حديث: مسح الرأس كله من قرن الشعر كل ناحية.

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في صفة وضوء النبي ﷺ -

عن عائشة، قالت: إنَّ رسول الله ﷺ توضأ عندها فمسح الرأس كله من قرن الشعر كل ناحية المنصب الشَّعر، لا يحرك الشَّعر عن هيئته.

حسن: رواه أبو داود (١٢٨) عن قتيبة بن سعيد ويزيد بن خالد الهمداني، قالا: حدَّثنا الليث، عن ابن عجلان، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عنها.

عن عائشة، قالت: إنَّ رسول الله ﷺ توضأ عندها فمسح الرأس كله من قرن الشعر كل ناحية المنصب الشَّعر، لا يحرك الشَّعر عن هيئته.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث الشريف شرحًا وافيًا، مستندًا إلى كلام أهل العلم المعتمدين لدى أهل السنة والجماعة:

الحديث:


عن عائشة رضي الله عنها، قالت: إنَّ رسول الله ﷺ توضأ عندها فمسح الرأس كله من قرن الشعر كل ناحية المنصب الشعر، لا يحرك الشعر عن هيئته.


1. شرح المفردات:


* تَوَضَّأَ عِنْدَهَا: أي أتى بوضوئه في حجرتها أو في مكانها.
* فَمَسَحَ الرَّأْسَ كُلَّهُ: المسح هو إمرار اليد المبلولة على العضو. وقولها "كله" أي جميع رأسه الشريف.
* مِنْ قَرْنِ الشَّعْرِ: "القَرْن" في اللغة: أصل الشعر ومبتدؤه من جهة مقدم الرأس (أي من منابت الشعر في مقدمة الرأس عند الجبهة). وقيل: هو جانبا الرأس.
* كُلُّ نَاحِيَةٍ: أي كل جهة من جهات الرأس (المقدمة، المؤخرة، الجانب الأيمن، الجانب الأيسر).
* الْمَنْصِبِ الشَّعْرِ: "المَنْصِب" هو الموضع الذي ينصب منه الشعر ويبدأ في النمو، أي أصول الشعر ومنابته.
* لَا يُحَرِّكُ الشَّعْرَ عَنْ هَيْئَتِهِ: أي كان مسحه برفق ولين، دون أن يشُقَّ على شعره أو يفسد تسريحته، بل يمسح وهو على حاله الطبيعي.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


تصف أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها كيفية مسح النبي صلى الله عليه وسلم لرأسه في الوضوء، فتبين أنه كان يمسح رأسه كاملاً، مبتدئًا من مقدمة رأسه (منابت الشعر) إلى مؤخرته، ويستوعب مسحه جميع جهات الرأس (الأمام والخلف والجانبين)، وكان هذا المسح يتم برفق دون أن يعبث بشعره أو يغير من هيئته وتسريحته.


3. الدروس المستفادة منه:


1- بيان صفة مسح الرأس في الوضوء: الحديث دليل على مشروعية مسح جميع الرأس في الوضوء، وهو قول جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة. وهو أبلغ من مجرد مسح بعضه.
2- الاستيعاب في المسح: قولها "مسح الرأس كله" يدل على استحباب استيعاب جميع الرأس بالمسح، وإن كان الواجب عند الجمهور هو مسح بعضه.
3- البدء بمقدمة الرأس: قولها "من قرن الشعر" يشير إلى استحباب البدء بمسح مقدمة الرأس عند منابت الشعر.
4- الرفق واللين في العبادة: قولها "لا يحرك الشعر عن هيئته" فيه دلالة على الرفق في أداء العبادة، وعدم التكلف أو المشقة على النفس، فلم يكن صلى الله عليه وسلم يشق على نفسه فيعبث بتسريحة شعره، بل كان يمسح برقة وسهولة. وهذا من كمال أدبه وحسن هديه في العبادة.
5- الجمع بين السنة والمظهر الحسن: فيه إشارة إلى أنه لا تعارض بين إتمام السنة وبين الحفاظ على المظهر الجميل والهيئة الحسنة.
6- حرص الصحابة على نقل الهيئات: يدل على حرص الصحابة رضوان الله عليهم، وخاصة أمهات المؤمنين، على نقل كل صغيرة وكبيرة من هدي النبي صلى الله عليه وسلم، حتى في كيفية حركته وتطبيقه العملي للعبادات.


4. معلومات إضافية مفيدة:


* الخلاف في المسح: ذهب أبو حنيفة رحمه الله إلى أن الواجب هو مسح ربع الرأس، بينما ذهب الجمهور (مالك والشافعي وأحمد) إلى أن الواجب هو المسح، ولم يحددوا مقداره، لكن المسح الكامل هو الأكمل والأفضل، وهو ما دلت عليه هذه الرواية.
* الجمع بين الأحاديث: وردت صفات أخرى لمسح الرأس في أحاديث صحيحة، مثل مسحه بالأذنين مع الرأس، أو مسح الناصية (مقدمة الرأس) والعمامة. وجمع العلماء بينها بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل هذا تارة وهذا تارة، مما يدل على توسعة في هذه السنة.
* الحكمة من المسح: المسح بدل عن الغسل في هذه الأعضاء (الرأس والرجلين في قول) لحكمة يعلمها الله، منها التيسير على المكلف، خاصة وأن الرأس قد يكون coveredًا (مغطى) بالعمامة وغيرها.
والحمد لله رب العالمين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١٢٨) عن قتيبة بن سعيد ويزيد بن خالد الهمداني، قالا: حدَّثنا الليث، عن ابن عجلان، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عنها.
وإسناده حسن؛ فإنَّ محمد بن عجلان حسن الحديث، وكذا عبد الله بن محمد بن عقيل، والليث هو ابن سعد المصري.
وقولها: «فمسح الرّأس كلَّه» فيه دليل على تعميم مسح الرأس كلّه.
قال أبو عبيد في «الطهور» (ص ٣٥٧) «وهو قول أهل الأثر والاتباع».
واختلف أهل الرأي فقال بعضُهم: يجزئه أن يمسح الربع منه فصاعدًا، وبعضهم يستحسن النصف. قال: إن الذي عندنا في ذلك الأخذ بالآثار التي روينا في صدر هذا الكتاب من مسح الرأس كله. يتوخى الرجل أن لا يبقى منه شيء كما يفعله في مسح الوجه للتيمم، لأنهما في التنزيل بلفظ واحد، ثم فسَّرته السنة بالأخبار التي ذكرنا عن النبي ﷺ، فأما توقيت النصف والربع فإنه لا يجوز لأحدٍ إلَّا أن يوجد علمه في كتابٍ أو سنةٍ أو إجماعٍ». انتهى.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 44 من أصل 155 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: مسح الرأس كله من قرن الشعر كل ناحية.

  • 📜 حديث: مسح الرأس كله من قرن الشعر كل ناحية.

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: مسح الرأس كله من قرن الشعر كل ناحية.

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: مسح الرأس كله من قرن الشعر كل ناحية.

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: مسح الرأس كله من قرن الشعر كل ناحية.

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب