حديث: غسل اليدين مرتين في الوضوء

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في صفة وضوء النبي ﷺ -

عن مالك، عن عمرو بن يحيى المازني، عن أبيه، أنه قال لعبد الله بن زيد بن عاصم - وهو جَدّ عمرو بن يحيى المازني، وكان من أصحاب رسول الله ﷺ -: هل تستطيع أن تُريني كيف كان رسول الله ﷺ يتوضَّأ؟ فقال عبد الله بن زيد بن عاصم: نعم، فدعا بوَضُوء، فأفرغ على يده، فغسل يديه مرتين مرتين، ثم تمضمض واستنثر ثلاثًا، ثم غسل وجهه ثلاثًا، ثم غسل يديه مرتين مرتين إلى المرفقين، ثم مسح رأسه بيديه؛ فأقبل بهما وأدبر؛ بدأ بمُقدَّم رأسه ثم ذهب بهما إلى قفاه ثم
ردّهما حتَّى رجع إلى المكان الذي بدأ منه، ثم غسل رجليه.

متفق عليه: رواه مالك في الطهارة (١) وعنه البخاري في الوضوء (١٨٥) ومسلم في الطهارة (٢٣٥).

عن مالك، عن عمرو بن يحيى المازني، عن أبيه، أنه قال لعبد الله بن زيد بن عاصم - وهو جَدّ عمرو بن يحيى المازني، وكان من أصحاب رسول الله ﷺ -: هل تستطيع أن تُريني كيف كان رسول الله ﷺ يتوضَّأ؟ فقال عبد الله بن زيد بن عاصم: نعم، فدعا بوَضُوء، فأفرغ على يده، فغسل يديه مرتين مرتين، ثم تمضمض واستنثر ثلاثًا، ثم غسل وجهه ثلاثًا، ثم غسل يديه مرتين مرتين إلى المرفقين، ثم مسح رأسه بيديه؛ فأقبل بهما وأدبر؛ بدأ بمُقدَّم رأسه ثم ذهب بهما إلى قفاه ثم
ردّهما حتَّى رجع إلى المكان الذي بدأ منه، ثم غسل رجليه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي يصف وضوء النبي ﷺ، معتمدًا على كُتب أهل السنة والجماعة المعتمدة:

نص الحديث:


هذا الحديث رواه الإمام مالك في "الموطأ"، وهو عن عمرو بن يحيى المازني، عن أبيه، أنه قال لعبد الله بن زيد بن عاصم - وهو جد عمرو بن يحيى وكان من الصحابة -: "هل تستطيع أن تريني كيف كان رسول الله ﷺ يتوضأ؟ فقال عبد الله بن زيد: نعم، فدعا بوضوء، فأفرغ على يده، فغسل يديه مرتين مرتين، ثم تمضمض واستنثر ثلاثًا، ثم غسل وجهه ثلاثًا، ثم غسل يديه مرتين مرتين إلى المرفقين، ثم مسح رأسه بيديه؛ فأقبل بهما وأدبر؛ بدأ بمقدم رأسه ثم ذهب بهما إلى قفاه ثم ردهما حتى رجع إلى المكان الذي بدأ منه، ثم غسل رجليه".


1. شرح المفردات:


● أفرغ على يده: صب الماء على يديه استعدادًا للوضوء.
● تمضمض: أدخل الماء في فمه ثم طرده.
● استنثر: استنشق الماء ثم استخرجه من أنفه.
● أقبل بهما وأدبر: حرك يديه للأمام والخلف أثناء مسح الرأس.
● مقدم رأسه: مقدمة الرأس (جهة الجبهة).
● قفاه: مؤخرة الرأس.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يصف هذا الحديث صفة وضوء النبي ﷺ كما رآه الصحابي عبد الله بن زيد بن عاصم رضي الله عنه، وهو يوضح خطوات الوضوء بالترتيب والكيفية التي كان يؤديها النبي ﷺ، بدءًا من غسل اليدين، ثم المضمضة والاستنشاق، ثم غسل الوجه، ثم غسل اليدين إلى المرفقين، ثم مسح الرأس بطريقة معينة، وانتهاءً بغسل الرجلين.


3. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:


1- وجوب تعلم صفة وضوء النبي ﷺ: لأن الوضوء شرط لصحة الصلاة، والعبادة يجب أن تؤدى كما شرعها الله ورسوله.
2- الترتيب في الوضوء: وهو من واجبات الوضوء عند جمهور العلماء، حيث بدأ بغسل اليدين ثم المضمضة والاستنشاق، ثم الوجه، ثم اليدين إلى المرفقين، ثم مسح الرأس، ثم غسل الرجلين.
3- التثليث في الغسل: غسل الأعضاء ثلاث مرات هو السنة، إلا أن النبي ﷺ كان أحيانًا يغسل مرتين أو مرة، لكن التثليث هو الأكمل.
4- كيفية مسح الرأس: المسح يكون بتبليل اليدين بالماء ثم تمريرهما من مقدمة الرأس إلى مؤخرته ثم العودة إلى المقدمة، وهذه هي الصفة الكاملة لمسح الرأس.
5- غسل الرجلين: يجب غسل الرجلين إلى الكعبين، وهو من فرائض الوضوء.
6- التعليم العملي: عبد الله بن زيد رضي الله عنه لم يَذكر الوضوء فقط، بل أظهره عمليًا، مما يدل على أهمية التعليم بالعمل.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من الأحاديث الصحيحة التي اعتمدها الأئمة في كتب الفقه والسنة.
- فيه دليل على أن مسح الرأس يكون مرة واحدة، لكن بكيفية معينة (من الأمام إلى الخلف ثم العودة).
- يستحب أن يبدأ الوضوء بغسل الكفين ثلاثًا قبل المضمضة، كما في روايات أخرى.
- المضمضة والاستنشاق من سنن الوضوء، ويجب أن يكونا ثلاث مرات كما في هذا الحديث.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يتعلمون السنة ويعملون بها، ويوفقنا للاقتداء برسول الله ﷺ في كل صغيرة وكبيرة.
والله أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في الطهارة (١) وعنه البخاري في الوضوء (١٨٥) ومسلم في الطهارة (٢٣٥).
ورواه مسلم أيضًا من طريق غير مالك. وفيه: «ثم أدخل يده فاستخرجها فمسح رأسه» أي: بماء جديد لا ببقية ماء يديه، رواه عن طريق خالد بن عبد الله، عن عمرو بن يحيى، إلَّا أن البخاري لم يذكر هذه الزيادة في روايته عن خالد بن عبد الله، وذكرها في روايته عن وُهَيْب، عن عمرو بن يحيى، وفي روايته عن سليمان بن بلال، عن عمرو.
قال النووي ﵀ في شرحه لمسلم (٣/ ١٢٥): «ولا يستدل بهذا على أن الماء المستعمل لا تصح الطهارة به؛ لأن هذا إخبار عن الإتيان بماء جديد للرأس، ولا يلزم من ذلك اشتراطه».
وفي رواية: «فغسل يديه ثلاثًا». وفي رواية بزيادة: «استنشق» بين «مضمض» و«استنثر». وفي رواية: «ثم غسل رجليه إلى الكعبين». وفي رواية قال: «هكذا وضوء رسول الله ﷺ».
وأما مسح الرأس ففي أكثر الروايات لم يُذكر العددُ، إلَّا في رواية وُهَيْب بن خالد الباهلي مولاهم، فإنه صرَّح بأنه مسح مرة.
ووقع في رواية للنسائي (٩٩) بإسناد جيّد أنه «مسح برأسه مرّتين» فالظّاهر أنه تفسير لقوله: «فأقبل بهما وأدبر».
وقال مسلم: حدثني إسحاق بن موسى، ثنا معن، ثنا مالك بن أنس، عن عمرو بن يحيى بهذا الإسناد وقال: مضمض واستنثر ثلاثًا، ولم يقل «من كف واحدة».
وكأنه يشير إلى حديث خالد بن عبد الله، عن عمرو بن يحيى، عن أبيه، عن عبد الله بن زيد قال: «رأيت النبي ﷺ مضمض واستنشق من كفٍّ واحد، فعل ذلك ثلاثًا»، رواه الترمذي (٢٨) وقال: حسن غريب.
وحديث خالد بن عبد الله رواه كل من البخاري ومسلم وقالا: «من كَفٍّ واحدة» بالتأنيث، وهي زيادة صحيحة، والغرابة لا تنافي الصحة؛ فإنَّ خالد بن عبد الله ثقة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 38 من أصل 155 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: غسل اليدين مرتين في الوضوء

  • 📜 حديث: غسل اليدين مرتين في الوضوء

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: غسل اليدين مرتين في الوضوء

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: غسل اليدين مرتين في الوضوء

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: غسل اليدين مرتين في الوضوء

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب