: المعجزة للنبي دليل على نبوته، أما الكرامة فهي أمر خارق للعادة يجريه الله على يد ولي مؤمن صالح، اتباعاً للنبي وليس ادعاءً للنبوة.
نسأل الله أن يرزقنا حب نبيه ﷺ واتباع سنته، والاستفادة من عظات حديثه ومعجزاته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (٧٨) وأحمد (١٢٦٩٤) كلاهما من حديث عبد الرزاق - وهو في مصنفه (٢٠٥٣٥) - قال: حدَّثنا معمر، عن ثابت وقتادة، عن أنس فذكر مثله. وصحّحه ابن خزيمة (١٤٤) فأخرجه من طريق عبد الرزاق به.
واستدل به النسائي وابن خزيمة على مشروعية التسمية عند الوضوء وبوّبا به. وأصل القصة في الصحيحين بدون ذكر التسمية وسيأتي في معجزات النبي ﷺ.
وقال البيهقي بعد أن أخرج الحديث: «إنه أصح ما في التسمية» السنن الكبرى (١/ ٤٣).
وأما ما رُوي عن أبي هريرة، وعائشة، وأبي سعيد، وسهل بن سعد، وأسماء بنت سعيد بن زيد عن أبيها من قول النبي ﷺ: «لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه، فكلها معلولة؛ ولذا قال الإمام أحمد بن حنبل: «لا أعلم في هذا الباب حديثًا له إسناد جيّد».
وقال أحمد بن حفص السّعدي: «سئل أحمد عن التّسمية في الوضوء فقال: لا أعلم فيه حديثًا
يثبت. أقوى شيء فيه حديث كثير بن زيد، عن رُبيح (وهو ابن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدريّ)، ثم ذكر رُبيحا - أي: من هو؟ ومن أبوه؟ يعني: الذي روى حديث سعيد بن زيد أنهم مجهولون، وضعَّف إسناده. المغني (١/ ١٤٦).
وقال ابن ملقِّن: «هذا الحديث مشهورٌ، وله طرقٌ متكلَّم في كلِّها».
انظر: «البدر المنير» (٢/ ٦٩).
وقال الإمام البخاري: «أحسن شيء في هذا الباب حديث رباح بن عبد الرحمن».
قال الأعظمي: هذا حديث رباح بن عبد الرحمن بن أبي سفيان بن حويطب، عن جدته، عن أبيها، قال: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه» رواه الترمذي (٢٥) من طريق بشر بن المُفضَّل، عن عبد الرحمن بن حرملة، عن أبي ثِفال المُرّي، عن رباح، ثم رواه أيضًا (٢٦) من وجه آخر عن يزيد بن عياض، عن أبي ثفال المُرّي به، ولم يذكر لفظ الحديث، وإنما أحال على الحديث السابق. ورواه أيضًا ابن ماجه (٣٩٨) من طريق يزيد بن عياض به، وزاد في أول الحديث: «لا صلاة لمن لا وضوء له».
ومداره على أبي ثفال وهو: ثُمامة بن وائل بن حُصين المُرِّي بضم الميم ثم راء - مشهور بكنيته، قال فيه البخاري: في حديثه نظر. وذكره ابن حبان في الثقات (٨/ ١٥٧ - ١٥٨) وبعد ما ذكر الحديث قال: «ولكن في القلب من هذا الحديث؛ لأنه قد اختلف على أبي ثفال فيه».
وفي إسناد ابن ماجه أيضًا يزيد بن عياض الليثي أبو الحكم المدني نزيل البصرة كذّبه مالك وغيره، وضعّفه ابن المديني والدارقطني. وقال البخاري ومسلم: منكر الحديث. إلَّا أن الترمذي رواه من طريق عبد الرحمن بن حرملة.
أما رباح بن عبد الرحمن بن أبي سفيان نفسه فلم يوثقه أحد، وذكره ابن حبان في الثقات على قاعدته، ولذا قال فيه الحافظ: «مقبول»؛ أي: إذا توبع، وإلا فلين الحديث.
فإذا كان هذا حال حديث رباح بن عبد الرحمن الذي قال فيه الإمام البخاري: «أحسن شيء في هذا الباب» فما بال أحاديث غيره، إلَّا أن بعض أهل العلم يرون أن مجموع الشواهد يجعل الحديث حسنًا لغيره. انظر تخريج هذه الأحاديث في نصب الراية (٢/ ٦٤ - ٦٦).
قال المنذري في الترغيب والترهيب: «ولا شك أن الأحاديث التي وردت فيها وإن كان لا يسلم شيء منها عن مقال، فإنها تتعاضد بكثرة طرقها، وتكتسب قوة».
ولذا قال الإمام أحمد في رواية أنها واجبة، وحكى الترمذي عن إسحاق بن راهويه: «إنْ تركها عامدًا أعاد الوضوء، وإن كان ناسيًا أو متأوِّلًا أجزأه».
انظر للمزيد: «المنة الكبرى» (١/ ١٣٤، ١٣٥).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 2 من أصل 155 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الماء يخرج من بين أصابعه حتى توضئوا من عند آخرهم

  • 📜 حديث: الماء يخرج من بين أصابعه حتى توضئوا من عند آخرهم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الماء يخرج من بين أصابعه حتى توضئوا من عند آخرهم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الماء يخرج من بين أصابعه حتى توضئوا من عند آخرهم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الماء يخرج من بين أصابعه حتى توضئوا من عند آخرهم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب