حديث: ماذا يدريكم ماذا بلغت به صلاته

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في فضل الوضوء والصلاة عقبه

عن سعد وناس من أصحاب رسول الله ﷺ يقولون: كان رجلان أخوان في عهد رسول الله ﷺ، وكان أحدهما أفضل من الآخر، فتوفي الذي هو أفضلهما، ثم عُمِّر الآخر بعده أربعين ليلة، ثم توفي، فذُكِر لرسول الله ﷺ فضل الأوَّل على الآخر، فقال: «ألم يكن يُصلي؟» فقالوا: بلى يا رسول الله! فكان لا بأس به، فقال: «ما يدريكم ماذا بلغت به صلاتُه»، ثم قال عند ذلك: «إنما مثل الصلاة كمثل نَهرِ جارٍ بباب رجل، غَمْرٍ عَذْب، يقتحم فيه كلَّ يوم خمس مرات، فماذا ترون يُبقي ذلك من دَرَنه».

حسن: رواه أحمد (١٥٣٤) قال: حدَّثنا هارون بن معروف - قال عبد الله: وسمعته أنا من هارون - حدَّثنا عبد الله بن وهب، حدثني مخرمة، عن أبيه، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال: سمعت سعدًا، فذكر الحديث.

عن سعد وناس من أصحاب رسول الله ﷺ يقولون: كان رجلان أخوان في عهد رسول الله ﷺ، وكان أحدهما أفضل من الآخر، فتوفي الذي هو أفضلهما، ثم عُمِّر الآخر بعده أربعين ليلة، ثم توفي، فذُكِر لرسول الله ﷺ فضل الأوَّل على الآخر، فقال: «ألم يكن يُصلي؟» فقالوا: بلى يا رسول الله! فكان لا بأس به، فقال: «ما يدريكم ماذا بلغت به صلاتُه»، ثم قال عند ذلك: «إنما مثل الصلاة كمثل نَهرِ جارٍ بباب رجل، غَمْرٍ عَذْب، يقتحم فيه كلَّ يوم خمس مرات، فماذا ترون يُبقي ذلك من دَرَنه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وجماعة من الصحابة، معتمدًا في ذلك على كبار شروح الحديث المعتمدة عند أهل السنة والجماعة:

الحديث:


عن سعد وناس من أصحاب رسول الله ﷺ يقولون: كان رجلان أخوان في عهد رسول الله ﷺ، وكان أحدهما أفضل من الآخر، فتوفي الذي هو أفضلهما، ثم عُمِّر الآخر بعده أربعين ليلة، ثم توفي، فذُكِر لرسول الله ﷺ فضل الأوَّل على الآخر، فقال: «ألم يكن يُصلي؟» فقالوا: بلى يا رسول الله! فكان لا بأس به، فقال: «ما يدريكم ماذا بلغت به صلاتُه»، ثم قال عند ذلك: «إنما مثل الصلاة كمثل نَهرِ جارٍ بباب رجل، غَمْرٍ عَذْب، يقتحم فيه كلَّ يوم خمس مرات، فماذا ترون يُبقي ذلك من دَرَنه».

1. شرح المفردات:


● أخَوَان: أي صاحبان أو متآخيان في الله.
● عُمِّر الآخر: عاش بعد موت أخيه.
● غَمْر: كثير الماء واسع الجريان.
● عَذْب: حلو الطعم صافٍ.
● يَقْتَحِم: يغوص وينغمس فيه بكامل جسده.
● دَرَنَه: وسخه وقذارته.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


يحكي الصحابة قصة رجلين كانا يعيشان في عهد النبي ﷺ، أحدهما أكثر عبادة وأظهر فضلاً من الآخر، فمات الأول ثم عاش الثاني بعده أربعين يومًا ثم مات. وعندما ذُكر تفوُّق الأول في العبادة، استفهم النبي ﷺ عن صلاة الثاني، فأخبروه أنه كان يصلي ولا بأس به (أي أنه محافظ على الصلوات)، فبيَّن النبي ﷺ أنهم لا يستطيعون الحكم على تفاضل العباد لأنهم لا يعلمون حقيقة ما يبلغه العبد من الخشوع والإخلاص في صلاته. ثم ضرب النبي ﷺ مثلاً يوضح أثر الصلاة في تطهير النفس من الذنوب.

3. الدروس المستفادة والعبر:


● عدم الحكم على الناس بظاهر أعمالهم: فالناس لا يعلمون حقيقة القلوب ولا مقدار الإخلاص والخشوع الذي يكون بين العبد وربه.
● عظمة شأن الصلاة: فهي تطهر النفس من الذنوب كما يطهر الماء الجاري الوسخ من الجسد.
● التركيز على الجوهر لا المظهر: قد يظهر إنسان بقلة عبادته لكن يكون له عمل خفي عظيم عند الله.
● الحث على المحافظة على الصلوات الخمس: لأنها تغسل الذنوب وتُكفر السيئات إذا أُديت بخشوع وإتقان.
● التواضع وعدم احتقار الآخرين: فرب شخص تراه قليل العمل وهو عند الله عظيم.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- الحديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده، وهو حسن.
- "الدرن" في المثل يرمز إلى الذنوب والخطايا، فالصلاة تزيلها كما يزيل الماء النقي الوسخ.
- المدة (أربعون ليلة) قد تكون للاعتبار والتمحيص، وقد تكون من قبيل التوقيت لا التحديد.
- يستفاد من الحديث أن الأعمال لا تُقاس بالكمية فقط، بل بالكيفية والإخلاص.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
هذا والله أعلم، وأحسب أن هذا الشرح قد وُفِّق فيه بحسب الجهد، فإن كان من صواب فمن الله، وإن كان من خطأ فمني ومن الشيطان.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٥٣٤) قال: حدَّثنا هارون بن معروف - قال عبد الله: وسمعته أنا من هارون - حدَّثنا عبد الله بن وهب، حدثني مخرمة، عن أبيه، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال: سمعت سعدًا، فذكر الحديث.
وصحّحه أيضًا ابن خزيمة (٣١٠) والحاكم (١/ ٢٠٠) وروياه من طريق عبد الله بن وهب. قال الحاكم: «صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، فإنهما لم يخرجا لمخرمة بن بكير، والعلة فيه أن طائفة من أهل مصر ذكروا أنه لم يسمع من أبيه لصغر سنه، وأثبت بعضهم سماعه منه» انتهى.
وإسناده حسن من أجل مخرمة فإنه مختلف فيه، فوثَّقه أحمد وابن سعد، وضعَّفه ابن معين. وقال النسائي: ليس به بأس. وقال أبو حاتم: صالح الحديث.
والحديث في موطأ مالك في كتاب قصر الصلاة (٩١) إلَّا أنه رواه بلاغًا عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، وفيه: «ألم يكن الآخر مسلمًا؟» بدلًا من «ألم يكن يصلي؟»، كما أنه كرر فيه آخر الحديث: «لا تدرون ما بلغت به صلاته».
و«النهر الغمر»: الكثير الماء.
وحديث سعد بن وقاص هو الأصح.
وقد رُوِي عن طلحة بن عبيد الله قال: إن رجلين من بَلِيِّ قدما على رسول الله ﷺ وكان إسلامهما جميعًا، فكان أحدهما أشدَّ اجتهادًا من الآخر، فغزا المجتهد منهما فاستشْهِد، ثم مكث الآخر بعده سنة، ثم توفي.
قال طلحةُ: فرأيت في المنام: بينا أنا عند باب الجنة إذا أنا بهما، فخرج خارج من الجنة، فأذِن للذي توفي الآخر منهما، ثم خرج، فأذن للذي استشهد، ثم رجع إليَّ فقال: ارجع فإنك لم يأنِ لك بعد. فأصبح طلحةُ يحدث به الناسَ، فعجبوا لذلك. فبلغ ذلك رسول الله ﷺ وحدَّثوه الحديثَ فقال: «من أي ذلك تعجبون؟» فقالوا: يا رسول الله! هذا كان أشدَّ الرجلين اجتهادًا، ثم استشهد، ودخل هذا الآخر الجنةَ قبله. فقال رسول الله ﷺ «أليس قد مكث هذا بعده سنةً؟» قالوا: بلى، قال: «وأدرك رمضان فصام، وصلَّى كذا وكذا من سجدة في السنة؟» قالوا: بلى، قال رسول الله ﷺ: «فما بينهما أبعد مما بين السماء والأرض».
رواه ابن ماجه (٣٩٢٥) وابن حبان (٢٩٥٢) وأحمد (١٤٠٣) والبيهقي (٣/ ٣٧١ - ٣٧٢) كلهم من طريق يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن طلحة بن عبيد الله فذكر مثله، وفيه انقطاع، فإنَّ أبا سلمة بن عبد الرحمن لم يسمع من طلحة بن عبيد الله شيئًا، كما قال علي بن المدني وابن معين وغيرهما.
ولكن رواه محمد بن عمرو، عن أبي سلمة فأدخل بينهما أبا هريرة. هكذا رواه الإمام أحمد (٨٣٩٩) عن محمد بن بشر، حدَّثنا محمد بن عمرو، حدَّثنا أبو سلمة، عن أبي هريرة قال: كان رجلَان من بَليٍّ - حَيٍّ من قُضاعة - أسلما مع رسول الله ﷺ، واستُشهد أحدُهما، وأخِّر الآخر سنة. قال طلحة بن عبيد الله: فأريتُ الجنة. فرأيتُ المؤخر منهما أدخل الجنة قبل الشهيد، فتعجبت لذلك، فأصبحتُ فذكرتُ ذلك للنبي ﷺ، أو ذُكِر ذلك لرسول الله ﷺ فقال رسول الله ﷺ: «أليس
قد صام بعده رمضان، وصلَّى ستة آلاف ركعة - أو كذا وكذا ركعة - صلاة السنة؟» ثم رواه الإمام أحمد أيضًا (٨٤٠٠) عن يزيد بن هارون، أخبرنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن طلحة بن عبيد الله فذكر الحديث. فاضطرب فيه محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي، وهو وإن كان من رجال الجماعة ولكن سئل عنه ابن معين فقال: ما زال الناس يتقون حديثه، قيل له: وما علة ذلك؟ قال: كان يحدث مرة عن أبي سلمة بالشيء من روايته، ثم يحدث به مرة أُخرى عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وقال الجوزجاني: ليس بقويِّ الحديث، ويُشتَهى حديثه.
قال الأعظمي: هو حسن الحديث إذا لم يخالف عليه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 26 من أصل 155 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ماذا يدريكم ماذا بلغت به صلاته

  • 📜 حديث: ماذا يدريكم ماذا بلغت به صلاته

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ماذا يدريكم ماذا بلغت به صلاته

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ماذا يدريكم ماذا بلغت به صلاته

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ماذا يدريكم ماذا بلغت به صلاته

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب