حديث: غسل اليدين والوجه والذراعين ثلاثًا ثلاثًا
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في صفة وضوء النبي ﷺ -
حسن: رواه أبو داود (١٢١) عن الإمام أحمد بن حنبل، وهو في «المسند» (١٧١٨٨) قال: حدَّثنا أبو المغيرة، قال: حدَّثنا حَرِيز، قال: حدَّثنا عبد الرحمن بن ميسرة الحضرمي، قال: سمعتُ المقدام بن معديكرب فذكر الحديث.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يزيدنا وإياك فهماً لسنة نبينا محمد ﷺ وعملاً بها.
هذا الحديث الذي ذكر حديث عظيم، يصف هدي النبي ﷺ في الوضوء، وهو من جوامع سننه في الطهارة. وقد رواه الإمام أحمد في مسنده، وغيره من أئمة الحديث.
وفيما يلي شرحه وبيانه على النحو المطلوب:
1. شرح المفردات:
* أُتِي: أُحضِرَ إليه، أو جيء له به.
* الوَضوء: هنا بمعنى ماء الوضوء، أي الماء الذي يتوضأ به.
* كفيه: اليدين، من أطراف الأصابع إلى مفصل الكوع.
* ذراعيه: العضدان، من مفصل الكوع إلى مفصل الكتف.
* تمضمض: أدخل الماء في فمه ثم طرده.
* استنشق: أدخل الماء في أنفه ثم استنثره (أخرجه).
* مسح برأسه: أمرّ يده المبلولة على رأسه.
* أذنيه: جمع أذن، والمراد مسح صماخيهما (داخلهما) وصوانيهما (خارجهما).
2. المعنى الإجمالي للحديث:
يخبر الصحابي الجليل المقدام بن معديكرب رضي الله عنه أن النبي ﷺ قد أُحضِرَ إليه ماء ليتوضأ، فبدأ غسل كفيه ثلاث مرات، ثم غسل وجهه ثلاث مرات، ثم غسل ذراعيه (أي اليدين مع المرفقين) ثلاث مرات، يغسل اليمنى ثم اليسرى، ثم تمضمض واستنشق من كف واحدة ثلاث مرات، ثم مسح رأسه مرة واحدة، ثم مسح أذنيه مرة واحدة ببقية بلل رأسه، مسح ظاهرهما (صوان الأذن) وباطنهما (داخلها).
3. الدروس المستفادة منه:
1- بيان صفة وضوء النبي ﷺ الكامل: وهو الذي قال عنه: (مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا...). وهذا الحديث يجمع معظم سنن الوضوء.
2- التثليث في الغسل: وهو السنة في أغلب أعضاء الوضوء (الكفان، الوجه، الذراعان، المضمضة، الاستنشاق)، وهو الغالب في هديه ﷺ.
3- المضمضة والاستنشاق من غرفة واحدة: حيث كان ﷺ يتمضمض ويستنشق من كف واحدة، يجمع بينهما، كما ورد في روايات أخرى.
4- المسح مرة واحدة للرأس: وهو الأصل في المسح، ويدل على أن التثليث فيه ليس من السنة.
5- أن الأذنين من الرأس: حيث لم يأت لهما بماء جديد، بل مسحهما ببقية بلل الرأس، فدل على أنهما تابعان للرأس في المسح، وليسا عضواً مستقلاً.
6- الترتيب والموالاة: وهو من واجبات الوضوء عند كثير من العلماء، حيث أتى بالأعضاء على الترتيب الوارد في القرآن دون فصل بينها بزمن طويل.
7- التعليم العملي: كان النبي ﷺ يعلم أصحابه بفعله كما يعلمهم بقوله، ليكون أوقع في النفوس وأثبت في الحفظ.
4. معلومات إضافية مفيدة:
* حكم التثليث: التثليث في الغسل سنة وليس واجباً، فمن غسل عضوًا مرة أو مرتين فقد أصاب السنة وأجزأه الوضوء، لكن الأكمل هو الثلاث.
* حكم مسح الأذنين: مسح الأذنين سنة مستقلة بعد مسح الرأس، ويستحب أن يُمسحا بالماء الجديد عند بعض العلماء، وببقية ماء الرأس عند آخرين، والحديث يدل على الثاني.
* فضل هذا الوضوء: عن عثمان بن عفان رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: (مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ جَسَدِهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَظْفَارِهِ). رواه مسلم.
* الفرق بين الغسل والمسح: الغسل هو إجراء الماء على العضو بإسباغ، أما المسح فهو إمرار اليد المبلولة عليه دون إسالة للماء.
أسأل الله تعالى أن يتقبل منا صالح الأعمال، وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
قال الأعظمي: رجاله ثقات غير عبد الرحمن بن ميسرة، فجعله الحافظ في التقريب «مقبولًا»، والحق أنه حسن الحديث، فقد نقل في تهذيبه عن أبي داود أنه قال: شيوخ حريز كلهم ثقات، وقال العجلي: شامي تابعي ثقة، انتهي.
وقال الذهبي في الكاشف: ثقة.
قال الأعظمي: وذكره ابن حبان أيضًا في الثقات وحسَّنَ إسنادَه النووي في «المجموع» (١/ ٤١١).
إلَّا أن النكارة في هذا الحديث أن المضمضة وقعت بعد غسل الذراعين، والمعروف في الأحاديث الصحيحة أنها بعد غسل الكفين.
وفي رواية: قال أبو داود (١٢٢): حدَّثنا محمود بن خالد ويعقوب بن كعب الأنطاكي - لفظه - قالا: حدَّثنا الوليد بن مسلم، عن حريز بن عثمان، عن عبد الرحمن بن ميسرة، عن المقدام بن معديكرب قال: «رأيتُ رسول الله ﷺ توضأ، فلما بلغ مسْحَ رأسه وضع كفيه على مُقدَّم رأسه، فأمرَّهما حتَّى بلغ القفا، ثم ردَّهما إلى المكان الذي منه بدأ».
والوليد بن مسلم مُدلِّس ولكنه صرَّح بالتحديث كما ذكره أبو داود قائلًا: قال محمود (قال:): أخبرني حريز، أي قال الوليد بن مسلم: أخبرني حريز.
ثم قال أبو داود (١٢٣): حدَّثنا محمود بن خالد وهشام بن خالد، المعنى، قالا: حدَّثنا الوليد بهذا الإسناد، قال: ومسح بأذنيه ظاهرهما وباطنهما، زاد هشام: وأدخل أصابعه في صماخ أذنيه. انتهى.
وتابعهما هشام بن عمار، قال: حدَّثنا الوليد، قال: حدَّثنا حريز بن عثمان عنه ولفظه: «توضأ فمسح برأسه وأذنيه، ظاهرهما وباطنهما».
رواه ابن ماجه (٤٤٢) عن عشام بن عمار به.
وأخرجه الطحاوي (١/ ١٩) عن محمد بن عبد الله بن ميمون البغدادي قال: ثنا الوليد بن مسلم، قال: ثنا حريز بن عثمان به، وقيد المسح بقوله: مرة واحدة. ورجال الإسناد كلهم بين ثقة وصدوق.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 46 من أصل 155 حديثاً له شرح
- 21 بلال: سمعتُ دفَّ نعليك بين يدي في الجنة
- 22 من يتوضأ ويصلي غفر له ما بين الصلاتين
- 23 أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم...
- 24 مثل الصلوات الخمس كمثل نهر جار غمر على باب أحدكم
- 25 الصلاة تذهب الذنوب كما يذهب الماء الدرن
- 26 ماذا يدريكم ماذا بلغت به صلاته
- 27 من يتوضأ ويصلي ركعتين ويستغفر الله يغفر له
- 28 من توضأ فأحسن وضوءه ثم صلى ركعتين غفر له ما...
- 29 المحافظ على الوضوء لا يكون إلا مؤمنًا
- 30 من استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل
- 31 تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء
- 32 أنا فرطكم على الحوض ويذاد رجال عن حوضي كما يذاد...
- 33 إن حوضي لأبعد من أيلة من عدن
- 34 غُرٌّ محجّلون من السجود والوضوء يوم القيامة
- 35 غر محجلون بلق من آثار الوضوء
- 36 كان النبي ﷺ يعجبه التيمن في تنعله وترجله وطهوره
- 37 ابدأوا بأيامنكم إذا لبستم وإذا توضأتم
- 38 غسل اليدين مرتين في الوضوء
- 39 غسل الوجه واليدين والرجلين في الوضوء
- 40 من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين غفر له...
- 41 وضوء علي: من سره أن يعلم وضوء رسول الله ﷺ...
- 42 كيف الطهور؟ فدعا بماء في إناء فغسل كفيه ثلاثًا
- 43 مسح رأسه وما أقبل وما أدبر وصدغيه وأذنيه مرة واحدة
- 44 مسح الرأس كله من قرن الشعر كل ناحية.
- 45 مسح النبي برأسه من فضل ماء كان في يده.
- 46 غسل اليدين والوجه والذراعين ثلاثًا ثلاثًا
- 47 معاوية يتوضأ كما رأى رسول الله يتوضأ
- 48 توضأ رسول الله ﷺ مرتين مرتين.
- 49 كيف كان رسول الله يتوضأ ويصلي
- 50 مسح بناصيته ومسح على العِمامة ومسح على الخفين
- 51 صلاة نبي الله ﷺ كما وصفها أبو مالك الأشعري
- 52 توضأ النبي فمضمض واستنشق ثلاثًا وغسل وجهه ويديه ثلاثًا.
- 53 توضأ النبي ﷺ ثلاثًا ثلاثًا.
- 54 لا تبدأ بفيك فإن الكافر يبدأ بفيه
- 55 وضوء من لم يحدث
- 56 الأذنان من الرأس
- 57 يخلل النبي ﷺ لحيته
- 58 خلل لحيته بالماء
- 59 بالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما
- 60 يدلك أصابعه بخنصره إذا توضأ
- 61 خلل بين أصابع يديك ورجليك عند الوضوء
- 62 إذا استيقظ أحدكم من منامه فليتوضأ فلينتثر ثلاثًا
- 63 استنثروا مرتين بالغتين أو ثلاثًا.
- 64 يعتدون في الطهور والدعاء
- 65 أسبغوا الوضوء؛ فإن أبا القاسم قال: ويل للأعقاب من النار
- 66 ارجع فأحسن وضوءك
- 67 ويلٌ للأعقاب من النار
- 68 ويل للأعقاب من النار
- 69 ويل للأعقاب وبطون الأقدام من النار
- 70 ويل للعراقيب من النار
معلومات عن حديث: غسل اليدين والوجه والذراعين ثلاثًا ثلاثًا
📜 حديث: غسل اليدين والوجه والذراعين ثلاثًا ثلاثًا
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: غسل اليدين والوجه والذراعين ثلاثًا ثلاثًا
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: غسل اليدين والوجه والذراعين ثلاثًا ثلاثًا
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: غسل اليدين والوجه والذراعين ثلاثًا ثلاثًا
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








