كيف الطهور؟ فدعا بماء في إناء فغسل كفيه ثلاثًا

حديث: كيف الطهور؟ فدعا بماء في إناء فغسل كفيه ثلاثًا

عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه أن رجلًا أتى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله! كيف الطُّهور؟ فدعا بماءٍ في إناءٍ، فغسل كفيه ثلاثًا، ثم غسل وجهه ثلاثًا، ثم غسل ذراعيه ثلاثًا، ثم مسح برأسه؛ فأدخل إصبَعَيه السباحتين في أذنيه، ومسح بإبهاميه على ظاهر أذنيه، وبالسباحتين باطن أذنيه، ثم غسل رجليه ثلاثًا ثلاثًا، ثم قال: «هكذا الوضوء؛ فمن زاد على هذا أو نقص فقد أساء وظلم»، أو «ظلم وأساء».

حسن: رواه أبو داود (١٣٥) واللفظ له، والنسائي (١٤٠) وابن ماجه (٤٢٢) كلاهما مُختصرًا بلفظ: فأراه الوضوء ثلاثًا ثلاثًا، ثم قال: «هكذا الوضوء؛ فمن زاد على هذا فقد أساء وتعدى وظلم».

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يزيدنا وإياك فهماً لشرع الله. هذا الحديث العظيم الذي سألت عنه يوضح صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم، وهو من الأحاديث الأساسية في باب الطهارة. وإليك الشرح المفصل:

أولاً. شرح المفردات:

● الطُّهور: هنا بمعنى الوضوء، وهو الغسل والمسح على أعضاء مخصوصة بنية رفع الحدث.
● دعا بماء في إناء: طلب أن يُحضَر له ماء في وعاء.
● السباحتين: هما الإصبعان اللتان تليان الإبهام، وهما السبابة في اليد اليمنى واليسرى.
● ظلم وأساء: الظلم هنا مجاوزة الحد المشروع، والإساءة التقصير فيه أو فعل شيء على غير الوجه المطلوب.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:

يخبرنا الحديث أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن كيفية الوضوء الصحيحة، فلم يقتصر النبي على الشرح النظري فقط، بل بيَّنها عملياً لتكون أوضح وأبلغ في التعليم. فقام صلى الله عليه وسلم بتوضيح خطوات الوضوء مرتبةً، مبتدئاً بغسل الكفين، ثم الوجه، ثم الذراعين، ثم مسح الرأس والأذنين، ثم غسل الرجلين، وكرر الغسل في معظم الأعضاء ثلاث مرات. ثم ختم byبيانه بتأكيد أن هذه هي الصفة الكاملة للوضوء، وأن الزيادة عليها أو النقصان منها أمر مذموم.

ثالثاً. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:

1- التعليم بالعمل: من أساليب النبي صلى الله عليه وسلم التعليمية أنه كان يشرح بالأفعال كما يشرح بالأقوال، لأن ذلك أوقع في النفس وأبلغ في الفهم. وهذا من كمال رحمته صلى الله عليه وسلم وحرصه على بيان الشرع لأمته.
2- صفة الوضوء الكاملة: الحديث يحدد العدد المستحب في الغسل، وهو ثلاث مرات لكل عضو، إلا مسح الرأس والأذنين فلا يكرر المسح فيهما على المشهور عند العلماء. وهذا العدد هو أكمل صفة للوضوء.
3- حكم مسح الأذنين: بين الحديث أن الأذنين تُمسحان مع الرأس، وليستا من الأعضاء التي تغسل. وقد اختلف العلماء في حكمهما:
● القول الراجح: أنهما جزء من الرأس، فمسحهما واجب في الوضوء، لأنهما من الرأس كما دل عليه الحديث.
- وذهب آخرون إلى أنهما سنة وليسا واجبين.
4- كيفية مسح الأذنين: بين الحديث كيفية المسح بدقة:
- يُدخل السبابتين (اللتان تليان الإبهام) في صماخي الأذنين (داخلهما).
- يمسح ظاهر الأذنين بالإبهامين.
- فهذا المسح شامل للداخل والخارج.
5- تحريم الغلو والتفريط: قوله صلى الله عليه وسلم: «فمن زاد على هذا أو نقص فقد أساء وظلم» تحذير من أمرين عظيمين:
● الزيادة: مثل الغسل أكثر من ثلاث مرات، وهو من التنطع والغلو الذي نهى عنه الشرع. فالإسراف في الماء والمبالغة في العدد مخالف للهدي النبوي.
● النقصان: مثل ترك غسل عضو كامل، أو الغسل أقل من ثلاث مع القدرة، أو ترك مسح الأذنين على القول بوجوبهما. وهذا تفريط في أمر الله.
6- الاقتصاد في الماء: التوقيت على العدد المشروع (ثلاثاً) يدل على الأمر بالاقتصاد في استعمال الماء وعدم الإسراف، حتى في العبادة.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:

● حكم الزيادة على الثلاث: ذهب جمهور العلماء (الحنفية والشافعية والحنابلة) إلى أن الزيادة على الثلاث في الوضوء مكروهة كراهة تحريم، لأنها مخالفة للهدي النبوي الصريح. بل ذهب بعض العلماء إلى بطلان الوضوء إذا زاد عمداً، لكن الراجح أن الوضوء صحيح مع الإثم بسبب هذه الزيادة.
● حكم النقص عن الثلاث: الوضوء صحيح إذا غسل العضو مرة واحدة أو مرتين، لأن ذلك يحقق الأمر القرآني بالغسل. ولكن ترك السنة والإتيان بالوضوء على غير الصفة الكاملة التي يحبها الله ورسوله.
● مكانة الحديث: هذا الحديث أصل من أصول أحكام الطهارة، ويعتمد عليه الفقهاء alongside الأحاديث الأخرى في استنباط كيفيات الوضوء وفرائضه وسننه.
أسأل الله تعالى أن يرزقنا الفقه في الدين، والاتباع الكامل لسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وأن يتقبل منا صالح الأعمال.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١٣٥) واللفظ له، والنسائي (١٤٠) وابن ماجه (٤٢٢) كلاهما مُختصرًا بلفظ: فأراه الوضوء ثلاثًا ثلاثًا، ثم قال: «هكذا الوضوء؛ فمن زاد على هذا فقد أساء وتعدى وظلم».
كلهم من طريق موسى بن أبي عائشة، عن عمرو بن شعيب به.
وإسناده حسن؛ لأجل عمرو؛ فإنه صدوق.
قوله: «فمن زاد على هذا ...» أي: العدد، كذا بوّب ابن خزيمة (١٧٤) قائلًا: باب التغليظ في غسل أعضاء الوضوء أكثر من ثلاث، والدليل على أن فاعله مسيء ظالم، أو متعدٍ ظالم. ثم ذكر الحديث.
وإلَّا فقد ثبت من حديث أبي هريرة الغسل إلى المنكبين والساقين في حديث الغر المحجلين.
وأما ما ورد في رواية أبي داود: (أو نقص) - وقد تفرد بهذه الزيادة - فهو منكر؛ لجواز الوضوء مرة مرة، ومرتين مرتين.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 42 من أصل 155 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كيف الطهور؟ فدعا بماء في إناء فغسل كفيه ثلاثًا

📜 حديث: كيف الطهور؟ فدعا بماء في إناء فغسل كفيه ثلاثًا

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: كيف الطهور؟ فدعا بماء في إناء فغسل كفيه ثلاثًا

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: كيف الطهور؟ فدعا بماء في إناء فغسل كفيه ثلاثًا

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: كيف الطهور؟ فدعا بماء في إناء فغسل كفيه ثلاثًا

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية