حديث: غسل الوجه واليدين والرجلين في الوضوء
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في صفة وضوء النبي ﷺ -
صحيح: رواه البخاري في الوضوء (١٤٠) من حديث ابن بلال - يعني سليمان - عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس فذكر الحديث.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما نسمع ونقرأ. هذا الحديث الذي ذكرتَ رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو حديث عظيم يبين صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم كما رآها الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما.
وفيما يلي شرح وافٍ للحديث وفق الخطوات المطلوبة:
1. شرح المفردات:
* غَرفة من ماء: أي حفنة أو كفًّا مملوءًا بالماء.
* مضمض بها: أدخل الماء في فمه ثم طَرَحَه.
* استنشق: أدخل الماء في أنفه ثم استنثره (أخرجه).
* أضافها إلى يده الأخرى: أي صب الغرفة من يده اليمنى على يده اليسرى أو العكس ليكونا مبلولتين معًا عند غسل الوجه.
* فرشّ على رجله: صب الماء عليها وصبّاه.
2. المعنى الإجمالي للحديث:
يصف لنا ابن عباس رضي الله عنهما كيف رأى النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ، مبتدئًا بغسل وجهه، ثم استخدم غرفة واحدة للمضمضة والاستنشاق معًا، ثم استخدم غرفة أخرى يبل بها يديه ليغسل بهما وجهه، ثم غسل كل يد بغرفة منفردة، ثم مسح رأسه، ثم غسل كل رجل بغرفة منفردة. وهذا البيان يدل على الاقتصاد في الماء وعدم الإسراف، مع إسباغ الوضوء وإكماله.
3. الدروس المستفادة منه:
* وجوب اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الوضوء: فالحديث دليل على أن الوضوء له صفة محدودة جاء بها الشرع، ينبغي للمسلم أن يقتدي بها.
* الاقتصاد في الماء وعدم الإسراف: حتى في العبادة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ بالغرف القليلة، مع أن الماء كان متاحًا. وهذا أدب عظيم في التعامل مع النعم.
* بيان كيفية المضمضة والاستنشاق: وأنهما تُؤخذان من غرفة واحدة، فيتم إدخال جزء من الماء في الفم للتمضمض، والجزء الآخر في الأنف للاستنشاق، وهذا من كمال النظافة التي حث عليها الإسلام.
* بيان صفة غسل الوجه: حيث كان صلى الله عليه وسلم يبل يديه أولاً بالماء ثم يغسل بهما وجهه، مما يساعد على إيصال الماء إلى جميع أجزاء الوجه.
* غسل الأعضاء مرة مرة: الوصف في الحديث يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم غسل كل عضو مرة واحدة في هذه الصفة، مما يدل على جواز الوضوء بغسل كل عضو مرة واحدة، وهو أقل الكمال.
* المسح على الرأس: وصف المسح جاء مجملاً، والسنة بيّنت أن مسح الرأس يكون من مقدمة الرأس إلى قفاه ثم العودة إلى المقدمة.
* غسل الرجلين: بَيَّنَ الحديث أن الغسل يكون بالصَبّ عليهما حتى تتعمم بالماء، ونص على غسل كل رجل على حدة.
4. معلومات إضافية مفيدة:
* هذا الحديث هو أحد الأحاديث التي تُستدل بها على مشروعية المضمضة والاستنشاق من غرفة واحدة، وهي سنة مؤكدة.
* يجمع بين هذا الحديث وغيره من الأحاديث التي تصف وضوء النبي صلى الله عليه وسلم (كغسل الأعضاء مرتين أو ثلاثًا) أن الوضوء يصح بغسل كل عضو مرة واحدة، ولكن الأكمل والأفضل هو غسلها ثلاث مرات، مع تخليل الأصابع ولحى اللحية الكثيفة إذا كانت هناك.
* الحديث دليل على حرص الصحابة رضي الله عنهم على رواية هدي النبي صلى الله عليه وسلم بدقة حتى في حركات العبادات، لينقلوه للأمة كما هو.
* يفهم من فعل ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يعلم الناس الوضوء عمليًا كما رأى النبي صلى الله عليه وسلم يفعل، وهذا من أنجع طرق التعليم.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المتقين الذين يتوضؤون كما أمرهم الله ورسوله، وأن يتقبل منا صالح الأعمال.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
تخريج الحديث
ويبدو أن ابن عباس مرة كان يروي هكذا كما رواه البخاري، وأخرى رواه فجعل يصف وضوء النبي ﷺ قائلًا: «توضأ رسول الله ﷺ فغرف غرفة، فمضمض واستنشق، ثم غَرف غَرفةً فغسل وجهه، ثم غَرَف غَرفةً فغسل يده اليمنى، ثم غَرَف غَرفةً فغسل يده اليسرى، ثم مسح برأسه وأذنيه؛ باطنهما بالسبّابتين وظاهرهما بإبهاميه، ثم غَرَف غَرفةً فغسل رجله اليمنى، ثم غَرَف غَرفةً فغسل رجله اليسرى».
رواه النسائي (١٠٢) واللفظ له، والترمذي (٣٦) وابن ماجه (٤٣٩) كلهم من حديث عبد الله بن إدريس، عن محمد بن عجلان، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس. ولفظ الترمذي: «مسح رسول الله ﷺ برأسه وأذنيه ظاهرهما وباطنهما». ولفظ ابن ماجه: «أن رسول الله ﷺ مسح أذنيه داخلهما بالسبابتين، وخالف إبهاميه إلى ظاهر أذنيه، فمسح ظاهرهما وباطنهما».
قال الترمذي: حسن صحيح.
قال الأعظمي: رجاله ثقات غير محمد بن عجلان، فهو صدوق.
ورواه أبو داود (١٣٨٧) من طريق سفيان، عن زيد بن أسلم به، وفيه: قال ابن عباس: «ألا أخبركم بوضوء رسول الله ﷺ، فتوضأ مرة مرة» فظن بعض الناس أنه حديثان، والصواب أنه حديث واحد، رواه مرة مجملا وأخرى مُفصَّلًا.
وأما ما رواه أبو عبيد في «الطهور» (٨٣) في قصة مبيت ابن عباس عند خالته ميمونة وقال فيه: فقام رسول الله ﷺ من الليل إلى قربة على شجب فيها ماء، فقلت: وما الشجبُ؟ - قال الشيباني: فمضمض ثلاثًا واستنشق ثلاثًا، وغسل وجهَه ثلاثًا، وذراعيه ثلاثًا، ومسح برأسه وأذنيه مرة، ثم غسل قدميه. قال يزيد: حسبته قال: ثلاثًا.
رواه عن يزيد بن هارون، عن عباد بن منصور، عن عكرمة بن خالد المخزومي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس.
ورواه أبو داود (١٣٣) عن الحسن بن علي، عن يزيد بن هارون به مُختصرًا. فإسناده ضعيف فإنَّ عباد بن منصور ضعيف جدًّا، كما هو مخالف لما رواه ابن عباس من فعل النبي ﷺ مرة بالتفصيل، وأخرى بالإجمال بأنه توضأ مرة مرة، ورواه البخاري في كتاب اللباس (٥٩١٩) من غير طريق عباد بن منصور، عن سعيد بن جبير بدون التفصيل الذي ذكره أبو عبيد.
ورواه الدارمي (٧١٥) عن قبيصة، أنبأ سفيان به وزاد: «ونضح فرْجَه» وأخرجه البيهقي (١/ ١٦٢) من طريق العباس الدوري، ثنا قبيصة به وقال: «قوله: (ونضح) تفرد به قبيصة عن سفيان،
ورواه جماعة عن سفيان دون هذه الزيادة» والنضح: هو رشّ الماء على الفرج بعد الوضوء ليرفع بذلك وسوسة الشيطان.
والأحاديث الواردة في النضح، ليس منها شيء على شرطي، ولذا أعرضتُ عنها وإن كان بعض أهل العلم ذهبوا إلى استحبابه لكثرة شواهده منها: حديث سفيان بن الحكم أو الحكم بن سفيان، رواه أبو داود (١٦٦) وفيه اضطراب شديد، ومنها: حديث زيد بن حارثة عن النبي ﷺ أن جبريل عليه السلام أتاه في أول ما أوحي إليه، فعلّمه الوضوء والصلاة، فلما فرغ من الوضوء أخذ غرفةً من ماء، فنضح بها فرجه، رواه ابن ماجه (٤٦٢) وأحمد (١٧٤٨٠)، واللفظ له، وفي إسناده ابن لهيعة وهو سيء الحفظ، وقد سئل أبو حاتم عن هذا الحديث فقال: «هذا حديث كذب باطل» العلل (١٠٤)، ومنها: حديث أبي هريرة مرفوعا: إذا توضأتَ فانتضحْ، رواه ابن ماجه (٤٦٣)، واللفظ له، والترمذي (٥٠)، وفيه الحسن بن علي الهاشمي ضعيف جدًّا، ومنها: حديث جابر قال: توضأ رسول الله ﷺ فنضح فرْجَه. رواه ابن ماجه (٤٦٤) من طريق قيس، عن ابن أبي ليلى، عن أبي الزبير، عن جابر فذكره. قال البوصيري: ضعيف لضعف قيس وشيخه، والخلاصة فيه: أنه لا يصح شيء في هذا الباب، وإنما الصحيح أن النضح لمن يخرج له المذي بعد الوضوء كما سيأتي في باب الوضوء من المذي، والنضح بعده.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 39 من أصل 155 حديثاً له شرح
- 14 يتطهر ويصلي الخمس كفارات لما بينها
- 15 من توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد غفر له...
- 16 الصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء
- 17 إنها تطلع حين تطلع بين قرني شيطان، وحينئذ يسجد لها...
- 18 من خرج من بيته متطهرًا إلى صلاة مكتوبة فأجره كأجر...
- 19 الوضوء يكفر ما قبله ثم تصير الصلاة نافلة
- 20 إذا وضأ يديه انحلت عقدة، فإذا وضأ وجهه انحلت عقدة
- 21 بلال: سمعتُ دفَّ نعليك بين يدي في الجنة
- 22 من يتوضأ ويصلي غفر له ما بين الصلاتين
- 23 أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم...
- 24 مثل الصلوات الخمس كمثل نهر جار غمر على باب أحدكم
- 25 الصلاة تذهب الذنوب كما يذهب الماء الدرن
- 26 ماذا يدريكم ماذا بلغت به صلاته
- 27 من يتوضأ ويصلي ركعتين ويستغفر الله يغفر له
- 28 من توضأ فأحسن وضوءه ثم صلى ركعتين غفر له ما...
- 29 المحافظ على الوضوء لا يكون إلا مؤمنًا
- 30 من استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل
- 31 تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء
- 32 أنا فرطكم على الحوض ويذاد رجال عن حوضي كما يذاد...
- 33 إن حوضي لأبعد من أيلة من عدن
- 34 غُرٌّ محجّلون من السجود والوضوء يوم القيامة
- 35 غر محجلون بلق من آثار الوضوء
- 36 كان النبي ﷺ يعجبه التيمن في تنعله وترجله وطهوره
- 37 ابدأوا بأيامنكم إذا لبستم وإذا توضأتم
- 38 غسل اليدين مرتين في الوضوء
- 39 غسل الوجه واليدين والرجلين في الوضوء
- 40 من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين غفر له...
- 41 وضوء علي: من سره أن يعلم وضوء رسول الله ﷺ...
- 42 كيف الطهور؟ فدعا بماء في إناء فغسل كفيه ثلاثًا
- 43 مسح رأسه وما أقبل وما أدبر وصدغيه وأذنيه مرة واحدة
- 44 مسح الرأس كله من قرن الشعر كل ناحية.
- 45 مسح النبي برأسه من فضل ماء كان في يده.
- 46 غسل اليدين والوجه والذراعين ثلاثًا ثلاثًا
- 47 معاوية يتوضأ كما رأى رسول الله يتوضأ
- 48 توضأ رسول الله ﷺ مرتين مرتين.
- 49 كيف كان رسول الله يتوضأ ويصلي
- 50 مسح بناصيته ومسح على العِمامة ومسح على الخفين
- 51 صلاة نبي الله ﷺ كما وصفها أبو مالك الأشعري
- 52 توضأ النبي فمضمض واستنشق ثلاثًا وغسل وجهه ويديه ثلاثًا.
- 53 توضأ النبي ﷺ ثلاثًا ثلاثًا.
- 54 لا تبدأ بفيك فإن الكافر يبدأ بفيه
- 55 وضوء من لم يحدث
- 56 الأذنان من الرأس
- 57 يخلل النبي ﷺ لحيته
- 58 خلل لحيته بالماء
- 59 بالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما
- 60 يدلك أصابعه بخنصره إذا توضأ
- 61 خلل بين أصابع يديك ورجليك عند الوضوء
- 62 إذا استيقظ أحدكم من منامه فليتوضأ فلينتثر ثلاثًا
- 63 استنثروا مرتين بالغتين أو ثلاثًا.
معلومات عن حديث: غسل الوجه واليدين والرجلين في الوضوء
📜 حديث: غسل الوجه واليدين والرجلين في الوضوء
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: غسل الوجه واليدين والرجلين في الوضوء
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: غسل الوجه واليدين والرجلين في الوضوء
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: غسل الوجه واليدين والرجلين في الوضوء
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








