حديث: من توضأ فأحسن وضوءه ثم صلى ركعتين غفر له ما تقدم من ذنبه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في فضل الوضوء والصلاة عقبه

عن زيد بن خالد الجُهَني أن النبي ﷺ قال: «من توضأ فأحسن وضوءه، ثم صلَّى ركعتين لا يسهو فيهما، غُفِر له ما تقدم من ذنبه».

صحيح: رواه أبو داود (٩٠٥) حدَّثنا أحمد بن محمد بن حنبل، حدَّثنا عبد الملك بن عمرو، حدَّثنا هشام - يعني ابن سعد - عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن زيد بن خالد الجُهَني، فذكر الحديث.

عن زيد بن خالد الجُهَني أن النبي ﷺ قال: «من توضأ فأحسن وضوءه، ثم صلَّى ركعتين لا يسهو فيهما، غُفِر له ما تقدم من ذنبه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الذي ذكر حديث صحيح، رواه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب الطهارة، وغيره من أئمة الحديث.
وفيما يلي شرحه وبيانه على النحو المطلوب:


1. شرح المفردات:


● تَوَضَّأَ: أي أتى بالوضوء الشرعي، وهو غسل الأعضاء الأربعة المعروفة (الوجه، واليدين إلى المرفقين، ومسح الرأس، وغسل الرجلين إلى الكعبين) على الصفة التي بينها النبي صلى الله عليه وسلم.
● فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ: أي أتمه وأكملها، وأدى فروضه وسننه، ولم يفرط فيه، بل فعله بخشوع وحضور قلب، مع استحضار نيته وتطهيره للصلاة.
● صَلَّى رَكْعَتَيْنِ: المقصود هنا صلاة النافلة المطلقة بعد الوضوء، وهي التي تسمى "صلاة الوضوء" أو "تحية الوضوء".
● لَا يَسْهُو فِيهِمَا: أي يصليهما بخشوع كامل، وحضور قلب، من غير غفلة أو سهو أو حديث نفس يشغله عن مناجاة ربه. وهو يشمل أن لا يسهو بترك واجب أو بفعل محظور يخل بالصلاة.
● غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ: أي غفرت ذنوبه الصغائر التي ارتكبها قبل هذه الصلاة. أما الكبائر، فلا بد لها من توبة خاصة.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يبيّن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث فضلاً عظيماً من فضائل الله تعالى على عباده، حيث جعل هذه العبادة القصيرة (الوضوء ثم ركعتان بخشوع) سبباً لمغفرة ما سبق من الذنوب. وهو وعد من النبي صلى الله عليه وسلم بأن من أتى بالوضوء على أكمل وجه، ثم صلى ركعتين بخشوع تام وحضور قلب من غير أي غفلة أو سهو، فإن الله تعالى يغفر له ذنوبه السابقة.


3. الدروس المستفادة منه:


1- عظم فضل الله وكرمه: حيث جعل مغفرة الذنوب مرتبطة بأعمال يسيرة في ظاهرها، لكنها عظيمة عند الله بسبب إحسانها وإتقانها.
2- الحث على إحسان العبادة: ليس المقصود مجرد أداء الوضوء والصلاة شكلياً، بل الإحسان فيهما، وهو مراعاة الآداب والسنن، والإتيان بهما على الوجه الأكمل.
3- أهمية حضور القلب في الصلاة: اشتراط "لا يسهو فيهما" يوجه المسلم إلى جوهر الصلاة وهو الخشوع والانقطاع إلى الله، وعدم الانشغال بأمور الدنيا.
4- صلاة الركعتين بعد الوضوء سنة مستحبة: الحديث دليل على استحباب هذه الصلاة، وهي من النوافل التي يغفل عنها الكثيرون.
5- التيسير على الأمة: في هذا الحديث تيسير من الله على عباده، وتكفير للذنوب بطرق متعددة غير مقصورة على التوبة النصوح فحسب، مما يدل على سعة رحمة الله تعالى.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الفضل العظيم (مغفرة الذنوب) مختص بذنوب الصغائر كما هو مقرر في عقيدة أهل السنة، أما الكبائر فلا بد لها من توبة خاصة.
- ليس معنى "لا يسهو فيهما" أن من سهى فيها لم يحصل على الأجر، بل الفضل المذكور (مغفرة الذنوب) هو الكمال الذي يحصل لمن أتى بالصلاة على الوجه الأكمل. ومن حصل منه بعض السهو فله أجر عظيم، ولكن قد ينقص من كمال هذا الفضل.
- يجوز أن تصلى هذه الركعتان في أي وقت، حتى في أوقات النهي عن الصلاة، لأنها من ذوات الأسباب (سببها الوضوء).
نسأل الله تعالى أن يتقبل منا صالح الأعمال، وأن يغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٩٠٥) حدَّثنا أحمد بن محمد بن حنبل، حدَّثنا عبد الملك بن عمرو، حدَّثنا هشام - يعني ابن سعد - عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن زيد بن خالد الجُهَني، فذكر الحديث. والحديث في مسند الإمام أحمد (١٧٠٥٤).
وإسناده صحيح، صحّحه الحاكم (١/ ١٣١) وقال: صحيح على شرط مسلم، ولا أحفظ له علة توهنها.
قال الأعظمي: هشام بن سعد أقام هذا الإسناد. وكذلك الليث بن سعد، عن زيد بن أسلم به مثله رواه أبو عبيد في «الطهور» (١٠) من طريق حسَّان بن عبد الله، عن الليث بن سعد به، ورواه غيرهما عن زيد بن أسلم، عن زيد بن خالد، وهو منقطع. هكذا رواه الإمام أحمد (٢١٦٩١) عن سريج، ثنا عبد العزيز - يعني الدراوردي - عن زيد بن أسلم، عن زيد بن خالد، فذكر الحديث.
وما رُوِي عن أنس بن مالك - ولفظه: «الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة كفارات لما بينهن ما اجتُنِبت الكبائر»، وقال: «من الجمعة لَساعة لا يوافقها مسلم ولا مسلمة يسأل الله فيها خيرًا إلَّا أعطاه»، وقال ﷺ: «مثل الصلوات الخمس كنهر غَمْر بباب أحدكم يغتسل كل يوم فيه خمس مرات، فما يبقين من دَرَنه؟» - فهو ضعيف.
رواه البزار (كشف الأستار ١/ ١٧٥ رقم ٣٤٧) قال: حدَّثنا أحمد بن مالك القشيري، ثنا زائدة بن أبي الرُّقّاد، عن زياد النميري، عن أنس، فذكر الحديث. وقال: زائدة بن أبي الرُّقّاد ضعيف، وزياد النميري ليس به بأس؛ حدّث عنه جماعة بصريون، ولو عرفنا هذا عند غيره لحدَّثنا به عنه. انتهي.
وهو كما قال، فزائدة ضعيف، وزياد النميري ضعَّفه الأكثرون.
ورواه أبو نعيم في الحلية (٩/ ٢٤٩ - ٢٥٠) عن عبد الحكيم عن أنس بن مالك، فذكره، وفيه: «وزيادة ثلاثةِ أيَّامٍ». وعبد الحكيم هو ابن عبد الله القسملي ضعيف كما قال الحافظ في التقريب.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 28 من أصل 155 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من توضأ فأحسن وضوءه ثم صلى ركعتين غفر له ما تقدم من ذنبه

  • 📜 حديث: من توضأ فأحسن وضوءه ثم صلى ركعتين غفر له ما تقدم من ذنبه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من توضأ فأحسن وضوءه ثم صلى ركعتين غفر له ما تقدم من ذنبه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من توضأ فأحسن وضوءه ثم صلى ركعتين غفر له ما تقدم من ذنبه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من توضأ فأحسن وضوءه ثم صلى ركعتين غفر له ما تقدم من ذنبه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب