حديث: ألا أدلكم على أهل الجنة؟ الضعفاء المتظلمون

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب يدخل الضعفاء الجنة والجبارون النار

عن عبد اللَّه بن شقيق، عن رجل من أصحاب النبي ﷺ، عن النبي ﷺ قال: «ألا أدلكم على أهل الجنة؟»، قالوا: بلى، قال: «الضعفاء المتظلمون»، ثم قال: «ألا أدلكم على أهل النار؟»، قالوا: بلى، قال: «كل شديد جعظري».

صحيح: رواه أحمد (٢٣١٣١) عن محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن أبي بشر، عن عبد اللَّه ابن شقيق، فذكره.

عن عبد اللَّه بن شقيق، عن رجل من أصحاب النبي ﷺ، عن النبي ﷺ قال: «ألا أدلكم على أهل الجنة؟»، قالوا: بلى، قال: «الضعفاء المتظلمون»، ثم قال: «ألا أدلكم على أهل النار؟»، قالوا: بلى، قال: «كل شديد جعظري».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، يضع فيه معياراً قلبياً وأخلاقياً لدخول الجنة والنار، مختلفاً عن المعايير الدنيوية الزائلة.

الحديث بلفظه:


عن عبد اللَّه بن شقيق، عن رجل من أصحاب النبي ﷺ، عن النبي ﷺ قال: «ألا أدلكم على أهل الجنة؟»، قالوا: بلى، قال: «الضعفاء المتظلمون»، ثم قال: «ألا أدلكم على أهل النار؟»، قالوا: بلى، قال: «كل شديد جعظري».
راوي الحديث: عبد الله بن شقيق العقيلي، ثقة من كبار التابعين، وقد روى عن جماعة من الصحابة.


أولاً. شرح المفردات:


● الضعفاء: هنا ليس الضعف البدني أو المالي فقط، بل يشمل كل من لا حول له ولا قوة في المجتمع، ولا نفوذ له، ولا جاه، وهم المستضعفون الذين لا يتعالون على الناس.
● المتظلمون: الذين يُظلمون ولا يظلمون غيرهم، ويصبرون على ظلمهم، ولا يستطيعون ردعه أو الانتقام لأنفسهم، فيلجؤون إلى الله تعالى ويتوكلون عليه.
● شديد: المتكبر المتغطرس، القوي في بدنه أو منصبه أو ماله، الذي يستخدم قوته في الباطل والظلم والتجبر على الخلق.
● جعظري: صفة مشتقة من "الجَعْظَرُ" وهو الشديد الغليظ المتكبر. وقيل: هو الذي يمتلئ غيظاً وحقداً وغضباً، متصلب في عناده، متغطرس في مشيته وكلامه.


ثانياً. شرح الحديث:


يبدأ النبي صلى الله عليه وسلم بسؤال استنكاري ليجذب انتباه الصحابة، ثم يبين لهم صفة طائفتين:
1- أهل الجنة: "الضعفاء المتظلمون"
- هؤلاء هم الذين لا حول لهم في الدنيا، مغلوبون على أمرهم، مظلومون لا ينتصرون لأنفسهم، ولكن قلوبهم سليمة من الكبر والحقد، وصابرون محتسبون، متوكلون على الله حق التوكل. ضعفهم في الدنيا كان سبباً في إخلاصهم لله وعدم فتنتهم بالمال والسلطان، فكانوا أقرب إلى التقوى والعبادة. يقول الله تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} [البقرة: 45].
2- أهل النار: "كل شديد جعظري"
- هؤلاء هم الأقوياء المتكبرون في الأرض بغير الحق، المتغطرسون على عباد الله، الذين إذا قال أسمع، وإذا مشى أرهق، وإذا خاصم فجر. يستخدمون قوتهم وجاههم في الظلم والبطش والاستعلاء في الأرض. هذا الكبر والجبروت هو من أعظم أسباب دخول النار، كما قال صلى الله عليه وسلم: «لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ مَنْ في قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ» (رواه مسلم). والله تعالى يقول: {إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ} [النحل: 23].


ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- معيار القبول عند الله هو التقوى، لا القوة والجاه: الحديث يقلب المعايير الدنيوية رأساً على عقب. فالفئة التي يراها الناس ضعيفة ومهمشة هي المقربة عند الله، والفئة التي يخشاها الناس هي المبعدة عن رحمته.
2- ذم الكبر والاستعلاء: الكبر خلق ذميم يمنع من دخول الجنة، وهو من صفر إبليس لعنه الله، الذي امتنع عن السجود تكبراً.
3- فضل الصبر على الظلم: الصبر على الأذى وعدم القدرة على الانتصار، مع اللجوء إلى الله، من أسباب الفوز العظيم. يقول تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 155].
4- التحذير من الظلم واستغلال القوة: القوة والسلطان أمانة، فمن استخدمها في الظلم والتجبر على الناس، فقد خسر الدنيا والآخرة.
5- الترغيب في التواضع: التواضع لله ولخلقه من صفات عباد الله المرحومين. كان النبي صلى الله عليه وسلم وهو سيد الخلق أجمعين، متواضعاً لا يتكبر على أحد.


رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن حبان في صحيحه، والحاكم في المستدرك، وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
- المعنى ليس أن كل فقير أو ضعيف يدخل الجنة، وليس أن كل غني أو قوي يدخل النار، حاشا لله. بل المقصود من كانت هذه صفاته الغالبة. فكم من ضعيف فاجر، وكم من قوي شكور. ولكن الغالب أن القوة والغنى يفتنان، والضعف والفقر يصيران.
- ينبغي للمسلم أن يسعى لأن يكون قوياً في بدنه ودينه وأمته، ولكن تكون قوته لله وفي الله، لا للظلم والتجبر. كما قال تعالى: **{
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٣١٣١) عن محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن أبي بشر، عن عبد اللَّه ابن شقيق، فذكره.
وإسناده صحيح، وأبو بشر هو: جعفر بن إياس.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 281 من أصل 286 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ألا أدلكم على أهل الجنة؟ الضعفاء المتظلمون

  • 📜 حديث: ألا أدلكم على أهل الجنة؟ الضعفاء المتظلمون

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ألا أدلكم على أهل الجنة؟ الضعفاء المتظلمون

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ألا أدلكم على أهل الجنة؟ الضعفاء المتظلمون

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ألا أدلكم على أهل الجنة؟ الضعفاء المتظلمون

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب