حديث: لا يقبل الله صلاة بغير طهور ولا صدقة من غلول

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب وجوب الطهارة للصلاة

عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «لا يقبل الله صلاة بغير طهور ولا صدقة من غُلول».

صحيح: رواه مسلم في الطهارة (٢٢٤) وفيه: عن مصعب بن سعد قال: دخل عبد الله بن عمر على ابن عامر يعوده وهو مريض، فقال: ألا تدعو الله لي يا ابن عمر! قال: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول، فذكر الحديث، ثم قال له: كنتَ على البصرة.

عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «لا يقبل الله صلاة بغير طهور ولا صدقة من غُلول».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن ينفعنا بما نسمع وبما نقول. حديثك هذا حديث عظيم، أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث التي تُبنى عليها أصول عظيمة في الدين.
وفيما يلي شرح وافٍ للحديث، وفق الخطوات المطلوبة:

الحديث:


عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «لَا يَقْبَلُ اللَّهُ صَلَاةً بِغَيْرِ طُهُورٍ، وَلَا صَدَقَةً مِنْ غُلُولٍ».


1. شرح المفردات:


* يَقْبَلُ: أي يتقبلها ويرضاها، ويثيب عليها، فلا تصح ولا تُجزيء فاعلها.
* صَلَاةً: وهي الصلاة المفروضة أو النافلة، وهي ذات الأركان المعروفة من قيام وركوع وسجود.
* بِغَيْرِ طُهُورٍ: الطهور هنا هو الوضوء أو الغسل أو التيمم الذي يكون به التطهير من الحدث الأصغر أو الأكبر. وهو شرط لصحة الصلاة.
* صَدَقَةً: تشمل كل ما يُتصدق به من مال، سواء كانت صدقة واجبة كالزكاة، أو صدقة تطوعية.
* مِنْ غُلُولٍ: الغُلول في الأصل: الخيانة في الغنيمة والأخذ منها قبل القسمة. ويُطلق ويراد به كل مالٍ أُخذ من غير حله بغير حق، كالسرقة والاختلاس والغش والخيانة في الأمانات. فهو مال خبيث محرم.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يبيّن النبي ﷺ في هذا الحديث حكمين عظيمين من أحكام الإسلام:
* الحكم الأول: أن الصلاة لا تصح ولا تكون مقبولة عند الله تعالى إلا إذا صدرت عن شخص متطهر طهارة حسية من الحدث، بوضوء أو غسل أو تيمم إن تعذر ذلك. فالطهارة شرط أساسي لصحة الصلاة.
* الحكم الثاني: أن الصدقة لا تقبل ولا يثاب عليها متصدقها إذا كان المال المتصدق به قد اكتسب من طريق محرم وغير مشروع (الغُلول)، بل تكون إثماً عليه لأنه تصدق بما لا يملك حقيقة، أو تصدق بمال خبيث. فاشترط لقبول الصدقة أن يكون مصدر المال حلالاً طيباً.
فالحديث يربط بين القبول وبين شرطي الطهارة: طهارة البدن من الحدث للصلاة، وطهارة المال من الحرام للصدقة.


3. الدروس المستفادة منه:


1- بيان أهمية الطهارة: فالطهارة مفتاح الصلاة، وهي من أهم شروط صحتها. فلا يُتصور أداء صلاة مقبولة من غير وضوء، مما يدل على عظمة هذا الركن وضرورة العناية به.
2- التأكيد على طهارة المال: الإسلام لا يهتم فقط بكيفية إنفاق المال، بل يهتم أولاً بمصدره وكيفية كسبه. فالمال الحرام يفسد العمل ويحبطه، ولو كان في صورة عبادة كالصدقة.
3- رفع الحرج عن غير القادر: قوله ﷺ "بغير طهور" يشمل من لم يجد الماء أو كان عاجزاً عن استعماله، فينتقل إلى التيمم، فالله يقبل الصلاة بالطهور المتاح وهو التيمم.
4- تحذير شديد من أكل الحرام: الحديث تحذير صريح من التلاعب بالأموال وكسبها من طرق غير مشروعة، لأنها لا تُثمر إلا الخسارة في الدنيا والآخرة، وحتى لو أنفقها المرء في وجوه البر.
5- الإخلاص في العبادة: القبول مشروط بالإتيان بالشروط والواجبات واجتناب المبطلات. فليس كل عملٍ يُظهره المرء مقبولاً، بل لابد من موافقته للشرع في ظاهره (الطهارة للصلاة) وباطنه (إخلاص النية وطيب الكسب للصدقة).


4. معلومات إضافية مفيدة:


* هذا الحديث أصل من أصول الفقه، يستدل به العلماء على أن الطهارة شرط لصحة الصلاة، وهو إجماع بين أهل العلم.
* يستدل به أيضاً على أن الأعمال لا تقبل إلا إذا كانت خالصة لله وصواباً على سنة رسول الله ﷺ. فالصدقة من غلول ليست صواباً لأن أصل المال فاسد.
* يعمم معنى "الغُلول" ليشمل كل مال محرم، كمال الربا، والرشوة، والغش، والسرقة، وأموال اليتيم، وغيرها.
* من كسب مالاً حراماً ثم تاب، فإن عليه التخلص منه بالطريقة الشرعية، كرده إلى أصحابه إن عرفهم، أو التصدق به مع عدم نيته الأجر (لأنه لا أجر عليه)، بل للتخلص من إثمه، على خلاف بين العلماء في هذه المسألة.
أسأل الله تعالى أن يتقبل منا صلاتنا وصدقاتنا، وأن يطهر أبداننا وأموالنا، وأن يرزقنا الحلال الطيب، ويبعد عنا الحرام والخبيث.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الطهارة (٢٢٤) وفيه: عن مصعب بن سعد قال: دخل عبد الله بن عمر على ابن عامر يعوده وهو مريض، فقال: ألا تدعو الله لي يا ابن عمر! قال: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول، فذكر الحديث، ثم قال له: كنتَ على البصرة.
«فمعناه أنك لست بسالم من الغلول، فقد كنتَ واليًا على البصرة، وتعلقت بك تبعات من حقوق الله تعالى وحقوق العباد، ولا يقبل الدعاء لمن كان هذه صفته، كما لا تُقبل الصلاة والصدقة إلَّا من مُتَصوِّنٍ».
«والظاهر - والله أعلم - أن ابن عمر قَصَد زجْرَ ابنِ عامر، وحثَّه على التوبة، وتحريضَه على الإقلاع عن المخالفات، ولم يُرِدِ القَطْعَ حقيقةً بأن الدعاء للفُساق لا ينفع؛ فلم يَزَلِ النبي ﷺ والسلف والخلف يدعون للكفار وأصحاب المعاصي بالهداية والتوبة». كذا في شرح مسلم للنووي.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 4 من أصل 155 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا يقبل الله صلاة بغير طهور ولا صدقة من غلول

  • 📜 حديث: لا يقبل الله صلاة بغير طهور ولا صدقة من غلول

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا يقبل الله صلاة بغير طهور ولا صدقة من غلول

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا يقبل الله صلاة بغير طهور ولا صدقة من غلول

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا يقبل الله صلاة بغير طهور ولا صدقة من غلول

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب