حديث: وضوء علي: من سره أن يعلم وضوء رسول الله ﷺ فهو هذا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في صفة وضوء النبي ﷺ -

عن عبد خير قال: أتانا علي رضي الله عنه وقد صلَّى، فدعا بطهور، فقلنا: ما يصنع بالطهور وقد صلَّى؟ ما يريد إلَّا ليعلمنا، فأُتي بإناءٍ فيه ماءٌ وطستٍ، فأفرغ من الإناء على يمينه فغسل يديه ثلاثًا، ثم تمضمض واستنثر ثلاثًا، فمضمض ونثر من الكف الذي يأخذ فيه، ثم غسل وجهه ثلاثًا، ثم غسل يده اليمنى ثلاثًا، وغسل يده الشمال ثلاثًا، ثم جعل يده في الإناء فمسح برأسه مرة واحدة، ثم غسل رجله اليمنى ثلاثًا، ورجله الشمال ثلاثًا. ثم قال: من سرّه أن يعلم وضوء رسول الله ﷺ فهو هذا.

حسن: رواه أبو داود (١١١) واللفظ له، والنسائي (٩٢) كلاهما من حديث خالد بن علقمة، عن عبد خير.

عن عبد خير قال: أتانا علي ﵁ وقد صلَّى، فدعا بطهور، فقلنا: ما يصنع بالطهور وقد صلَّى؟ ما يريد إلَّا ليعلمنا، فأُتي بإناءٍ فيه ماءٌ وطستٍ، فأفرغ من الإناء على يمينه فغسل يديه ثلاثًا، ثم تمضمض واستنثر ثلاثًا، فمضمض ونثر من الكف الذي يأخذ فيه، ثم غسل وجهه ثلاثًا، ثم غسل يده اليمنى ثلاثًا، وغسل يده الشمال ثلاثًا، ثم جعل يده في الإناء فمسح برأسه مرة واحدة، ثم غسل رجله اليمنى ثلاثًا، ورجله الشمال ثلاثًا. ثم قال: من سرّه أن يعلم وضوء رسول الله ﷺ فهو هذا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن حديث عبد خير عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه من الأحاديث العظيمة التي تبين هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الوضوء، وهو حديث صحيح رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي وغيرهم.

شرح الحديث:



# 1. شرح المفردات:


● عبد خير: هو عبد خير بن يزيد الهمداني، تابعي جليل، روى عن علي رضي الله عنه.
● طهور: الماء الذي يتطهر به، أي يتوضأ أو يغتسل.
● طست: إناء واسع يُغسل فيه، يشبه الطبق الكبير.
● تمضمض: أدخل الماء في فمه ثم مجه.
● استنثر: استنشق الماء بأنفه ثم أخرجه.
● مسح برأسه: أمرّ يده المبللة على رأسه.

# 2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر عبد خير أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه جاءهم بعد أن صلى، فطلب ماءً ليتوضأ، فتعجب الصحابة من طلبه الوضوء وهو قد صلى already، فأدركوا أنه يريد تعليمهم كيفية وضوء النبي صلى الله عليه وسلم. ثم بين علي رضي الله عنه خطوات الوضوء كاملةً كما رأى النبي صلى الله عليه وسلم يفعلها، مؤكدًا في النهاية أن هذا هو وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم.

# 3. الدروس المستفادة منه:


● بيان هدي النبي في الوضوء: الحديث يوضح صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم بتفصيل دقيق، من حيث عدد المرات وكيفية الأداء.
● التعليم بالعمل: علي رضي الله عنه لم يكتفِ بالكلام، بل عمِلَ ليُريهم كيفية الوضوء عمليًا، وهذا أبلغ في التعليم.
● اهتمام الصحابة بتعليم السنة: حرص علي رضي الله عنه على تعليم الناس سنة النبي صلى الله عليه وسلم، حتى في أدق التفاصيل.
● المبالغة في النظافة والطهارة: الوضوء ليس مجرد غسل للأعضاء، بل فيه تنظيف للفم والأنف أيضًا، مما يدل على عناية الإسلام بالنظافة.
● التثليث في الغسل: السنة في الوضوء أن يغسل كل عضو ثلاث مرات، إلا مسح الرأس فإنه مرة واحدة.

# 4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدل على مشروعية المضمضة والاستنشاق في الوضوء، وأنهما سنتان مؤكدتان.
- مسح الرأس يكون مرة واحدة، وليس ثلاثًا كبقية الأعضاء.
- الغسل ثلاث مرات هو الأكمل، لكن يجوز الغسل مرةً أو مرتين كما في أحاديث أخرى.
- في هذا الحديث دليل على أن عليًا رضي الله عنه كان حريصًا على نشر السنة وتعليم الناس، حتى إنه تعمد الوضوء بعد الصلاة ليعلمهم.

الخلاصة:


حديث علي رضي الله عنه يبين لنا صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم بتفصيل عظيم، ويؤكد على أهمية التعلم والتعليم بالعمل، وأن الوضوء ليس مجرد طهارة ظاهرية، بل هو أيضًا تطهير للنفس وإعداد للقاء الله في الصلاة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١١١) واللفظ له، والنسائي (٩٢) كلاهما من حديث خالد بن علقمة، عن عبد خير.
ورواه الترمذي (٤٩) من حديث أبي إسحاق، عن عبد خير، قال: مثل حديث أبي حية، إلَّا أن عبد خير قال: كان إذا فرغ من طهوره أخذ من فضل طهوره بكفه فشربه».
وقال: وقد رواه زائدة بن قدامة وغير واحد، عن خالد بن علقمة، عن عبد خير، عن عليٍّ، حديثَ الوضوء بطوله.
وقال: حسن صحيح. وروى شعبة هذا الحديث عن خالد بن علقمة فأخطأ في اسمه واسم أبيه فقال: (مالك بن عُرْفُطة)، عن عبد خير، عن علي. قال: وروي عن أبي عوانة، عن خالد بن علقمة، عن عبد خير، عن علي. وروى عنه عن مالك بن عُرْفُطة مثل رواية شعبة، والصحيح: خالد بن علقمة. انتهى.
قال الأعظمي: رواية شعبة هذه رواها النسائي من حديث عبد الله بن المبارك، عن شعبة، عن مالك بن عُرْفُطة. ومن حديث يزيد بن زريع، عن شعبة، عن مالك بن عُرْفُطَة. قال النسائي: هذا خطأ، والصواب: خالد بن علقمة ليس مالك بن عُرفُطة. انتهى
وكذلك رواه أيضًا أبو داود من حديث محمد بن جعفر، عن شعبة، قال: سمعت مالك بن عُرْفُطَة. فذكر الحديث.
والصواب أنه خالد بن علقمة، كما رواه أبو عوانة وزائدة كلاهما عن خالد بن علقمة عند أبي داود والنسائي.
وأما حديث أبي حية فرواه عنه أبو إسحاق، وعنه رواه أبو الأحوص، رواه أبو داود (١١٦) من ثلاث طرق، والترمذي (٤٨) من طريقين، والنسائي (٩٦) وابن ماجه (٤٥٦) من طريق واحدٍ كلهم عن أبي الأحوص، عن أبي إسحاق لفظ الترمذي والنسائي أشمل وفيه: توضأ فغسل كفيه حتَّى أنقاهما، ثم تمضمض ثلاثًا، واستنشق ثلاثًا، وغسل وجهه ثلاثًا، وغسل ذراعيه ثلاثًا، ومسح
برأسه مرة، ثم غسل قدميه إلى الكعبين، ثم قام فأخذ فضل طَهوره، فشرب وهو قائم، ثم قال: أحببتُ أن أريكم كيف طُهور النبي ﷺ ثم رواه النسائي (١٣٦) من وجه آخر عن شعبة، عن أبي إسحاق به مُختصرًا، وأبو إسحاق مُدلِّس، ولكن شعبة كفانا تدليسه.
وأبو حية بن قيس قال فيه الذهبي في «الميزان»: لا يعرف. وقال الحافظ في «التقريب»: «مقبول»، وهو كما قال فإنه قد توبع.
ولحديث عليّ طرقٌ أُخرى غير طريق عبد خيرٍ:
منها: زِرِّ بن حُبَيش أنه سمع عليًّا وسئل عن وضوء رسول الله ﷺ، فذكر الحديث.
ومنها: عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: رأيت عليًّا رضي الله عنه توضأ فغسل وجهه ثلاثًا، وغسل ذراعيه ثلاثًا، ومسح برأسه واحدة، ثم قال: هكذا توضأ رسول الله ﷺ. رواهما أبو داود.
ومنها: الحسين بن علي قال: دعاني أبي عليٌّ بوضوء، فقربته له، فبدأ فغسل كفيه ثلاث مرات قبل أن يُدخلهما في وضوئه، ثم مضمض ثلاثًا، واستنثر ثلاثًا، ثم غسل وجهه ثلاث مرات، ثم غسل يده اليمنى إلى المرفق ثلاثًا، ثم اليُسرى كذلك، ثم مسح برأسه مسحة واحدة، ثم غسل رجله اليمنى إلى الكعبين ثلاثًا، ثم اليسرى كذلك، ثم قام قائمًا فقال: ناولني، فناولته الإناء الذي فيه فضلُ وَضوئه، فشرب من فضل وَضوئه قائمًا، فعجبتُ، فلما رآني قال: لا تعجب؛ فإني رأيت أباك النبي ﷺ يصنع مثل ما رأيتَني صنعتُ؛ يقول لوُضوئه هذا: وشرب فضلَ وَضوئه قائمًا. رواه النسائي.
ومنها: عبد الله بن عباس قال: دخل عليَّ عليٌّ - يعني ابن أبي طالب - وقد أهراق الماء، فدعا بوَضوء، فأتيناه بِتَوْرٍ فيه ماء حتَّى وضعناه بين يديه فقال: يا ابن عباسٍ! ألا أُريك كيف كان يتوضأ رسول الله ﷺ؟ قلت: بلى، قال: فأصغى الإناء على يديه فغسلهما، ثم أدخل يديه اليمنى فأفرغ بها على الأُخرى، ثم غسل كفيه، ثم تمضمض واستنثر، ثم أدخل يديه في الإناء جميعًا، فأخذ بهما حَفْنةً من ماء فضرب بها على وجهه، ثم ألْقَم إبهاميه ما أقبل من أذنيه، ثم الثانية ثم الثالثة مثل ذلك، ثم أخذ بكفه اليمنى قبضة من ماء فصبَّها على ناصيته، فتركها تستنُّ على وجهه، ثم غسل ذراعيه إلى المرفقين ثلاثًا ثلاثًا، ثم مسح رأسه وظهور أذنيه، ثم أدخل يديه جميعًا فأخذ حفْنة من ماء، فضرب بها على رجله، وفيها النعلُ ففتلَها بها، ثم الأُخرى مثل ذلك، قال: قلت: وفي النعلين؟ قال: وفي النعلين، قال: قلت: وفي النعلين؟ قال: وفي النعلين، قال: قلت: وفي النعلين؟ قال: وفي النعلين. رواه أبو داود (١١٧) من حديث محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن طلحة بن يزيد بن رُكانة، عن عبيد الله الخولاني، عن ابن عباس.
قال الحافظ: رواه أبو داود مُطوَّلًا، والبزار وقال: لا نعلم أحدًا روي هذا هكذا إلَّا من حديث عبيد الله الخولاني، ولا نعلم أحدًا روى عنه إلَّا محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة، وقد صرّح ابن
إسحاق بالسماع فيه، وأخرجه ابن حبان من طريقه مُختصرًا، وضعَّفه البخاري فيما حكاه الترمذي. «التلخيص» (١/ ٨٠).
وعبيد الله الخولاني هو: عبيد الله بن الأسود، ويقال ابن أسد الخولاني، ربيب ميمونة زوج النبي ﷺ، وهو ثقة.
والبخاري رحمه الله تعالى اطلع على عِلَّة خفيَّةٍ فضعّف هذا الحديث مع أن رجاله ثقات، فلعله لمخالفته للروايات الصحيحة في صفة وضوء النبي ﷺ، مثل روايات حُمْران بن أبان عن عثمان وغيرها.
قوله: «فأخذ بهما حَفْنةً من ماء فضرب على وجهه»: هو صكّ الوجه بالماء للمتوضئ عند إرادته غسل وجهه.
وقوله: «ثم ألقم إبهاميه» أي: جعل الإبهامين في الأذنين كاللقمة.
وقوله: «فصبَّها على ناصيته» أي: أسال الماء على جبهته بعد غسل الوجه للتحقق من كمال غسل الوجه.
وقوله: «تستن» أي: تسيل وتنصب، يقال: سننت الماء إذا جعلته صبًّا سهلًا.
وقوله: «ففتلها به» - وفي رواية: «فغسلها بها» وهي تفسر معنى «فتلها» - أي: صَبَّها.
وقوله: «وفي النعلين» أي: أدخل الماء في النعلين ليغسلهما، وفيه رد على من قال بجواز المسح على الرجلين.
وقوله في أول الحديث: ثم جعل يده في الإناء فمسح رأسه«قال أبو عبيد: في: الطُّهور«
(ص ٣٦٢): قد بيَّن في هذه الأحاديث أن الواجب في مسح الرأس تجديد الماء. وهذا الأمر الذي عليه الناس من أهل الحجاز والعراق، ومن يقول بالأثر وأصحاب الرأي كلهم به، لا يجزئ في المسح إلَّا ماءً جديدًا، ولا يكون ببلل اليد في الابتداء أبدًا».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 41 من أصل 155 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: وضوء علي: من سره أن يعلم وضوء رسول الله ﷺ فهو هذا

  • 📜 حديث: وضوء علي: من سره أن يعلم وضوء رسول الله ﷺ فهو هذا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: وضوء علي: من سره أن يعلم وضوء رسول الله ﷺ فهو هذا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: وضوء علي: من سره أن يعلم وضوء رسول الله ﷺ فهو هذا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: وضوء علي: من سره أن يعلم وضوء رسول الله ﷺ فهو هذا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب