من يتوضأ ويصلي ركعتين ويستغفر الله يغفر له

حديث: من يتوضأ ويصلي ركعتين ويستغفر الله يغفر له

عن أبي بكر قال: قال رسول الله ﷺ: «ما من رجل يُذنب ذنبًا فيتوضأ، فيُحسن الوضوء، ثم يصلي ركعتين، ويستغفر الله إلَّا غفر الله له».

حسن: رواه أبو داود (١٥٢١) والترمذي في تفسير تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا و أن ينفعنا بما علمنا و أن يزيدنا علما وفقها في الدين، وأن يغفر ذنوبنا ويستر عيوبنا ويجعلنا هداة مهتدين.
هذا حديث عظيم في بيان سعة رحمة الله تعالى وفرص التوبة المتاحة لعباده، وقد رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود، والترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.
وفيما يلي شرحه على النحو المطلوب:

1. شرح المفردات:

● يُذنب ذنبًا: يرتكب معصية أو إثمًا (ويشمل الصغائر، وفي بعض التفاسير قد يشمل الكبائر مع التوبة النصوح، ولكن الأصل أنه للصغائر).
● فيتوضأ، فيُحسن الوضوء: فيؤدي الوضوء على الوجه المطلوب شرعًا، بإسباغه وإتمامه وتجويده.
● يستغفر الله: يطلب المغفرة من الله تعالى بقول: "أستغفر الله" أو ما شابهها من أدعية الاستغفار.

2. المعنى الإجمالي للحديث:

يبيّن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث طريقًا ميسرًا ومجزياً للتكفير عن الذنوب والخطايا، وهو أن يقوم العبد بعد الوقوع في المعصية مباشرة بأمور ثلاثة:
1- الوضوء بطريقة صحيحة وكاملة.
2- الصلاة ركعتين (نافلة).
3- الاستغفار من ذلك الذنب.
فمن فعل هذه الأمور بنية صادقة وقلب منكسر، فإن الله تعالى يغفر له ذنبه، توضيحًا لفضله ورحمته بعباده.

3. الدروس المستفادة منه:

● سعة مغفرة الله تعالى: الحديث من أعظم الأدلة على أن أبواب المغفرة والتوبة مفتوحة أمام العباد، وأن الله لا يغلق باب الرجاء أمام من أخطأ وقصر.
● التيسير على الأمة: جعل الله لهذه الأمة أسبابًا سهلة وميسورة للتطهر من الذنوب، ومنها هذه الصلاة التوبة.
● مزج العمل بالدعاء: الجمع بين العبادة البدنية (الوضوء والصلاة) والعبادة القولية (الاستغفار)؛ مما يجعل التوبة أكثر قبولاً وأكمل تأثيرًا في تطهير القلب.
● المبادرة إلى التوبة: ينبغي للمسلم أن يبادر إلى التوبة فور الوقوع في الذنب، ولا يؤخرها.
● فضل الوضوء والصلاة: ليسا فقط طهارة للبدن، بل هما طهارة للقلب وتكفير للخطايا، كما في الأحاديث الأخرى.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذه صلاة التوبة مستحبة عند جمهور العلماء، وذهب بعضهم إلى وجوب التوبة فورًا بها.
- ليس للصلاة وقت محرم، فيجوز فعلها حتى في أوقات الكراهة لأن التوبة لا تؤخر.
- يستحب للعبد أن يزيد في دعاء الاستغفار ويعزم على عدم العودة للذنب.
- هذا الوعد بالمغفرة مرتبط بالاستغفار الحقيقي الذي يجمع بين الندم على الماضي، والعزم على عدم العودة في المستقبل، وليس مجرد لفظ باللسان.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المستغفرين التوابين، وأن يتوب علينا إنه هو التواب الرحيم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١٥٢١) والترمذي في تفسير سورة آل عمران، وحسّنه، وابن ماجه (١٣٩٥) كلهم من طرق عن عثمان بن المغيرة الثقفي، عن علي بن ربيعة الوالبيّ، عن أسماء بن الحكم الفزاري، عن علي بن أبي طالب قال: كنت إذا سمعت من رسول الله ﷺ حديثًا نفعني الله بما شاء منه، وإذا حدثني عنه غيري استحلفته، فإذا حلف لي صدقته، وإن أبا بكر حدّثني - وصدق أبو بكر - أنه سمع النبي ﷺ قال، فذكر الحديث.
وإسناده حسن؛ لأجل أسماء بن الحكم؛ فإنه صدوق.
إلَّا أنَّه أُعِلَّ الحديثُ به، فإنَّ أسماء بن الحكم الفزاري مختلف فيه؛ فقال البزار (رقم ١١): إنه مجهول. وقال البخاري بعد أن ذكر الحديث في التاريخ الكبير (٢/ ٥٤): «لم يُرو عنه إلَّا هذا الحديث، وحديث آخر لم يتابع عليه، وقد روى أصحاب النبي ﷺ بعضهم عن بعضٍ ولم يحلف بعضهم بعضا».
قال الأعظمي: أسماء بن الحكم الفزاري قال فيه موسى بن هارون: ليس بمجهول. ووثّقه العجلي وابن حبان، وأخرج هذا الحديث في صحيحه، وحسنه الترمذي. وروى عنه علي بن ربيعة والركين بن الربيع، وجوَّد الحافظ ابن حجر إسناد هذا الحديث، وقال في التقريب: «صدوق».
وأما قول البخاري: «لم يتابع عليه» فقال المزي في ترجمة أسماء بنت الحكم من تهذيب الكمال: «ما ذكره البخاري ﵀ لا يقدحُ في صحَّة هذا الحديث، ولا يوجب ضَعفه، وأمَّا كونه لم يُتابع عليه؛ فليس شرطًا في صحَّة كلِّ حديثٍ صحيح أن يكون لراويه مُتابعٌ عليه، وفي الصحيح عدَّة أحاديثَ لا تُعرف إلَّا من وجهٍ واحدٍ».
ثمَّ قال: «وأمَّا ما أنكره من الاستحلافِ؛ فليس فيه أنَّ كلَّ واحدٍ من الصحابةِ كان يستحلف من حدَّثه عن النبيِّ ﷺ، بل فيه أنَّ عليًّا رضي الله عنه كان يفعل ذلك، وليس ذلك بمنكرٍ، أن يحتاط في حديث النبيِّ ﷺ، كما فعل عمر في سؤاله البيِّنة مِن بعض مَن كان يروي له شيئًا عن النبيِّ
ﷺ، كما هو مشهورٌ عنه، والاستحلافُ أيسر من سؤال البيِّنة».
قال الأعظمي: وبخاصة في أواخر عهد علي رضي الله عنه عند وقوع الفتن.
والجزء المرفوع من الحديث لا بأس به في الشواهِدِ؛ لأنَّه لم يوجد فيه من اتُّهِم.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 27 من أصل 155 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من يتوضأ ويصلي ركعتين ويستغفر الله يغفر له

📜 حديث: من يتوضأ ويصلي ركعتين ويستغفر الله يغفر له

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من يتوضأ ويصلي ركعتين ويستغفر الله يغفر له

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من يتوضأ ويصلي ركعتين ويستغفر الله يغفر له

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من يتوضأ ويصلي ركعتين ويستغفر الله يغفر له

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية