حديث: لا يقبل الله صدقة من غلول ولا صلاة بغير طهور

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب وجوب الطهارة للصلاة

عن أُسامة بن عُمير الهُذَلي، عن النبي ﷺ قال: «لا يقبل الله عز وجل صدقةً من غُلول، ولا صلاةً بغير طُهور».

صحيح: رواه أبو داود (٥٩) والنسائي (١٣٩) وابن ماجه (٢٧١) كلهم من طريق قتادة، عن أبي المَليح بن أسامة، عن أسامة بن عُمير الهُذَلي، فذكر الحديث.

عن أُسامة بن عُمير الهُذَلي، عن النبي ﷺ قال: «لا يقبل الله ﷿ صدقةً من غُلول، ولا صلاةً بغير طُهور».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، يضع قاعدة أساسية في قبول العبادات، وسأشرحه لك على النحو التالي:

الحديث بلفظه:


عن أُسامة بن عُمير الهُذَلي، عن النبي ﷺ قال: «لا يقبل الله صدقةً من غُلول، ولا صلاةً بغير طُهور».


1. شرح المفردات:


* يَقبَلُ اللهُ: أي يتقبلها ويثيب عليها، فلا يضيع أجرها.
* صَدَقَةً: المال الذي يتصدق به المسلم تقرباً إلى الله تعالى.
* غُلول: هو الخيانة في الغنيمة أو في أي مال عام أو خاص لا يحل أخذه. وأصله من الغنيمة التي يقسمها الإمام، فما أخذه منها بغير حق قبل القسمة فهو غلول. ويشمل أيضاً الرشوة، والمال الحرام بكافة أنواعه كالسرقة والغش.
* صَلاةً: الصلاة المفروضة أو النافلة.
* بِغَيْرِ طُهُور: الطهور هنا يشمل أمرين:
* الطهارة الحسية: وهي الوضوء أو الغسل من الحدث، والتطهر من النجاسات على البدن والثوب والمكان.
* الطهارة المعنوية: وهي طهارة القلب من الشرك والرياء والحقد وغيرها من الآفات.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن الله تعالى لا يتقبل عبادةً تكون في أصلها مشوبةً بشيءٍ محرمٍ يفسدها.
* ففي الشق الأول: «لا يقبل الله صدقة من غُلول»، يعني أن الصدقة التي يتصدق بها الإنسان إذا كان مالها أصلاً حراماً (مأخوذاً بالخيانة أو الغش أو السرقة)، فإن الله تعالى لا يتقبلها منه، بل هي مردودة عليه، لأنها لا تتصف بالإخلاص ولا بالحلال الذي هو شرط القبول. فلا يكفي أن تكون الصدقة في ظاهرها حسنة، بل يجب أن يكون مصدر المال طيباً وحلالاً.
* وفي الشق الثاني: «ولا صلاة بغير طُهور»، يعني أن الصلاة لا تصح ولا تقبل من المسلم إلا إذا أتى بها على وجه الطهارة الكاملة، سواء كانت طهارة من الحدثين الأكبر والأصغر بالوضوء أو الغسل، أو طهارة الثوب والبدن والمكان من النجاسات الحسية. كما يشير المعنى أيضاً إلى أهمية طهارة القلب من الشرك والرياء.
فالحديث يربط بين قبول العبادة وشرطيها العظيمين: إخلاص العمل لله (وهو متضمن في النهي عن الغلول لأنه خيانة)، ومتابعة السنة (وهو متضمن في الأمر بالطهور لأنه شرط لصحة الصلاة).


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- اشتراط الحلال في المال المتصدق به: على المسلم أن يحرص على أن يكون مكسبه حلالاً طيباً، لأن الله طيب لا يقبل إلا طيباً. فالمال الحرام يفسد العبادات المبنية عليه ويحبط أجرها.
2- النهي عن الغش والخيانة: الحديث تحذير شديد من أي شكل من أشكال الخيانة في الأمانات، سواء في المال العام أو الخاص، أو في الغش في البيع والشراء، لأن عاقبتها وخيمة حيث تحبط الأعمال الصالحة.
3- أهمية الطهارة للصلاة: الصلاة مفتاحها الطهور، فهي لا تصح بدونه. وهذا يدل على عظم شأن الطهارة في الإسلام، فهي شرط لصحة أهم أركان الإسلام بعد الشهادتين.
4- طهارة الظاهر والباطن: لا تنفصل طهارة البدن عن طهارة القلب. فكما أن الصلاة لا تقبل بغير طهارة حسية، فإنها أيضاً لا تكمل ولا ترتفع إلا بطهارة القلب من الشرك والرياء والعجب.
5- الارتباط بين المعاملات والعبادات: الإسلام دين متكامل، فلا تنفصل العبادة عن السلوك والمعاملة. فالمعاملات المحرمة (كأكل المال الحرام) تؤثر سلباً على قبول العبادات (كالصدقة والصلاة).


4. معلومات إضافية:


* درجة الحديث: هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه، والإمام أحمد، وأبو داود، والترمذي، وغيرهم. وهو حديث صحيح ثابت.
* مناسبة الحديث: يُذكر هذا الحديث غالباً في أبواب الطهارة، وأبواب الزكاة والصدقات، وأبواب النهي عن الغلول والخيانة.
* آية قرآنية توافق المعنى: قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلَّا أَن تُغْمِضُوا فِيهِ} [البقرة: 267]. أي لا تقصدوا الرديء أو الحرام للصدقة.
* حكم الصدقة من مال حرام: الصدقة من مال حرام غير مقبولة، بل يأثم صاحبها لأنه تصدق بما لا يملكه حق التصرف فيه. والأولى له أن يتوب إلى الله ويرد الحقوق إلى أصحابها.
أسأل الله تعالى أن يتقبل منا صالح الأعمال، وأن يطهر قلوبنا وأبداننا، وأن يرزقنا الحلال الطيب، ويبعدنا عن الحرام والخيانة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٥٩) والنسائي (١٣٩) وابن ماجه (٢٧١) كلهم من طريق قتادة، عن أبي المَليح بن أسامة، عن أسامة بن عُمير الهُذَلي، فذكر الحديث.
رجاله ثقات وإسناده صحيح.
وأبو المَليح: هو عامر، وقيل: زيد، وقيل: زياد بن أسامة بن عمير، وثقه أبو زرعة وغيره، وروى له الجماعة.
وفي هذا المعنى رُوي عن غير هؤلاء، ولكن كلها معلولة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 8 من أصل 155 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا يقبل الله صدقة من غلول ولا صلاة بغير طهور

  • 📜 حديث: لا يقبل الله صدقة من غلول ولا صلاة بغير طهور

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا يقبل الله صدقة من غلول ولا صلاة بغير طهور

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا يقبل الله صدقة من غلول ولا صلاة بغير طهور

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا يقبل الله صدقة من غلول ولا صلاة بغير طهور

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب