حديث: أقامها الله وأدامها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما يقول إذا سمع الإقامة

لم يثبت في هذا الباب شيءٌ. وإنَّما فيه ما رُوي عن أبي أُمامة، أو عن بعض أصحاب النَّبِيّ ﷺ أنَّ بلالًا أخذ في الإقامة فلمّا أن قال: قد قامت الصّلاة. قال النَّبِيُّ ﷺ: «أقامها الله وأدامها»، وقال في سائر الإقامة كنحو حديث عمر رضي الله عنه في الأذان. إِلَّا أنَّه ضعيف،

ضعيف: رواه أبو داود (٥٢٨) عن سليمان بن داود العتكيّ، حَدَّثَنَا محمد بن ثابت، حَدَّثَنِي رجل من أهل الشام، عن شهر بن حوشب، عن أبي
أمامة، أو عن بعض أصحاب النَّبِيِّ ﷺ فذكر مثله.

لم يثبت في هذا الباب شيءٌ. وإنَّما فيه ما رُوي عن أبي أُمامة، أو عن بعض أصحاب النَّبِيّ ﷺ أنَّ بلالًا أخذ في الإقامة فلمّا أن قال: قد قامت الصّلاة. قال النَّبِيُّ ﷺ: «أقامها الله وأدامها»، وقال في سائر الإقامة كنحو حديث عمر ﵁ في الأذان. إِلَّا أنَّه ضعيف،

شرح الحديث:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
أهلاً وسهلاً بك، وأسأل الله أن يوفقنا جميعاً لطلب العلم النافع والعمل الصالح.
هذا الكلام الذي ذكرته ليس حديثاً نبوياً صحيحاً مسنداً، بل هو كلام للإمام البيهقي - رحمه الله - في كتابه "السنن الكبرى" وهو يُعلِّق على أحاديث الباب الخاص بـ "ما يقول إذا أُقيمت الصلاة"، يبيّن فيه ضعف ما ورد في هذا الباب.
وفيما يلي شرح وافٍ لهذا النص:


1. شرح المفردات:


● لم يثبت في هذا الباب شيءٌ: أي لم يصح حديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الموضوع (أي ما يقال عند سماع الإقامة).
● الباب: المقصود به هنا الباب الفقهي أو الموضوع الذي كان يتحدث عنه الإمام البيهقي، وهو "ما يُقال عند الإقامة".
● رُوي عن أبي أُمامة: أي نُقل هذا الأثر عن الصحابي الجليل أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه.
● أخذ في الإقامة: بدأ يؤذن للإقامة للصلاة.
● «أقامها الله وأدامها»: دعاء بمعنى: ثبّتها الله وأبقاها.
● كنحو حديث عمر في الأذان: أي أن ما يقال أثناء الإقامة يشبه ما ورد في حديث الأذان، حيث يشرع للمسلم أن يقول مثل ما يقول المؤذن.
● إِلَّا أنَّه ضعيف: أي أن هذا الأثر أو الحديث لا يصل إلى درجة الصحة لقصور في سنده (كأن يكون فيه راوٍ مجهول أو ضعيف الحفظ).


2. المعنى الإجمالي للنص:


يذكر الإمام البيهقي أن الأحاديث التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم في بيان ما يقوله المسلم عند سماع الإقامة كلها ضعيفة ولا يصح منها شيء. ثم يذكر أن ما ورد في هذا الشأن هو أثر منقول عن الصحابي أبي أمامة رضي الله عنه (أو عن بعض الصحابة غير المسمى) يفيد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سمع المؤذن (بلال) يقول في الإقامة: "قد قامت الصلاة"، رد عليه بقوله: «أقامها الله وأدامها». وأما بقية كلمات الإقامة، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يرد عليها بنفس الطريقة التي يرد بها على الأذان، كما جاء في الحديث الصحيح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الأذان. ثم يختم البيهقي كلامه بتأكيد أن هذا الأثر نفسه ضعيف الإسناد ولا يرقى إلى درجة القبول.


3. الدروس المستفادة:


1- دقة العلماء ونقدهم للروايات: يظهر هذا النص حرص علماء الحديث مثل الإمام البيهقي على التمييز بين ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم وما لم يصح، وعدم التساهل في قبول الأحاديث حتى لو كانت في فضائل الأعمال. هذه الدقة هي التي حفظت السنة النبوية من اختلاط الضعيف بالصحيح.
2- عدم ثبوت دعاء مخصوص للإقامة: يستفاد من كلام البيهقي أنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث صحيح يحدد دعاءً معيناً يقال عند سماع الإقامة، خلافاً للأذان الذي وردت فيه أحاديث صحيحة مثل قول: «مثل ما يقول المؤذن» أو «اللهم رب هذه الدعوة التامة...».
3- جواز الدعاء بمثل ذلك: مع ضعف الأثر، فإن معنى الدعاء «أقامها الله وأدامها» حسن وجميل، وهو من جنس الدعاء بخيري الدنيا والآخرة. والعلماء متفقون على أن الأحاديث الضعيفة يمكن العمل بها في فضائل الأعمال بشروط، منها ألا تكون شديدة الضعف، وألا يعتقد أنها منسوبة للنبي صلى الله عليه وسلم يقيناً. لذلك، من قال هذا الدعاء بنية التبرك بمعناه العام لا حرج عليه، ولكن مع العلم أنه ليس ثابتاً ثبوتاً قوياً.
4- الرد على الإقامة كالرد على الأذان: يستفاد من النص أن الأصل هو أن يرد المسلم على الإقامة كما يرد على الأذان، لقوله: "وقال في سائر الإقامة كنحو حديث عمر في الأذان". وهذا هو مذهب جمهور العلماء، فيستحب للمسلم أن يقول مثل ما يقول المقيم، إلا عند قوله "قد قامت الصلاة" فيقول: "أقامها الله وأدامها" على القول بذلك، أو يقتصر على مثل ما يقول كما في الأذان.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● مصدر النص: هذا الكلام منقول من كتاب "السنن الكبرى" للإمام البيهقي (ج 1 / ص 409).
● حكم العمل بالحديث الضعيف: اختلف العلماء في العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال. والراجح جوازه بشروط:
- ألا يكون الضعف شديداً.
- أن يكون تحت أصل عام من أصول الشريعة.
- ألا يعتقد عند العمل به ثبوته، بل يعتقد أنه يعمل بالأحوط أو بالاحتياط.
● ما يعمل به اليوم: أكثر الناس اليوم يردون على الإقامة كما يردون على الأذان، وهذا أمر لا بأس به لعموم الأدلة في استحباب الإجابة. ومن زاد قول "أقامها الله وأدامها" عند "قد قامت الصلاة" فلا حرج، مع التنبه إلى أن أصله ضعيف.
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا وأن يعلمنا ما ينفعنا.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٥٢٨) عن سليمان بن داود العتكيّ، حَدَّثَنَا محمد بن ثابت، حَدَّثَنِي رجل من أهل الشام، عن شهر بن حوشب، عن أبي
أمامة، أو عن بعض أصحاب النَّبِيِّ ﷺ فذكر مثله.
سكت عليه أبو داود، وقال المنذري في مختصر أبي داود: «في إسناده رجل مجهول. وشهر بن حوشب تكلَّم فيه غير واحد، ووثقه الإمام أحمد ويحيى» اهـ.
قال الأعظمي: وفيه علة ثالثة، وهي محمد بن ثابت العبديّ، مختلف فيه فتكلَّم فيه ابن معين وأبو حاتم والبخاري وابن عدي. ووثقه العجلي وهو لم يتابع على توثيقه، ولذا قال النوويّ في «المجموع» (٣/ ١٢٢): «هو حديث ضعيف، لأنَّ الرّجل مجهول، ومحمد بن ثابت ضعيف بالاتفاق، وشهر مختلف في عدالته».
وضعف هذا الحديث الحافظ ابن حجر أيضًا في «التلخيص»، والبيهقي أشار إلى ضعَّفه بعد أن رواه من طريق أبي داود قائلًا: وهذا إن صحَّ، شاهد لما استحسنه الشافعي ﵀ من قولهم: اللَّهُمَّ أقمها وأدمها، واجعلنا من صالح أهلها عملًا«»السنن الكبرى (١/ ٤١١).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 176 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أقامها الله وأدامها

  • 📜 حديث: أقامها الله وأدامها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أقامها الله وأدامها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أقامها الله وأدامها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أقامها الله وأدامها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب