حديث: أهل الجنة كل ضعيف متضعف، وأهل النار كل جعظري جواظ
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب يدخل الضعفاء الجنة والجبارون النار
أهل النار، فكل جعظري جواظ جماع مناع ذي تبع».
حسن: رواه أحمد (١٢٤٧٦) عن حسن -وهو ابن موسى الأشيب-، حدّثنا ابن لهيعة، عن أبي النضر، عن أنس بن مالك، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام مسلم في صحيحه، وغيره، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وهو حديث يضع معايير مغايرة تماماً لما اعتاده الناس في تقييم الآخرين، فيكشف عن حقيقة القلوب والأخلاق التي ترضي الله تعالى أو تغضبه.
أولاً. شرح المفردات:
● ضعيف متضعف: الضعيف هنا ليس بالضرورة ضعف البدن، بل هو المتواضع الذي لا يرى لنفسه قيمة أو منزلة، والمتضعف هو الذي يتعمد التواضع ولا يتكبر.
● أشعث: هو من تبعثر شعره وتركه من غير تهذيب دائم، لانشغاله بأمور أهم من زينة الدنيا.
● ذي طمرين: الطمر هو الثوب البالي الخلق، و"ذي طمرين" يعني صاحب الثوبين الباليين، الفقير الذي لا يملك من حطام الدنيا شيئاً.
● جعظري: من "الجَعْظَرة" وهي الغلظة والفظاظة في الكلام والمعاملة، فكأنه من شدة غلظته ينفجر غيظاً.
● جواظ: هو الجموع المنوع، الشحيح البخيل، الذي يجمع المال ولا ينفقه في الحق.
● جماع مناع: هو الذي يجمع المال بشدة ثم يمنعه عن حق الله تعالى وحقوق العباد.
● ذي تبع: التبع هو التكبر والخيلاء، المشي بالكبر والخُيلاء.
ثانياً. شرح الحديث:
يبدأ النبي صلى الله عليه وسلم حديثه بسؤال استنفاري لجذب الانتباه: «أَلا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ وَأَهْلِ الْجَنَّةِ؟»، ثم يبين صفات كل فريق:
1- أهل الجنة: هم أولئك الذين:
● «كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعِّفٍ»: ليسوا من أصحاب المراكز والجاه في الدنيا، بل هم المستضعفون المتواضعون، الذين لا يطلبون الرفعة بين الناس.
● «أَشْعِثَ ذِي طِمْرَيْنِ»: لا همَّ لهم في زينة الدنيا ومظاهرها، فشعثهم ولباسهم البالي دليل على زهدهم وعدم اكتراثهم بمفاتن الحياة الدنيا.
● «لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ»: هذه أعلى درجات الثناء. بسبب صدق إيمانهم، وتوكلهم على الله، وخلوص نياتهم، أصبحوا ممن يستجاب دعاؤهم، حتى لو حلفوا على شيء لأبرهم الله قسمهم تحقيقاً لدعائهم، إكراماً لهم. وهذا منزلة عظيمة لا ينالها إلا الصالحون.
2- أهل النار: هم على النقيض تماماً، وهم أولئك الذين:
● «كُلُّ جَعْظَرِيٍّ»: قاسي القلب، فظٌّ في تعامله، غليظُ الطبع، لا يراعي مشاعر الآخرين.
● «جَوَّاظٍ»: بخيل شحيح، همُّه جمع المال من أي طريق كان.
● «جَمَّاعٍ مَنَّاعٍ»: يكدس الأموال ويجمعها ثم يبخل بها عن إنفاقها في سبيل الله، وعن مساعدة المحتاجين، وعن أداء الحقوق الواجبة.
● «ذِي تَبَعٍ»: متكبرٌ، مختالٌ في مشيته، يرى نفسه أعلى من الآخرين.
ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:
1- معيار القيمة الحقيقية: يقلب الحديث المعايير الدنيوية رأساً على عقب. فليس الغنى، أو الجاه، أو المظهر الخارجي هو ما يرفع العبد عند الله، بل التقوى والخلق المتواضع والقلب السليم.
2- ذم التكبر والفظاظة: الكبر والخُيلاء من أقصر الطرق إلى النار، كما أن التواضع من أعظم أبواب الجنة.
3- ذم البخل والشح: جمع المال مع منع الحقوق الواجبة فيه (كالصدقة والزكاة والنفقة على الأهل) صفة ذميمة تورد صاحبها المهالك.
4- الزهد في الدنيا: لا يعني الحديث ذم الغنى في ذاته، فقد كان من الصحابة الأغنياء، ولكن الذم هو للقلب المتعلق بالدنيا، المعرض عن الآخرة. فالفقراء الزاهدون المخلصون هم المقصودون هنا.
5- الترغيب في التواضع: التواضع لله ولخلقه من أعظم أسباب الفوز برضا الله ودخول الجنة.
6- قوة الإيمان وأثره: بلوغ درجة أن يُبرَّ الله قسم العبد هي ثمرة لإيمان صادق، ويقين قوي، وقلب مفعم بالتوحيد والعبودية الخالصة لله.
رابعاً. معلومات إضافية:
- هذا الحديث من الأحاديث التي تُعرف بـ "أحاديث الصفات"، وهو يصور نهاية الطريقين: طريق أهل الإيمان والتواضع، وطريق أهل الكبر والجحود.
- ينبغي للمسلم أن يتفحص نفسه دائماً: أي الصفتين أقرب إليه؟ وأن يجاهد نفسه على التخلي عن صفات أهل النار والتخلق بصفات أهل الجنة.
- ليس الفقر بذاته فضيلة، ولكن فضيلة الفقراء تكمن في صبرهم ورضاهم وقناعتهم وتوكلهم على الله. كما أن الغنى ليس نقمة إذا استُعمل في طاعة الله وشُكرت فيه النعمة.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل الجنة، ويباعد بيننا وبين صفات أهل النار، وأن يرزقنا قلوباً مخبتةً متواضعةً له.
وصلى الله على
تخريج الحديث
وفي الإسناد ابن لهيعة وفيه كلام معروف.
ورواه أبو يعلى (٣٩٨٧) عن زكريا بن يحيى، حدّثنا داود، عن علي بن زيد، عن أنس بن مالك، فذكر نحوه مختصرا.
وفي الإسناد علي بن زيد وهو ابن جدعان، وهو ضعيف أيضًا، ولكن بالإسنادين يرتقي الحديث إلى درجة الحسن.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 284 من أصل 286 حديثاً له شرح
- 237 دخلت امرأة النار في قطة حبستها
- 238 دخلت امرأة النار في هرة ربطتها، فلا هي أطعمتها، ولا...
- 239 امرأة تعذب في النار بسبب هرّة ربطتها
- 240 انكساف الشمس يوم موت إبراهيم ورؤية النار والجنة في الصلاة
- 241 عرضت علي الجنة حتى لو شئت لتعاطيت قطفا من قطوفها
- 242 أكثر أهل النار النساء يكفرن العشير والإحسان
- 243 يا معشر النساء! تصدقن فإنكن أكثر أهل جهنم يوم القيامة
- 244 يا معشر النساء تصدقن فإني أريتكن أكثر أهل النار
- 245 معنى تصدقن وأكثرن الاستغفار فإني رأيتكن أكثر أهل النار
- 246 تصدقن فإن أكثركن حطب جهنم
- 247 ما رأيت ناقصات عقل ودين أغلب للب الرجال منكن
- 248 النساء إذا أعطين لم يشكرن وإذا ابتلين لم يصبرن
- 249 هذا فكاكك من النار
- 250 لا يموت رجل مسلم إلا أدخل الله مكانه النار يهوديا...
- 251 يغفر اللَّه ذنوباً أمثال الجبال ويضعها على اليهود والنصارى
- 252 لكل امرئ منزلان: منزل في الجنة ومنزل في النار
- 253 لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع...
- 254 حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات
- 255 حجبت النار بالشهوات وحجبت الجنة بالمكاره
- 256 الجنة حفت بالمكاره والنار حفت بالشهوات
- 257 إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار
- 258 إذا كان رمضان فتحت أبواب الرحمة وغلقت أبواب جهنم
- 259 لا يدخل أحد الجنة إلا أري مقعده من النار
- 260 كل أهل النار يرى منزله من الجنة فيقول لو أن...
- 261 يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة فيصبغ...
- 262 الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله
- 263 من أحب أن يسأل عن شيء فليسأل عنه
- 264 حتى يضع رب العزة فيها قدمه فتنزوي جهنم
- 265 أتي بالموت حتى يجعل بين الجنة والنار، ثم يذبح
- 266 يا أهل الجنة لا موت ويا أهل النار لا موت
- 267 يؤتى بالموت كهيئة كبش أملح فيذبح ثم يقول يا أهل...
- 268 يقال لأهل الجنة: خلود لا موت، ولأهل النار خلود لا...
- 269 خلود لا موت لأهل الجنة والنار
- 270 يؤتى بالموت يوم القيامة فيوقف بين الجنة والنار فيذبح
- 271 ما الموجبتان؟
- 272 قمت على باب الجنة فكان عامة من دخلها المساكين
- 273 أكثر أهل الجنة الفقراء وأكثر أهل النار النساء
- 274 اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء
- 275 الجنة رحمتي أرحم بها من أشاء من عبادي
- 276 الجنة رحمتي والنار عذابي أصيب بك من أشاء
- 277 كل ضعيف متضعف لو أقسم على الله لأبره
- 278 الجنة رحمتي أرحم بك من أشاء والنار عذابي أعذب بك...
- 279 كل مال نحلته عبدا حلال
- 280 أهل النار كل جعظري جواظ مستكبر جماع مناع
- 281 ألا أدلكم على أهل الجنة؟ الضعفاء المتظلمون
- 282 أهل الجنة الضعفاء المغلوبون وأهل النار كل جعظري جواظ مستكبر
- 283 أهل الجنة هم الضعفاء المظلومون
- 284 أهل الجنة كل ضعيف متضعف، وأهل النار كل جعظري جواظ
- 285 من يحرم على النار أو تحرم عليه النار
- 286 فضل سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
معلومات عن حديث: أهل الجنة كل ضعيف متضعف، وأهل النار كل جعظري جواظ
📜 حديث: أهل الجنة كل ضعيف متضعف، وأهل النار كل جعظري جواظ
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أهل الجنة كل ضعيف متضعف، وأهل النار كل جعظري جواظ
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أهل الجنة كل ضعيف متضعف، وأهل النار كل جعظري جواظ
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أهل الجنة كل ضعيف متضعف، وأهل النار كل جعظري جواظ
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








