حديث: أهل الجنة هم الضعفاء المظلومون

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب يدخل الضعفاء الجنة والجبارون النار

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «ألا أنبئكم بأهل الجنة؟ هم الضعفاء المظلومون، ألا أنبئكم بأهل النار؟ كل شديد جعظري».

حسن: رواه أحمد (٨٨٢١) عن يحيى بن إسحاق قال: أخبرنا البراء بن عبد اللَّه، عن عبد اللَّه ابن شقيق، عن أبي هريرة، قال: فذكره.

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «ألا أنبئكم بأهل الجنة؟ هم الضعفاء المظلومون، ألا أنبئكم بأهل النار؟ كل شديد جعظري».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم رواه الإمام مسلم في صحيحه، وفيه يبين النبي صلى الله عليه وسلم صفة فريقين متقابلين: فريق أهل الجنة وفريق أهل النار، على سبيل الإجمال والوصف لا على سبيل الحصر.

أولاً. شرح المفردات:


● ألا أنبئكم: ألا أخبركم.
● الضعفاء: جمع ضعيف، وهم هنا الذين لا قوة لهم في الدنيا ولا منعة، كالفقراء والمساكين.
● المظلومون: الذين تُنتهك حقوقهم ويُعتدى عليهم.
● شديد: المتكبر المتعالي على الناس.
● جعظري: صيغة مبالغة من "الجَعْظَر"، وهو الشخص الغليظ الشديد، المتكبر المتعاظم في مشيته وكلامه ومعاملته، الذي لا يُراعي مشاعر الآخرين.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن صفة نمطين من الناس:
1- أهل الجنة: الضعفاء المظلومون
- ليس المقصود أن كل ضعيف مظلوم يدخل الجنة بلا عمل، بل المقصود أن هذه الصفة غالباً ما تلازم من يكونون من أهل الإيمان والتواضع والخضوع لله.
- هؤلاء "الضعفاء" ضعفهم في الدنيا من حيث الجاه والمال والقوة البدنية، ولكنهم أقوياء بالإيمان واليقين. وهم "المظلومون" الذين يصبرون على أذى الناس ولا ينتقمون لأنفسهم، بل يفوّضون أمرهم إلى الله، وهذا من أسباب علوّ منزلتهم عند الله.
- في مواطن أخرى يبين النبي صلى الله عليه وسلم أن كثرة أموال الناس وقوتهم ليست ميزان الكرامة عند الله، بل التقوى والإيمان.
2- أهل النار: كل شديد جعظري
- "شديد" في بطشه وتجبره وتعاظمه على خلق الله.
- "جعظري" في غلظته وقسوة قلبه وتكبره، الذي يمشي في الأرض مرحاً متعجرفاً، لا يعرف للضعفاء حقاً ولا للمساكين قدراً.
- هذا الوصف ينطبق على الطغاة والمتجبرين في الأرض، الذين يستخدمون قوتهم للظلم والبطش، ويحقرون من هم دونهم.
- هذا التكبر والجبروت غالباً ما يصدر عن قلب خالٍ من الإيمان الصحيح، أو فيه نقص كبير، لأن الإيمان يردع صاحبه عن الكبر والظلم.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- أن القيمة الحقيقية للإنسان عند الله ليست بقوته البدنية أو جاهه أو ماله، بل بتقواه وتواضعه وإيمانه. فكم من ضعيف حقيقي في الدنيا هو عند الله من أعلى الناس منزلة.
2- ذم الكبر والجبروت والعنف، وأن هذه الصفات من صفات أهل النار، وهي من المهلكات.
3- الحث على التواضع ولين الجانب وعدم احتقار الآخرين، مهما كان وضعهم الاجتماعي أو المادي.
4- الصبر على الظلم وعدم الرد بالمثل، بل بالحلم والتسامح واللجوء إلى الله، فهذا من أسباب الفوز في الآخرة.
5- التحذير من الظلم بشتى أنواعه، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة.
6- الحديث لا يعني الحكم على شخص بعينه بأنه من أهل الجنة أو النار، فهذا إلى الله تعالى، ولكنه يبين صفات غالبية كل فريق.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث جزء من مجموعة أحاديث يبين فيها النبي صلى الله عليه وسلم أن الكثير من أهل الدنيا وأصحاب الجاه والمال سيكونون في الدركات الأسفل من النار، وأن الكثير من فقراء المسلمين والمستضعفين سيكونون في أعلى الدرجات في الجنة، كما في الحديث: «إني اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء، واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء» (رواه البخاري ومسلم).
- التواضع من أخلاق الأنبياء والمرسلين، وكان نبينا صلى الله عليه وسلم أكمل الناس تواضعاً وأبعدهم عن الكبر.
نسأل الله أن يجعلنا من المتواضعين لأهل الإيمان، المعظمين لحرمات الله، وأن يقينا صفات المتكبرين الجبارين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٨٨٢١) عن يحيى بن إسحاق قال: أخبرنا البراء بن عبد اللَّه، عن عبد اللَّه ابن شقيق، عن أبي هريرة، قال: فذكره.
وفي الإسناد البراء بن عبد اللَّه وهو ضعيف.
ورواه أبو يعلى (٦١٢٧)، والطبراني في الأوسط (٤٢٧٥)، والبيهقي في شعب الإيمان (٧٨٢٦) كلهم من طريق إسرائيل، عن أبي يحيى القتات، عن مجاهد، عن أبي هريرة، نحوه. وفي الإسناد أبو يحيى القتات، وهو ضعيف.
والإسنادان يعضد أحدهما الآخر.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 283 من أصل 286 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أهل الجنة هم الضعفاء المظلومون

  • 📜 حديث: أهل الجنة هم الضعفاء المظلومون

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أهل الجنة هم الضعفاء المظلومون

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أهل الجنة هم الضعفاء المظلومون

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أهل الجنة هم الضعفاء المظلومون

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب