حديث: أهل الجنة الضعفاء المغلوبون وأهل النار كل جعظري جواظ مستكبر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب يدخل الضعفاء الجنة والجبارون النار

عن سراقة بن مالك بن جعشم المدلجي، أن رسول اللَّه ﷺ قال: «يا سراقة! ألا أخبرك بأهل الجنة وأهل النار» فقال: بلى يا رسول اللَّه! فقال: «أما أهل النار فكل جعظري جواظ مستكبر، وأما أهل الجنة فالضعفاء المغلوبون».

حسن: رواه الطبراني في الكبير (٧/ ١٥٢)، والحاكم (٣/ ٦١٩) كلاهما من طريق عبد اللَّه بن صالح-، ورواه أيضًا الحاكم (١/ ٦٠، ٦١) من طريق زيد بن الحباب-، كلاهما (عبد اللَّه بن صالح، وزيد بن الحباب) عن موسى بن علي بن رباح اللخمي، عن أبيه، عن سراقة بن مالك بن جعشم المدلجي، فذكره.

عن سراقة بن مالك بن جعشم المدلجي، أن رسول اللَّه ﷺ قال: «يا سراقة! ألا أخبرك بأهل الجنة وأهل النار» فقال: بلى يا رسول اللَّه! فقال: «أما أهل النار فكل جعظري جواظ مستكبر، وأما أهل الجنة فالضعفاء المغلوبون».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، يبين فيه صفات فريقين متقابلين: أهل الجنة وأهل النار، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً بإذن الله.
### أولاً. نص الحديث ومصدره
● الراوي: سراقة بن مالك بن جعشم المدلجي رضي الله عنه، وهو صحابي جليل، كان فارساً شجاعاً، وأسلم بعد أن طلب النبي صلى الله عليه وسلم في الهجرة، ثم أصبح من المحبين للنبي والمؤمنين به.
● المصدر: رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام البخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني.

### ثانياً. شرح المفردات
1- جَعْظَرِيّ:形容 الشخص الغليظ الفظ، القاسي القلب، السيء الخلق، الذي لا يراعي مشاعر الآخرين، ويكثر التشدق والغضب.
2- جَوَّاظ: مشتق من الجَزْع، وهو القصير السمين الممتلئ بدنًا. ويُقصد به هنا الشخص الجشع الطماع، الذي يجمع المال ولا ينفقه في الحق، ويكنز ولا يؤدي حق الله فيه.
3- مستكبر: الذي يتعاظم على الناس ويتكبر عليهم، ويحتقرهم ولا يرى لهم حقاً، وهو التكبر على الخلق والاستكبار عن طاعة الله.
4- الضعفاء المغلوبون: هم الذين لا منعة لهم في الدنيا، لا بحسب ولا نسب ولا مال ولا قوة. وهم المستضعفون الذين لا يستطيعون دفع الأذى عن أنفسهم، ولكن قلوبهم سليمة متواضعة لله.

### ثالثاً. شرح الحديث
يوجه النبي صلى الله عليه وسلم خطابه لسراقة رضي الله عنه بسؤال استنكار وتشويق: «ألا أخبرك بأهل الجنة وأهل النار؟»، فيجيب سراقة بالموافقة والرغبة في العلم.
فيفصل النبي صلى الله عليه وسلم الصفتين:
1- صفة أهل النار: «كُلُّ جَعْظَرِيٍّ جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ»
- هذه ثلاثة أوصاف ذميمة تجتمع في القلب والخلق والمال:
● جَعْظَرِيّ: سوء الخلق والفظاظة مع الناس.
● جَوَّاظ: الطمع والبخل وحرص الدنيا.
● مستكبر: الترفع والتكبر على عباد الله والحيدة عن طاعته.
- فهذا الشخص متمرد على الله بقلبه (بالكبر)، وعلى خلقه بلسانه وسلوكه (بالفظاظة)، وعلى ماله (بالجشع والبخل). هذه الصفات هي من أقوى أسباب دخول النار، لأنها تناقض أساس الإيمان وهو التوحيد والتواضع لله ولخلقه.
2- صفة أهل الجنة: «الضُّعَفَاءُ الْمُغْلَبُونَ»
- هؤلاء هم عكس الفئة الأولى تماماً. ليس لديهم قوة دنيوية (مال، جاه، سلطان) تمكنهم من الدفاع عن أنفسهم، ولكنهم في المقابل:
- قلوبهم سليمة من الكبر والحقد.
- أخلاقهم لينة مع الناس.
- لا طمع لهم في الدنيا ولا بخل عليهم.
- ضعفهم الدنيوي لم يمنعهم من الإيمان والتوكل على الله، بل often يكون إيمانهم أصفى لعدم التعلق بالدنيا. قال تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ * الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة: 45-46].

### رابعاً. الدروس المستفادة والعبر
1- التحذير من مساوئ الأخلاق: الحديث تحذير صريح من ثلاث صفات قاتلة: سوء الخلق (الفظاظة)، وحب الدنيا (الطمع والبخل)، والتكبر. وهي من المهلكات.
2- الترغيب في التواضع: طريق الجنة هو التواضع لله ولعباده، وعدم التعلق بالدنيا، والرقة في المعاملة.
3- معيار التفاضل عند الله: ليس التفاضل بالمال أو الجاه أو القوة البدنية، ولكن بالتقوى وحسن الخلق. قد يكون أفقر الناس وأضعفهم أعلى درجة عند الله يوم القيامة.
4- الدنيا دار اختبار: القوة والغنى اختبار، والضعف والفقر اختبار آخر. فالمؤمن ينظر إلى حقيقة نفسه وأخلاقه، لا إلى ما في يده من متاع الدنيا.
5- الموازنة بين الحقوق: ليس في الإسلام ذم للغنى أو القوة بذاتها، بل الذم هو في سوء استخدامها بالبخل والكبر. فالكريم الشكور المتواضع الغني خير من الفقير البخيل المتكبر.


خامساً:

خلاصة
يضع النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ميزاناً واضحاً:
● النار مصير من جمع بين قسوة القلب (جَعْظَرِيّ)، وحرص الدنيا (جَوَّاظ)، والتعالي على الخلق (مستكبر).
● الجنة مصير المتواضعين المنكسري القلوب لله، الذين لا غلبة لهم في الدنيا ولكن غلبتهم بإيمانهم وتوكلهم.
نسأل الله أن يجنبنا صفات أهل النار، ويلحقنا بصفات أهل الجنة، وأن يرزقنا قلوباً سليمة متواضعة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبراني في الكبير (٧/ ١٥٢)، والحاكم (٣/ ٦١٩) كلاهما من طريق عبد اللَّه بن صالح-، ورواه أيضًا الحاكم (١/ ٦٠، ٦١) من طريق زيد بن الحباب-، كلاهما (عبد اللَّه بن صالح، وزيد بن الحباب) عن موسى بن علي بن رباح اللخمي، عن أبيه، عن سراقة بن مالك بن جعشم المدلجي، فذكره.
وإسناده حسن من أجل زيد بن الحباب؛ فإنه حسن الحديث، وقد توبع.
ورواه أحمد (١٧٥٨٥) عن عبد اللَّه بن يزيد المقرئ، عن موسى بن علي بإسناده فقال: بلغني عن سراقة بن ملك، فذكره.
والقول قول من رواه متصلا، فإن علي بن رباح قد ثبت سماعه من سراقة بن مالك.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 282 من أصل 286 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أهل الجنة الضعفاء المغلوبون وأهل النار كل جعظري جواظ مستكبر

  • 📜 حديث: أهل الجنة الضعفاء المغلوبون وأهل النار كل جعظري جواظ مستكبر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أهل الجنة الضعفاء المغلوبون وأهل النار كل جعظري جواظ مستكبر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أهل الجنة الضعفاء المغلوبون وأهل النار كل جعظري جواظ مستكبر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أهل الجنة الضعفاء المغلوبون وأهل النار كل جعظري جواظ مستكبر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب