حديث: مسح بناصيته ومسح على العِمامة ومسح على الخفين

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في صفة وضوء النبي ﷺ -

عن المغيرة بن شعبة أنه سُئِل: هل أَمَّ النبيَّ ﷺ أحدٌ من هذه الأمة غيرُ أبي بكر رضي الله عنه؟ فقال: نعم كنَّا مع النبيِّ ﷺ في سَفَر، فلما كان من السَّحَر، ضَرَبَ عُنقَ راحلتي، فظننتُ أن له حاجة، فعَدَلتُ معه، فانطلقنا حتَّى بَرَزْنا عن الناس، فنزل عن راحلته، ثم انطَلقَ فتغيَّب عني حتَّى ما أراه، فمكثَ طويلًا، ثم جاء فقال: «حاجَتَكَ يا مُغِيرَة؟ «قلت: ما لي حاجة. فقال: «هَلْ مَعكَ ماءٌ» فقلت: نعم، فقمتُ إلى قِرْبَةٍ أو إلى سَطِيحَةٍ معلّقةٍ في آخِرَةِ الرَّحْل، فأتيتُه بماء، فصببتُ عليه، فغسلَ يَدَيْه، فأحسن غَسْلَهما - قال: وأشكُّ أقالَ: دَلكهما بتراب أم لا - ثم غسل وجهه، ثم ذهب يحْسُرُ عن يديه وعليه جُبّةٌ شاميّة ضيقةُ الكُمَّين، فضاقت، فأخرج يَدَيْه من تحتها إخراجًا، فغسل وجهه ويديه - قال فيجيء في الحديث غسل
الوجه مرتين؟ قال: لا أدري أهكذا كان أم لا - ثم مسحَ بناصيته، ومسح على العِمامة، ومسح على الخفين، وركبنا فأدركنا الناسَ وقد أُقيمتِ الصلاةُ، فتقدَّمهم عبد الرحمن بن عوف، وقد صلَّى بهم ركعةً، وهمَّ في الثانية، فذهبتُ أُوذِنُه، فنهاني، فصلَّينا الركعة التي أدركْنا، وقضينا الركعة التي سُبِقْنا.

صحيح: رواه الإمام أحمد (١٨١٣٤) قال: حدَّثنا إسماعيل، أخبرنا أيوب، عن محمد، عن عمرو بن وهب الثقفي قال: كنَّا مع المغيرة بن شعبة فسئل فذكر الحديث.

عن المغيرة بن شعبة أنه سُئِل: هل أَمَّ النبيَّ ﷺ أحدٌ من هذه الأمة غيرُ أبي بكر ﵁؟ فقال: نعم كنَّا مع النبيِّ ﷺ في سَفَر، فلما كان من السَّحَر، ضَرَبَ عُنقَ راحلتي، فظننتُ أن له حاجة، فعَدَلتُ معه، فانطلقنا حتَّى بَرَزْنا عن الناس، فنزل عن راحلته، ثم انطَلقَ فتغيَّب عني حتَّى ما أراه، فمكثَ طويلًا، ثم جاء فقال: «حاجَتَكَ يا مُغِيرَة؟ «قلت: ما لي حاجة. فقال: «هَلْ مَعكَ ماءٌ» فقلت: نعم، فقمتُ إلى قِرْبَةٍ أو إلى سَطِيحَةٍ معلّقةٍ في آخِرَةِ الرَّحْل، فأتيتُه بماء، فصببتُ عليه، فغسلَ يَدَيْه، فأحسن غَسْلَهما - قال: وأشكُّ أقالَ: دَلكهما بتراب أم لا - ثم غسل وجهه، ثم ذهب يحْسُرُ عن يديه وعليه جُبّةٌ شاميّة ضيقةُ الكُمَّين، فضاقت، فأخرج يَدَيْه من تحتها إخراجًا، فغسل وجهه ويديه - قال فيجيء في الحديث غسل
الوجه مرتين؟ قال: لا أدري أهكذا كان أم لا - ثم مسحَ بناصيته، ومسح على العِمامة، ومسح على الخفين، وركبنا فأدركنا الناسَ وقد أُقيمتِ الصلاةُ، فتقدَّمهم عبد الرحمن بن عوف، وقد صلَّى بهم ركعةً، وهمَّ في الثانية، فذهبتُ أُوذِنُه، فنهاني، فصلَّينا الركعة التي أدركْنا، وقضينا الركعة التي سُبِقْنا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه، وفيه فوائد عظيمة تتعلق بصفة وضوء النبي ﷺ وتيممه وصلاته مع الجماعة. وإليك الشرح الوافي للحديث:

1. شرح المفردات:


● أمَّ النبيَّ: أي صلى إمامًا بالنبي ﷺ.
● ضرب عنق راحلتي: أي ضرب بعيره ليجعله يقف أو يبرك.
● برزنا عن الناس: ابتعدنا عن القوم.
● سطيحة: إناء من جلد.
● آخرة الرحل: مؤخرة الرحل (وهو سرج البعير).
● جبة شامية: ثوب واسع من الصوف.
● يحسر عن يديه: يرفع ثوبه ليغسل ذراعيه.
● مسح بناصيته: مسح على مقدم رأسه.
● أوذنه: أي أُخبره بمجيء النبي ﷺ.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أن النبي ﷺ كان في سفر مع أصحابه، وفي وقت السحر (آخر الليل) طلب منه أن يبتعدا عن القوم، فظن المغيرة أن للنبي ﷺ حاجة خاصة، فذهب معه حتى اختلى به، فتغيب النبي ﷺ فترة طويلة لقضاء الحاجة، ثم عاد وطلب الماء فتوضأ وضوءًا كاملًا، ثم مسح على ناصيته وعلى العمامة والخفين، ثم رجعا إلى القوم فوجدوا الصلاة قد أقيمت وإمامهم عبد الرحمن بن عوف يصلي بهم، فلما هم المغيرة أن يخبره بمجيء النبي ﷺ نهاه النبي ﷺ، فصلى معهم وأتموا الصلاة بعد ذلك.

3. الدروس المستفادة منه:


● جواز التيمم عند عدم الماء أو المشقة في استعماله: حيث تيمم النبي ﷺ (أي مسح على التراب) عندما ضاق عليه كم الجبة، وهذا من رحمة الله وتيسيره على عباده.
● صفة وضوء النبي ﷺ: وهو الغسل والمسح كما ورد في الحديث، وفيه دليل على مشروعية المسح على العمامة والخفين.
● أدب الصحابة مع النبي ﷺ: حيث لم يسأله المغيرة عن سبب ابتعاده، واحترم خصوصيته.
● عدم التشويش على الإمام في الصلاة: حيث نهاه النبي ﷺ عن إخبار عبد الرحمن بن عوف بمجيئه لئلا يشوش عليه في صلاته.
● قضاء ما فات من الصلاة: حيث أتموا الركعة التي فاتتهم بعد سلام الإمام.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل في باب المسح على الخفين والعمامة، وهو من خصائص هذه الأمة للتيسير عليها.
- فيه بيان أن غير أبي بكر الصديق رضي الله عنه قد أم النبي ﷺ في الصلاة، حيث صلى خلف عبد الرحمن بن عوف.
- يستفاد منه أن الإنسان إذا دخل والإمام في الصلاة صلى معه ثم قضى ما فاته.
- الحديث يدل على تواضع النبي ﷺ حيث صلى خلف أحد أصحابه دون أن يستنكف من ذلك.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يوفقنا للعمل بما علمنا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (١٨١٣٤) قال: حدَّثنا إسماعيل، أخبرنا أيوب، عن محمد، عن عمرو بن وهب الثقفي قال: كنَّا مع المغيرة بن شعبة فسئل فذكر الحديث.
وإسناده صحيح. إسماعيل هو: ابن علية. وأيوب هو: السختياني (أيوب بن أبي تميمة). ومحمد هو: ابن سيرين.
ورواه الطبراني في الكبير (٢٠ / برقم ١٠٣٩) من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، عن محمد بن سيرين، عن رجل يكنى أبا عبد الله، عن عمرو بن وهب الثقفي فذكر الحديث. فجعل بين محمد بن سيرين وبين عمرو بن وهب رجلًا. وقد أكَّد ذلك أيضًا ابن معين كما ذكره الحافظ في «التهذيب» في ترجمة ابن سيرين.
ولكن أثبت البخاري في «التاريخ الكبير» (٦/ ٣٧٧) سماعه منه.
ورواه أيضًا الإمام أحمد (١٨١٦٤) من طريق أيوب، عن محمد بن سيرين قال: دخلتُ مسجد الجامع، فإذا عمرو بن وهب الثقفي قد دخل من الناحية الأُخرى، فالتقينا قريبًا من وسط المسجد، فابتدأني بالحديث، وكان يُحبُّ ما ساق إليَّ من خير فذكر الحديث.
وأكَّد الدارقطني في علله (٧/ ١٠٩) أن القول هو قول من لم يذكر الرجلَ المبهم كأيوب وقتادة ومن تابعهما.
فلعلّ محمد بن سيرين سمع من وجهين، سمع أوَّلًا من رجل، عن عمرو بن وهب، ثم لقيه وسمع منه، فصحَّ الحديث من وجهين. انظر باقي الحديث في المسح على الخفين.
وفي الحديث جواز المسح على العمامة. انظر التفصيل في باب ما جاء في المسح على الخفين والعمامة والناصية.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 50 من أصل 155 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: مسح بناصيته ومسح على العِمامة ومسح على الخفين

  • 📜 حديث: مسح بناصيته ومسح على العِمامة ومسح على الخفين

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: مسح بناصيته ومسح على العِمامة ومسح على الخفين

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: مسح بناصيته ومسح على العِمامة ومسح على الخفين

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: مسح بناصيته ومسح على العِمامة ومسح على الخفين

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب