حديث: لا تُقبل صلاةٌ بغير طُهور

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب وجوب الطهارة للصلاة

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تُقبل صلاةٌ بغير طُهور، ولا صدقة من غُلول».

حسن: رواه البزار «كشف الأستار» (١/ ١٣٣ رقم ٢٥٢) عن محمد بن مسكين، ثنا يحيى بن حسَّان، ثنا سليمان، عن كثير، عن الوليد، عن أبي هريرة، فذكره.

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تُقبل صلاةٌ بغير طُهور، ولا صدقة من غُلول».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح الحديث الشريف الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تُقبل صلاةٌ بغير طُهور، ولا صدقة من غُلول».

1. شرح المفردات:


● لا تُقبل: أي لا يقبلها الله تعالى ولا يثيب عليها.
● صلاة: العبادة المعروفة ذات الأركان والشروط.
● طُهور: هو الوضوء أو الغسل الشرعي الذي يزيل الحدث، ويشمل أيضًا التطهر من النجاسات في البدن والثوب والمكان.
● صدقة: ما يخرجه الإنسان من مال تقربًا إلى الله.
● غُلول: هو الخيانة والسرقة، وأصله ما يُأخذ خلسةً من الغنيمة قبل قسمتها، ثم أُطلق على كل مالٍ محرمٍ مكتسبٍ من طرق غير شرعية.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن الصلاة لا تصح ولا تقبل عند الله بدون طهارة، سواء كانت طهارة من الحدث الأصغر بالأوضوء، أو من الحدث الأكبر بالغسل. كما يخبر أن الصدقة التي تخرج من مالٍ حرُمَ اكتسابه بالخيانة أو السرقة أو الغش لا تقبل عند الله، بل هي مردودة على صاحبها.

3. الدروس المستفادة منه:


● وجوب الطهارة للصلاة: الطهارة شرط أساسي لصحة الصلاة، فلا تصح بدونه، وهذا يدل على عظم شأن الطهارة في الإسلام.
● نقاء المال للصدقة: لا تقبل الصدقة إلا من مالٍ حلالٍ طيب، لأن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا.
● تحريم الغلول والخيانة: الحديث يحذر من اكتساب المال بالطرق المحرمة، ويبين أن العبادة لا تصح مع وجود الحرام.
● الترابط بين العبادات والمعاملات: الإسلام دين متكامل، فلا فائدة من العبادة مع الإصرار على المعصية في المعاملات.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- الحديث رواه مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة المتعلقة بأحكام الطهارة والصدقة.
- الطهارة تشمل طهارة البدن من الحدث، وطهارة الثوب والمكان من النجاسة.
- الغلول يشمل كل مالٍ مُكتَسَبٍ من حرام، كالربا والسرقة والغش والرشوة.
- من أكل مالاً حرامًا ثم تاب، يجب عليه رد المال إلى أصحابه أو التخلص منه بالتصدق به مع التوبة النصوح.
نسأل الله تعالى أن يتقبل منا الصالحات، وأن يطهر قلوبنا وأموالنا من كل دنس، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البزار «كشف الأستار» (١/ ١٣٣ رقم ٢٥٢) عن محمد بن مسكين، ثنا يحيى بن حسَّان، ثنا سليمان، عن كثير، عن الوليد، عن أبي هريرة، فذكره.
قال البزار: «لا نعلمه يُروي عن أبي هريرة إلَّا بهذا الإسناد، وقد رواه عن كثير غير سليمان».
قال الأعظمي: ومن غير سليمان: ما رواه عبد العزيز بن أبي حازم، عن كثير بن زيد به مثله. رواه ابن خزيمة (١/ ٨ رقم ١٠) من طريق أبي عمار الحسن بن حُرَيْث، ثنا عبد العزيز بن أبي حازم به.
وكثير بن زيد الأسلمي قال فيه الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد (١/ ٢٢٧): «وثقه ابن حبان وابن معين في رواية. وقال أبو زرعة: صدوق فيه لين. وضعّفه النسائي. وقال محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي: ثقة» انتهى.
قال الأعظمي: هو من رجال التهذيب، أخرج عنه أصحاب السنن غير النسائي، واختلف فيه قول ابن معين، فرواه عبد الله بن الدورقي عنه: ليس به بأس، ورواه معاوية بن صالح وغيره عنه: صالح، ورواه ابن أبي خيثمة عنه: ليس بذاك. وممن ضعّفه أيضًا يعقوب بن شيبة، فقال: ليس بذاك الساقط وإلى الضعف ما هو. وقال أبو حاتم: صالح ليس بالقوي يكتب حديثه.
وأما الإمام أحمد فقال فيه: «ما أرى به بأسًا».
وقال ابن عدي: تُروَى عنه نُسَخ، ولم أر به بأسًا، وأرجو أنه لا بأس به.
وخلاصة القول فيه أنه يُحسن حديثه، وقد قال فيه الحافظ: «صدوق يخطئ». وأرجو أنه لم يخطئ في هذا؛ لشواهده، وقد رواه ابن خزيمة (٩) بإسناد آخر من طريق عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، فذكر الحديث بمثله.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 6 من أصل 155 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تُقبل صلاةٌ بغير طُهور

  • 📜 حديث: لا تُقبل صلاةٌ بغير طُهور

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تُقبل صلاةٌ بغير طُهور

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تُقبل صلاةٌ بغير طُهور

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تُقبل صلاةٌ بغير طُهور

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب