حديث: كيف تصنع بلا إله إلّا اللَّه إذا جاءت يوم القيامة؟

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب تحريم قتل الكافر بعد أن قال: لا إله إلا اللَّه، وإن كان أوجع في المسلمين

عن جندب بن عبد اللَّه البجلي أنّه بعث إلى عسعس بن سلامة زمن فتنة ابن الزبير، فقال: اجمع لي نفرًا من إخوانك حتى أحدّثهم فبعث رسولا إليهم. فلما اجتمعوا جاء جندب وعليه برنُس أصفر فقال: تحدَّثُوا بما كنتم تحدثون به حتّى دار الحديث. فلما دار الحديثُ إليه، حسر البرنُسَ عن رأسه فقال: إني أتيتكم ولا أريد أن أخبركم عن نبيِّكم، إنّ رسول اللَّه ﷺ بعث بعثًا من المسلمين إلى قوم من المشركين وأنهم التقوا فكان رجل من المشركين إذا شاء أن يقصد إلى رجل من المسلمين قصد له فقتله، وإنّ رجلًا من المسلمين قصد غفلته -قال: وكنا نحدّث أنه أسامة بن زيد- فلما رفع عليه السيّف قال: لا إله إلّا اللَّه فقتله! فجاء البشير إلى النبيّ ﷺ فسأله فأخبره حتى أخبره خبر الرجل كيف صنع، فدعاه فسأله فقال: «لِمَ قتلتَه؟». قال: يا رسول اللَّه أوجع في المسلمين، وقتل فلانًا وفلانًا وسمّى له نفرًا، وإني حملت عليه. فلمّا رأى السّيف قال: لا إله إلّا اللَّه! قال رسول اللَّه ﷺ: «أقتلته؟» قال: نعم قال: فكيف تصنع بلا إله إلّا اللَّه إذا جاءت يوم القيامة؟ «قال يا رسول اللَّه، استغفرْ لي. قال: «وكيف تصنع بلا إله إلّا اللَّه إذا جاءت يوم القيامة؟ !». قال: فجعل لا يزيده على أن يقول: «كيف تصنع بلا إله إلّا اللَّه إذا جاءت يوم القيامة؟ !».

صحيح: رواه مسلم في الإيمان (٩٧) عن أحمد بن الحسن بن خراش، حدثنا عمرو بن عاصم، حدثنا معمر، قال: سمعتُ أبي يحدّث أنّ خالدًا الأثْبَجَ ابن أخي صفوان بن محرز، حدّث عن صفوان بن محرز، أنّه حدّث أن جندب بن عبد اللَّه بعث، فذكره.

عن جندب بن عبد اللَّه البجلي أنّه بعث إلى عسعس بن سلامة زمن فتنة ابن الزبير، فقال: اجمع لي نفرًا من إخوانك حتى أحدّثهم فبعث رسولا إليهم. فلما اجتمعوا جاء جندب وعليه برنُس أصفر فقال: تحدَّثُوا بما كنتم تحدثون به حتّى دار الحديث. فلما دار الحديثُ إليه، حسر البرنُسَ عن رأسه فقال: إني أتيتكم ولا أريد أن أخبركم عن نبيِّكم، إنّ رسول اللَّه ﷺ بعث بعثًا من المسلمين إلى قوم من المشركين وأنهم التقوا فكان رجل من المشركين إذا شاء أن يقصد إلى رجل من المسلمين قصد له فقتله، وإنّ رجلًا من المسلمين قصد غفلته -قال: وكنا نحدّث أنه أسامة بن زيد- فلما رفع عليه السيّف قال: لا إله إلّا اللَّه فقتله! فجاء البشير إلى النبيّ ﷺ فسأله فأخبره حتى أخبره خبر الرجل كيف صنع، فدعاه فسأله فقال: «لِمَ قتلتَه؟». قال: يا رسول اللَّه أوجع في المسلمين، وقتل فلانًا وفلانًا وسمّى له نفرًا، وإني حملت عليه. فلمّا رأى السّيف قال: لا إله إلّا اللَّه! قال رسول اللَّه ﷺ: «أقتلته؟» قال: نعم قال: فكيف تصنع بلا إله إلّا اللَّه إذا جاءت يوم القيامة؟ «قال يا رسول اللَّه، استغفرْ لي. قال: «وكيف تصنع بلا إله إلّا اللَّه إذا جاءت يوم القيامة؟ !». قال: فجعل لا يزيده على أن يقول: «كيف تصنع بلا إله إلّا اللَّه إذا جاءت يوم القيامة؟ !».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن ينفعنا بما نسمع وبما نقول. هذا الحديث العظيم الذي سألت عنه رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو حديث جندب بن عبد الله البجلي رضي الله عنه، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً بحول الله وقوته.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● عسعس بن سلامة: هو أحد التابعين، وكان جندب يرسل إليه ليجمّع الناس للحديث.
● برنُس أصفر: البرنُس هو رداء له قلنسوة تُغطّي الرأس، وكان لونه أصفر.
● حسر البرنُس عن رأسه: أي كشفه وأزاله عن رأسه، وذلك لإظهار الجدية والاهتمام بما سيقوله.
● قصد غفلته: يعني انتهز فرصة غفلته ومباغتته.
● أوجع في المسلمين: أي причинил большой вред وألم للمسلمين بقتلهم.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يحكي لنا الصحابي الجليل جندب بن عبد الله قصة حدثت في غزوة من غزوات النبي صلى الله عليه وسلم، حيث أرسل النبي سرية إلى المشركين، وكان هناك رجل من المشركين (ويُذكر أنه كان أسامة بن زيد رضي الله عنه، ولكن في رواية أخرى أنه غيره) يقتل المسلمين بشدة، فانتهز أحد المسلمين فرصة غفلته وهجم عليه ليقتله، فلما رفع السيف عليه نطق المشرك بكلمة التوحيد "لا إله إلا الله"، ولكن المسلم قتله مع ذلك.
فلما عاد الجيش وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما حدث، استفصل عن أمر هذا القتيل، ودعا القاتل وسأله: "لم قتلته؟" فاعتذر بأنه كان يؤذي المسلمين ويقتلهم، وأنه هجم عليه فلما رأى السيف قال "لا إله إلا الله". فعاتبه النبي صلى الله عليه وسلم بشدة، وكرر عليه قوله: "كيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة؟" يعني كيف تواجه هذه الكلمة العظيمة يوم القيامة وهي تشهد againstك؟ ولم يقبل منه عذراً، ولم يقل له استغفر فحسب، بل ظل يكرر عليه هذا السؤال المفزع.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- عصمة الدماء بالشهادتين: هذا الحديث أصل عظيم في أن من نطق بكلمة التوحير "لا إله إلا الله" فإن دمه يصير معصوماً، ولا يجوز التعرض له بأذى أو قتل، لأنه دخل في الإسلام وحرمة المسلمين. وهذا من رحمة الله تعالى بعباده، حيث جعل كلمة التوحيد جسراً للنجاة.
2- خطورة التسرع في إراقة الدماء: النبي صلى الله عليه وسلم لم يقبل عذر القاتل رغم أنه كان المقتول قد أضر بالمسلمين من قبل، لأن النطق بالشهادة يمحو ما قبلها، ويجعل الإنسان في حماية الإسلام.
3- الاهتمام بحقوق الله تعالى: النبي صلى الله عليه وسلم ركز على حق الله تعالى في هذه الكلمة، ولم ينظر إلى الأذى السابق، لأن "لا إله إلا الله" هي أساس الدين، وهي التي تواجه الإنسان يوم القيامة.
4- التنبيه على عظمة كلمة التوحيد: تكرار النبي صلى الله عليه وسلم للسؤال: "كيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة؟" يبيّن أن هذه الكلمة لها شأن عظيم عند الله، فهي التي تشفع لصاحبها، فكيف بمن قتل من نطق بها؟!
5- التربية على التثبت وعدم الاندفاع: في القصص والحروب والفتن، يجب على المسلم أن يتثبت ولا يندفع وراء العواطف والغضب، فقد يندم ندماً شديداً كما حصل لهذا الصحابي.
6- الاعتبار بحال السلف في زمن الفتن: جندب رضي الله عنه يذكر هذا الحديث في زمن فتنة ابن الزبير ليعلم الناس أن الدماء لا تحل بالشبهات، وأن كلمة التوحيد هي الفيصل.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدخل في باب "حرمة قتل المعاهد والذمي"، وأن من نطق بالشهادة فقد دخل في ذمة المسلمين.
- يستدل به العلماء على أن من نطق بالتوحيد حتى لو كان في آخر لحظة، فإنه يموت على الإسلام، ويغفر له ما تقدم من ذنبه.
- في الحديث تحذير شديد من التهاون في قتل من يشهد أن لا إله إلا الله، وأن هذا من الكبائر.
- القصة توضح أيضاً أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا بشراً يخطئون، ولكنهم يتعلمون من النبي صلى الله عليه وسلم، ويستغفرون من زلاتهم.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل لا إله إلا الله، وأن يحفظ دماء المسلمين، وأن يرزقنا الفقه في الدين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الإيمان (٩٧) عن أحمد بن الحسن بن خراش، حدثنا عمرو بن عاصم، حدثنا معمر، قال: سمعتُ أبي يحدّث أنّ خالدًا الأثْبَجَ ابن أخي صفوان بن محرز، حدّث عن صفوان بن محرز، أنّه حدّث أن جندب بن عبد اللَّه بعث، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 166 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كيف تصنع بلا إله إلّا اللَّه إذا جاءت يوم القيامة؟

  • 📜 حديث: كيف تصنع بلا إله إلّا اللَّه إذا جاءت يوم القيامة؟

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كيف تصنع بلا إله إلّا اللَّه إذا جاءت يوم القيامة؟

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كيف تصنع بلا إله إلّا اللَّه إذا جاءت يوم القيامة؟

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كيف تصنع بلا إله إلّا اللَّه إذا جاءت يوم القيامة؟

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب