حديث: مفتاح الصلاة الطهور وتحريمها التكبير وتحليلها التسليم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب وجوب الطهارة للصلاة

عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله ﷺ: «مفتاح الصلاة الطُهور، وتحريمها التكبير، وتحليلها التسليم».

حسن: رواه أبو داود (٦١) والترمذي (٣) وابن ماجه (٢٧٥) كلهم من طريق سفيان، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن محمد ابن الحنفية، عن علي بن أبي طالب، فذكره.

عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله ﷺ: «مفتاح الصلاة الطُهور، وتحريمها التكبير، وتحليلها التسليم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يفتح لنا أبواب فضله وكرمه، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما وفقها في الدين وارض عنا يا أكرم الأكرمين.
هذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، يبين فيه أركان الصلاة الأساسية التي لا تقوم إلا بها. وإليك الشرح المفصل له:

الحديث:


عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «مفتاح الصلاة الطُهور، وتحريمها التكبير، وتحليلها التسليم».
رقم الحديث ومصدره: أخرجه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه، والحاكم، وصححه الألباني.


1. شرح المفردات:


● مفتاح الصلاة: المفتاح هو ما يُفتح به الباب، والمقصود هنا ما يدخل به إلى الصلاة ويجعلها صحيحة مقبولة.
● الطُهور: هو الوضوء أو الغسل من الحدث الأكبر، أي الطهارة الحسية من النجاسة والحدث.
● تحريمها: المقصود تحريم ما كان حلالاً قبل الدخول في الصلاة، أي جعل أفعال الصلاة محرمة على المصلي كالكلام والأكل والشرب.
● التكبير: قول: "الله أكبر" عند افتتاح الصلاة (تكبيرة الإحرام).
● تحليلها: إباحة ما حُرّم أثناء الصلاة، أي الخروج منها وإعادة حل الأفعال التي كانت ممنوعة.
● التسليم: قول: "السلام عليكم ورحمة الله" عند إنهاء الصلاة، مرة إلى اليمين ومرة إلى اليسار.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يضرب النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث مثلاً رائعًا للصلاة، فيشبهها بالباب المغلق الذي يحتاج إلى مفتاح ليدخل إليه الإنسان، ويحتاج إلى فعل معين ليغلق عليه (يحرّم ما فيه)، وإلى فعل معين ليفتحه ويخرج منه (يُحلّله).
- فالمفتاح الذي يدخل به إلى هذا الباب (أي إلى الصلاة) ويجعلها صحيحة هو الطهارة (الوضوء أو الغسل). فبدون الطهارة لا تنعقد الصلاة ولا تصح أبدًا.
- والفعل الذي يغلق به الباب ويقطع المصلي صلته بالدنيا وأفعالها، ويُحرّم عليه فيها ما كان حلالاً (كالكلام والانشغال بأمور الدنيا) هو تكبيرة الإحرام (قول: الله أكبر). فهي علامة بداية الصلاة رسميًا.
- والفعل الذي يفتح به الباب ليخرج منه، ويُحلّ له مرة أخرى ما حُرّم عليه أثناء الصلاة هو التسليم (قول: السلام عليكم ورحمة الله). فهي علامة انتهاء الصلاة رسميًا.


3. الدروس المستفادة منه:


1- أهمية الطهارة للصلاة: الحديث يرفع من شأن الطهارة ويجعلها الشرط الأساسي الأول لصحة الصلاة، فهي المفتاح. ولا يُتصور دخول في الصلاة بدونها.
2- بيان أركان الصلاة الأساسية: يحدد الحديث ثلاثة أركان عظيمة هي: الطهارة (شرط)، وتكبيرة الإحرام (ركن فعلي)، والتسليم (ركن فعلي). فمن تركها كلها أو بعضها لم تصح صلاته.
3- التعظيم والهيبة: يشير التشبيه إلى أن الصلاة حالة خاصة ومحظورة، لها دخول وخروج محددان، مما يغرس في قلب المصلي الهيبة والاحترام لهذا الفعل العظيم.
4- التركيز في الصلاة: أن تكبيرة الإحرام "تحرم" ما كان حلالاً، تذكير للمصلي بأن يدخل في الصلاة بقلب وجلٍ وخشوع، وينقطع عن كل ما يشغله عن مناجاة ربه.
5- اتباع السنة في الهيئة: الحديث دليل على مشروعية التكبير للدخول في الصلاة والتسليم للخروج منها، وعلى أن هذه الأفعال محددة وليست اختيارية.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من "الجوامع"، أي الكلمات القليلة الجامعة للمعاني الكثيرة، والتي أوتيها النبي صلى الله عليه وسلم.
- اتفق الفقهاء على أن الطهارة شرط لصحة الصلاة، وأن تكبيرة الإحرام ركن من أركانها لا تصح الصلاة إلا بها.
- ذهب جمهور العلماء (المالكية والشافعية والحنابلة) إلى أن التسليم ركن من أركان الصلاة، بينما ذهب الحنفية إلى أنه واجب وليس ركنًا. والراجح قول الجمهور لأدلة منها هذا الحديث.
- يستفاد من الحديث أيضًا أهمية النطق بالتكبير والتسليم، فلا يكفي مجرد النية.
أسأل الله تعالى أن يتقبل منا الصلاة والأعمال، وأن يجعلنا من المحافظين على الطهارة والصلاة بخشوعها وآدابها.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٦١) والترمذي (٣) وابن ماجه (٢٧٥) كلهم من طريق سفيان، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن محمد ابن الحنفية، عن علي بن أبي طالب، فذكره.
قال الأعظمي: إسناده حسن للكلام في عبد الله بن محمد بن عقيل، غير أنه حسين الحديث.
قال النووي في «المجموع» (٣/ ٢٨٩): «رواه أبو داود والترمذي وغيرهما بإسناد صحيح» وقال الحافظ في «التلخيص» (١/ ٢١٦): «وصحّحه الحاكم وابن السكن».
قال الترمذي: هذا الحديث أصحّ شيء في هذا الباب وأحسن، وعبد الله بن محمد بن عقيل هو صدوق، وقد تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه، قال: سمعت محمد بن إسماعيل يقول: كان أحمد بن حنبل وإسحاق بن إبراهيم والحميدي يحتجون بحديث عبد الله بن محمد بن عقيل، قال محمد (البخاري): وهو مقارب الحديث. انتهى كلام الترمذي.
ومحمد ابن الحنفية هو: محمد بن علي بن أبي طالب، نسب إلى أمه: خولة بنت جعفر الحنفية، من بني حنيفة.
ثم قال الترمذي في كتاب الصلاة، باب ما جاء في تحريم الصلاة وتحليلها (٢٣٨) بعد أن روى حديث أبي سعيد الخدري: «حديث علي بن أبي طالب في هذا أجود إسنادًا وأصحّ من حديث أبي سعيد، وقد كتبناه في أول كتاب الوضوء».
وقال عن حديث أبي سعيد: «حديثٌ حسن صحيح» انتهى.
والصواب أن حديث أبي سعيد ضعيف؛ فقد أخرجه هو في الموضع المشار إليه أعلاه، وابن ماجه (٢٧٦) كلاهما من طريق أبي سفيان طريف بن شهاب، عن أبي نَضْرة، عن أبي سعيد مرفوعًا، ولفظه: مفتاح الصلاة الطهور، وتحريمها التكبير، وتحليلها التسليم«، وزاد الترمذي: «ولا صلاة لمن لم يقرأ بالحمد وسورةٍ في فريضة أو غيرها».
وأبو سفيان طريف بن شهاب السعدي ضعيف؛ فقد ضعّفه ابن معين وأبو حاتم، وقال البخاري: ليس بالقوي. وقال أبو داود: ليس بشيء. وقال النسائي: متروك الحديث.
وأما ما رواه الحاكم (١/ ١٣٢) من طريق سعيد بن مسروق الثوري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد به مثله وقال: «صحيح الإسناد على شرط مسلم«فيبدو أنه وقع خطأ في الطباعة، لأنه يقول عقبه: وشواهده عن أبي سفيان عن أبي نضرة كثيرة. فقد رواه أبو حنيفة وحمزة الزيات وأبو مالك النخعي وغيرهم عن أبي سفيان» ولم يسبق ذكر أبي سفيان أصلًا. فذكر سعيد بن مسروق الثوري خطأ من الناسخ أو من الطابع وإنما هو أبو سفيان، وكون الذهبي ذكر في تلخيصه أيضًا سعيد بن مسروق فإما أن يكون هو الآخر من وهم لوجوده في نسخة الحاكم هكذا، أو أن المصححين أثبتوه ليكون موافقًا لما في الأصل. وممن أخرج حديث أبي سعيد من طريق أبي سفيان المذكور الدارقطني (١/ ٣٥٩) من شيوخ الحاكم إلَّا أنه لم يذكر الواسطة بينه وبين أبي سعيد وهو أبو نضرة. وأما الزيلعي فتجاهل ذكر سعيد بن مسروق أو أبي سفيان وإنما نقل قول الحاكم: «وحديث عبد الله بن عقيل عن ابن الحنفية عن علي أشهر إسنادًا، لكن الشيخين أعرضا عن ابن عقيل أصلًا» وهذا يدل على أن الطريق الذي رواه الحاكم هو الذي فيه أبو سفيان، ولو كان سعيد بن مسروق لجعله متابعًا له، وقوَّى أمره، والحمد لله على توفيقه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 9 من أصل 155 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: مفتاح الصلاة الطهور وتحريمها التكبير وتحليلها التسليم

  • 📜 حديث: مفتاح الصلاة الطهور وتحريمها التكبير وتحليلها التسليم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: مفتاح الصلاة الطهور وتحريمها التكبير وتحليلها التسليم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: مفتاح الصلاة الطهور وتحريمها التكبير وتحليلها التسليم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: مفتاح الصلاة الطهور وتحريمها التكبير وتحليلها التسليم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب