حديث: الوضوء يكفر ما قبله ثم تصير الصلاة نافلة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في ثواب الطهور

عن أبي أُمامة صاحب رسول الله ﷺ. - وقال عبد الوهاب: أبو أُمامة الحِمصي صاحب رسول الله ﷺ - أن رسول الله ﷺ قال: «الوضوء يُكفِّر ما قبله، ثم تصير الصلاة نافلة».
فقيل له: أسمعته من رسول الله ﷺ؟ قال: نعم، غير مرة، ولا مرتين، ولا ثلاث، ولا أربع، ولا خمس.

حسن: رواه أحمد (٢٢١٦٢) قال: حدَّثنا محمد بن بشر، حدَّثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن شهر بن حوشب وعبد الوهاب، عن هشام وأزهر بن القاسم، حدَّثنا هشام، عن قتادة، عن شهر بن حوشب، عن أبي أُمامة.

عن أبي أُمامة صاحب رسول الله ﷺ. - وقال عبد الوهاب: أبو أُمامة الحِمصي صاحب رسول الله ﷺ - أن رسول الله ﷺ قال: «الوضوء يُكفِّر ما قبله، ثم تصير الصلاة نافلة».
فقيل له: أسمعته من رسول الله ﷺ؟ قال: نعم، غير مرة، ولا مرتين، ولا ثلاث، ولا أربع، ولا خمس.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم، رواه الإمام أحمد في مسنده، وغيره، وفيه فضل الوضوء والصلاة، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً بإذن الله.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● الوضوء: هو الطهارة المائية المعروفة، وهي غسل الأعضاء الأربعة (الوجه، واليدين، والرأس، والرجلين) على الصفة المشروعة.
● يُكفِّر: من التكفير، أي يُغطي ويُمحو ويُذهب.
● ما قبله: أي الذنوب والسيئات الصغائر التي وقعت قبل أداء هذا الوضوء.
● نافلة: النافلة في اللغة: الزيادة. وفي الشرع: ما زاد على الفريضة، وهي من أعلى درجات القربات والتطوعات.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن الوضوء المشروع سبب لمغفرة الذنوب الصغائر التي ارتكبها العبد قبل أن يتوضأ. فكلما توضأ المسلم بنية الطاعة والعبادة، كفرت ذنوبه السابقة. ثم إن الصلاة التي يصليها بعد هذا الوضوء تكون بمثابة نافلة وزيادة في الأجر والفضل، لأنها جاءت بعد طهارة قد محت ما قبلها من ذنوب، فكأنها صلاة في حالة جديدة من النقاء.
وقول الصحابي أبي أمامة رضي الله عنه: "نعم، غير مرة، ولا مرتين، ولا ثلاث، ولا أربع، ولا خمس" هو تأكيد قوي على سماعه الحديث من النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة، وكرره عليه الصلاة والسلام لأهميته، ليعلم الأمة هذا الفضل العظيم ويحرصوا عليه.

ثالثاً. الدروس المستفادة والفَوائد:


1- عظم فضل الوضوء: فهو ليس مجرد طهارة حسية للصلاة فحسب، بل هو طهارة معنوية تُذهب الخطايا وتُكسب الأجر.
2- التكفير للصغائر: التكفير هنا خاص بالذنوب الصغائر، أما الكبائر فلا بد لها من توبة خاصة. كما قال الله تعالى: {إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ} [النساء: 31].
3- الحث على كثرة الوضوء: إذ كلما توضأ المسلم كسب هذا الأجر وتكفير الذنوب، فيحرص على أن يكون دائماً على طهارة.
4- فضل المداومة على الطاعات: الصلاة بعد الوضوء المكفر للذنوب تصير نافلة، وهذا يدل على أن الطاعات تتضاعف بركتها وتزداد فضائلها عندما تؤدى بعد طاعات أخرى.
5- التوثيق في رواية الحديث: حرص الصحابة رضي الله عنهم على التأكد من صحة الحديث، كما فعل الراوي مع أبي أمامة حين سأله: "أسمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟"، وهذا من أصول علم الحديث وقواعد النقد.
6- التيسير على الأمة: في هذا الحديث بشرى وفرج للمسلم، فمهما أذنب من الصغائر، فإن أبواب المغفرة متعددة وسهلة، ومنها الوضوء.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الفضل (تكفير الذنوب) يحصل للوضوء إذا أتى به المسلم على الوجه المشروع، مع استحضار النية والإخلاص لله تعالى.
- جاءت أحاديث أخرى تؤكد هذا المعنى، منها قوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَينِ لا يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» (رواه البخاري ومسلم).
- يستحب للمسلم أن يكثر من الوضوء، ولا يقتصر عليه فقط عند إرادة الصلاة، بل كلما أحدث توضأ ليكسب هذا الأجر العظيم.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المتطهرين التائبين، وأن يتقبل منا صالح الأعمال.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٢١٦٢) قال: حدَّثنا محمد بن بشر، حدَّثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن شهر بن حوشب وعبد الوهاب، عن هشام وأزهر بن القاسم، حدَّثنا هشام، عن قتادة، عن شهر بن حوشب، عن أبي أُمامة.
ورواه أيضًا أبو داود الطيالسي (٢/ ٥٤١ رقم ١٢٢٥) والطبراني في الكبير (٧٥٧٠) كلاهما من طريق سعيد بن أبي عروبة به.
ورجاله ثقات غير شهر بن حوشب؛ فقد تكلم فيه ابن حبان وابن عدي. وقال ابن معين: ثبت. وقال أبو زرعة: لا بأس به. وقال العجلي: شامي تابعي ثقة. وجعله الحافظ في مرتبة «صدوق كثير الإرسال والأوهام».
إلَّا أنه لم ينفرد به، بل توبع؛ فقد رواه أبو داود الطيالسي (١٢٣١) واللّفظ له، وأحمد (٥/ ٢٥٤) والطبراني في الكبير (٨٠٧١) كلهم من طريق أبي غالب، عن أبي أُمامة قال: «إذا توضأ المسلم فأحسن الوضوء خرجت ذنوبه من سمعه وبصره ويديه ورجليه؛ فإنْ قعد قعد مغفورًا له، وإن صلَّى كانت له فضيلة»، فقيل له: أو نافلة؟ فقال: «إنما كانت النافلة للنبي ﷺ». اختلف في رفعه ووقفه، والصواب رفعه.
وأبو غالب صدوق.
ورواه مسدد ومحمد بن يحيى بن أبي عمر من طريق شمر بن عطية، عن أبي أُمامة قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا توضأ الرجل المسلم خرجت ذنوبه من سمعه وبصره ويديه ورجليه؛ فإنْ قعد قعد مغفورًا له».
ويبدو أنه سقط بعد شمر بن عطية (شهر بن حوشب)؛ فإنَّ شمر بن عطية لم يلق أبا أُمامة.
ورواه أحمد بن منيع من طريق أبي مسلم قال: دخلت على أبي أُمامة وهو يتفلَّى في المسجد ويَدْفُن القمل في الحصا، فقلت: يا أبا أُمامة! إن رجلًا حدثني عنك أنك قلت: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «من توضأ فأسبغ الوضوء؛ غسل يديه ووجهه، ومسح رأسه وأذنيه، ثم قام إلى صلاة مفروضة، غفر الله له في ذلك اليوم ما مشت إليه رجليه، وقبضت عليه يديه، وسمعت إليه أذنيه، ونظرت إليه عينيه، وحدثت به نفسه من سوء» فقال: والله لقد سمعته من نبي الله ﷺ ما لا أحصيه.
هكذا رجليه ويديه وأذنيه وعينيه، والصواب أن تكون هذه الكلمات مرفوعة.
وللحديث طرق أُخرى أوردها البوصيري في «إتحاف الخيرة» (١/ ٣٩٦ - ٣٩٧). وأبو عبيد في الطهور (٢٠ - ٢٣).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 19 من أصل 155 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الوضوء يكفر ما قبله ثم تصير الصلاة نافلة

  • 📜 حديث: الوضوء يكفر ما قبله ثم تصير الصلاة نافلة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الوضوء يكفر ما قبله ثم تصير الصلاة نافلة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الوضوء يكفر ما قبله ثم تصير الصلاة نافلة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الوضوء يكفر ما قبله ثم تصير الصلاة نافلة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب