حديث: توضأ النبي فمضمض واستنشق ثلاثًا وغسل وجهه ويديه ثلاثًا.

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في صفة وضوء النبي ﷺ -

عن أبي هريرة، أن النبي ﷺ توضأ، فمضمض ثلاثًا، واستنشق ثلاثًا، وغسل وجهه ثلاثًا، وغسل يديه ثلاثًا، ومسح برأسه، ووضَّأَ قدَميه.

حسن: رواه الإمام أحمد (٨٥٧٧) والطبراني في الأوسط - «مجمع البحرين» كلاهما عن همام، عن عامر - يعني الأحول، عن عطاء، عن أبي هريرة فذكر الحديث.

عن أبي هريرة، أن النبي ﷺ توضأ، فمضمض ثلاثًا، واستنشق ثلاثًا، وغسل وجهه ثلاثًا، وغسل يديه ثلاثًا، ومسح برأسه، ووضَّأَ قدَميه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد،
فحديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي ذكرتَه هو جزء من حديث طويل في صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم، وهو حديث عظيم يُبيّن هدي النبي الكريم في الطهارة التي هي مفتاح الصلاة. وهاك الشرح المفصل له:

نص الحديث:


عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ، فمضمض ثلاثًا، واستنشق ثلاثًا، وغسل وجهه ثلاثًا، وغسل يديه ثلاثًا، ومسح برأسه، ووضَّأَ قدَميه.
(أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما)


1. شرح المفردات:


* تَوَضَّأَ: ابتدأ فعل الوضوء، وهو غسل أعضاء مخصوصة بنية رفع الحدث.
* مَضْمَضَ: أدخل الماء في فمه ثم حركه وأخرجه. والمضمضة: هي تنظيف الفم.
* اسْتَنْشَقَ: أدخل الماء في أنفه ثم استنثره (أخرجه). والاستنشاق: هو تنظيف الأنف.
* وَضَّأَ قَدَمَيْهِ: غسلهما. وفي روايات أخرى صريحة: "غَسَلَ رِجْلَيْهِ ثَلَاثًا"، مما يوضح أن المراد هو الغسل وليس المسح، إلا لمن عليه جوربان أو خفان.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يصف لنا أبو هريرة رضي الله عنه، وهو من أكثر الصحابة رواية للحديث، كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم أدى وضوءه بتأنٍ وطمأنينة، فغسل كل عضو من أعضاء الوضوء المعروفة ثلاث مرات باستثناء الرأس الذي مسحه مرة واحدة (أو كما ورد في بعض الأحاديث أن مسح الرأس كان مرة واحدة ولم يكرره ثلاثًا)، مؤكدًا على أن الغسل يكون ثلاثًا ثلاثًا، مما يدل على الاستيعاب والتنظيف الكامل للمواضع التي يجب غسلها.


3. الدروس المستفادة والفقه فيه:


1- بيان صفة الوضوء الكامل: يبين الحديث الهيئة المثلى للوضوء، وهي التي كان يحافظ عليها النبي صلى الله عليه وسلم في غالب أحواله، وهي الغسل ثلاثًا ثلاثًا.
2- التثليث في الغسل هو السنة: الغسل ثلاث مرات لكل عضو (الفم، الأنف، الوجه، اليدين، الرجلين) هو السنة المستحبة. ويجوز الغسل مرة مرة أو مرتين مرتين، ولكن الثلاث أفضل وأكمل، كما جاء في أحاديث أخرى.
3- المضمضة والاستنشاق من الوضوء: وهما من واجبات الوضوء عند جمهور العلماء (الحنفية والمالكية والحنابلة)، وقال الشافعية هما سنتان مؤكدتان. وهما داخلان في قوله تعالى: (فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ) لأنهما مندرجان تحت الوجه.
4- المسح على الرأس: المسح على الرأس يختلف عن الغسل، وفعله النبي صلى الله عليه وسلم مرة واحدة، ولم يكرره ثلاثًا في الصحيح، وهذا هو السنة.
5- غسل الرجلين وليس مسحهما: لفظ "وَضَّأَ قَدَمَيْهِ" يعني غسلهما، وهو ما يؤكده حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه في الصحيحين الذي قال في آخره: "مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَينِ...". وفيه "ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ". وهذا رد قوي على من يقول بمسح الرجلين من الخفين من غير وجود خفٍ أصلاً.
6- الترتيب والموالاة: الحديث يوضح الترتيب بين أعضاء الوضوء (البدء بالمضمضة والاستنشاق، ثم الوجه، ثم اليدين، ثم المسح على الرأس، ثم غسل الرجلين). والموالاة (أي متابعة غسل الأعضاء دون فصل طويل بينها) مستفادة من وصف فعل النبي المتتابع.
7- التأني وإسباغ الوضوء: التكرار ثلاث مرات يدل على الإسباغ (أي إكمال الوضوء وإبلاغه)، والاهتمام بتنظيف هذه الأعضاء التي هي مواضع الظهور للناس وللعبادة.


4. معلومات إضافية مفيدة:


* هذا الحديث هو أصل في باب صفة الوضوء، ويُستدل به على مشروعية التثليث.
* يجمع العلماء بين هذا الحديث والأحاديث التي فيها الغسل مرتين أو مرة بأن التثليث هو الأكمل، والتخيير بين مرة ومرتين وثلاث وارد، ولكن لا يزيد على ثلاث كما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الغلو.
* يستحب أن يقول المسلم بعد فراغه من وضوئه: "أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله" كما ورد في الحديث الصحيح.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٨٥٧٧) والطبراني في الأوسط - «مجمع البحرين» كلاهما عن همام، عن عامر - يعني الأحول، عن عطاء، عن أبي هريرة فذكر الحديث.
قال الهيثمي في المجمع (١/ ٢٣٠): رواه الطبراني في الأوسط بإسناد، رجاله رجال الصحيح.
قال الأعظمي: وهو كما قال غير عامر وهو: ابن عبد الواحد الأحول البصري وهو وإن كان من رجال مسلم إلَّا أنه اختلف فيه فقال أبو حاتم: ثقة لا بأس به، وقال ابن عدي: لا أرى برواياته بأسًا، وذكره ابن حبان في الثقات. وقال الإمام أحمد: ليس حديثه بشيء، وقال النسائي: ليس بالقوى. والخلاصة فيه كما قال الحافظ: «صدوق يخطئ».
فالظاهر فيه أنه لم يخطئ في رواية هذا الحديث لموافقة الثقات له ولتواتر الرواية بأن النبي ﷺ توضأ ثلاثًا ثلاثًا كما مضى، ورواه ابن ماجه (٤١٥) مجملًا بأن النبي ﷺ توضأ ثلاثًا ثلاثًا. رواه عن أبي كُريب، قال: حدَّثنا خالد بن حيَّان، عن سالم أبي المهاجر، عن ميمون بن مهران، عن عائشة وأبي هريرة أن النبي ﷺ توضأ ثلاثًا ثلاثًا. ومن هذا الطريق رواه أيضًا أبو يعلى في مسنده (٤٦٧٦ تحقيق الأثرى).
ورجاله ثقات غير خالد بن حيَّان وهو: الرقي فوثَّقه ابن معين. وقال أحمد: لا بأس به، وقال النسائي: ليس به بأس. وقال ابن سعد: كان ثقة ثبتًا. فهو لا ينزل عن مرتبة «صدوق» ولكن جعله الحافظ في مرتبة «صدوق يخطئ».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 52 من أصل 155 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: توضأ النبي فمضمض واستنشق ثلاثًا وغسل وجهه ويديه ثلاثًا.

  • 📜 حديث: توضأ النبي فمضمض واستنشق ثلاثًا وغسل وجهه ويديه ثلاثًا.

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: توضأ النبي فمضمض واستنشق ثلاثًا وغسل وجهه ويديه ثلاثًا.

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: توضأ النبي فمضمض واستنشق ثلاثًا وغسل وجهه ويديه ثلاثًا.

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: توضأ النبي فمضمض واستنشق ثلاثًا وغسل وجهه ويديه ثلاثًا.

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب