بين كل أذانين صلاة لمن شاء

حديث: بين كل أذانين صلاة لمن شاء

عن عبد الله بن مغفل المزني أن رسول الله ﷺ قال: «بين كل أذانين صلاة» قالها ثلاثًا: قال في الثالثة: «لمن شاء».
وفي رواية: قال في الرابعة «لمن شاء».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الأذان (٦٣٤)، ومسلم في صلاة المسافرين (٨٣٨) كلاهما من طريق عبد الله بن بريدة، عن عبد الله بن المغفل فذكر الحديث.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يفتح لنا أبواب فضله وكرمه، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما وفقها في الدين وارض عنا يا أكرم الأكرمين.
الحديث الشريف:
عن عبد الله بن مغفل المزني رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: «بين كل أذانين صلاة» قالها ثلاثًا: قال في الثالثة: «لمن شاء». وفي رواية: قال في الرابعة «لمن شاء».

1. شرح المفردات:

* بين كل أذانين: المقصود بالأذانين هنا هما: أذان الإقامة وأذان الصلاة (النداء الأول). فكلمة "أذان" تطلق على النداء الأول (أذان الصلاة) وعلى النداء الثاني (الإقامة)، فيصبح المعنى: بين وقت الأذان ووقت الإقامة.
* صلاة: أي ركعتان أو أكثر من النوافل المطلقة.
* لمن شاء: أي أن هذه الصلاة سنة مستحبة وليست فرضًا واجبًا، فمن أراد أن يصليها فله أجرها، ومن تركها فلا إثم عليه.

2. المعنى الإجمالي للحديث:
يوجهنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث إلى اغتنام الفترة الزمنية الواقعة بين انتهاء المؤذن من الأذان (النداء الأول للصلاة) وبدء الإقامة، بالإكثار من صلاة النوافل المطلقة. وقد كرر النبي صلى الله عليه وسلم هذه العبارة ثلاث أو أربع مرات للتأكيد على أهمية هذا الوقت واستغلاله في العبادة.
ثم ختمها بقوله: «لمن شاء» ليبيّن أن هذه الصلاة سنة وليست فرضًا، فهي من باب التطوع الذي يُثاب فاعله ولا يُعاقب تاركه، تخفيفًا من الله تعالى على عباده ومراعاةً لأحوالهم.

3. الدروس المستفادة منه:

1- الحث على صلاة النافلة بين الأذان والإقامة: يستحب للمسلم أن يصلي ما تيسر له من الركعات في هذا الوقت، سواء كانت ركعتين أو أكثر، فهي من السنن المؤكدة التي حث عليها النبي صلى الله عليه وسلم.
2- اغتنام الأوقات الفاضلة: الوقت بين الأذان والإقامة وقت فاضل، والإقبال على الله فيه بالصلاة من أسباب القرب منه تعالى وإجابة الدعاء.
3- التيسير ورفع الحرج في الشريعة: قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لمن شاء» يؤكد مبدأ التيسير في الإسلام ورفع الحرج عن الأمة، فالتكاليف الشرعية مراعية لقدرات الناس وظروفهم.
4- التكرار لأجل التأكيد: تكرار النبي صلى الله عليه وسلم للجملة يدل على حرصه الشديد على هدي أمته ورغبته في أن يفعلوا ذلك، مما يزيد في فضلها وأجرها.
5- تنويع العبادات: يشمل هذا الوقت الدعاء والذكر وقراءة القرآن، ولكن الصلاة هي أفضل ما يُفعل فيه لورود النص الخاص بها.

4. معلومات إضافية مفيدة:

* حكم هذه الصلاة: سنة مستحبة باتفاق العلماء.
* عدد الركعات: لم يحدد النبي صلى الله عليه وسلم عددًا معينًا، فيصلي المسلم ما شاء ركعتين أو أربعًا أو أكثر، والأفضل أن تكون ركعتين ركعتين.
* هل هي خاصة بصلاة معينة؟ الحديث عام يشمل جميع الصلوات الخمس، فيستحب للمسلم أن يصلي بين أذان كل صلاة وإقامتها.
* الفرق بينها وبين السنة القبلية: السنة الراتبة (القبلية والبعدية) لها عدد معين ووقت محدد، أما صلاة ما بين الأذان والإقامة فهي نافلة مطلقة ليس لها عدد محدد وتشمل جميع الصلوات.
* فضل هذه الصلاة: هي من أسباب إجابة الدعاء، كما ورد في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الدعاء لا يُرد بين الأذان والإقامة».
نسأل الله تعالى أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الأذان (٦٣٤)، ومسلم في صلاة المسافرين (٨٣٨) كلاهما من طريق عبد الله بن بريدة، عن عبد الله بن المغفل فذكر الحديث. والرّواية الثانية عند مسلم.
وقوله: «بين كل أذانين» أي: أذان وإقامة.
قال الخطّابي: أراد بالأذانين - الأذان والإقامة، حمل أحد الاسمين على الآخر، كقولهم: الأسودين: التمر والماء، وإنما الأسود أحدهما: وكقولهم: سيرةُ العمرين، يريدون أبا بكر وعمر، ويحتمل أن يكون الاسم لكل واحد منهما حقيقة، لأن الأذان في اللغة: الإعلام، فالأذان إعلام بحضور الوقت، والإقامة أذان بفعل الصّلاة. انتهى.
وقد جاء استثناء إِلَّا المغرب في بعض الروايات في غير الصحيحين وهي زيادة شاذة مخالفة لما رواه الحفاظ، ذكره الحافظ في الفتح (٢/ ١٠٨) وعزاه للبزار وهي من رواية حبان بن عبيد الله، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه مثله، وقال: رواية حيان - وهو بفتح المهملة والنحتانية - شاذة؛ لأنه وإن كان صدوقًا عند البزّار وغيره، ولكنه خالف الحفاظ من أصحاب عبد الله بن بريدة في إسناد الحديث ومتنه. ثم قال: وقد نقل ابن الجوزي في الموضوعات عن الفلاس أنه كذَّب حيَّانًا المذكور.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 159 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: بين كل أذانين صلاة لمن شاء

📜 حديث: بين كل أذانين صلاة لمن شاء

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: بين كل أذانين صلاة لمن شاء

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: بين كل أذانين صلاة لمن شاء

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: بين كل أذانين صلاة لمن شاء

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية