حديث: عصى أبا القاسم ﷺ بالخروج من المسجد بعد الأذان

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن الخروج من المسجد بعد الأذان

عن أبي الشعثاء قال: كنَّا قعودًا في المسجد مع أبي هريرة، فأذَّن المؤذِّن، فقام رجل من المسجد يمشيّ، فأتبعه أبو هريرة بصره حتَّى خرج من المسجد فقال أبو هريرة: أما هذا فقد عصى أبا القاسم ﷺ.
وفي رواية: رأى رجلًا يجتاز المسجد خارجًا بعد الأذان، فقال: أما هذا فقد عصى أبا القاسم ﷺ.

صحيح: رواه مسلم في المساجد (٦٥٥) من طريق إبراهيم بن المهاجر، عن أبي الشعثاء به مثله وزاد أبو داود (٥٣٦) من هذا الوجه بأن ذلك في صلاة العصر.

عن أبي الشعثاء قال: كنَّا قعودًا في المسجد مع أبي هريرة، فأذَّن المؤذِّن، فقام رجل من المسجد يمشيّ، فأتبعه أبو هريرة بصره حتَّى خرج من المسجد فقال أبو هريرة: أما هذا فقد عصى أبا القاسم ﷺ.
وفي رواية: رأى رجلًا يجتاز المسجد خارجًا بعد الأذان، فقال: أما هذا فقد عصى أبا القاسم ﷺ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الذي ذكرتَ رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث التي تُبيّن أدب المسجد ووجوب احترامه، وسأشرحه لك على النحو التالي:

أولاً. شرح المفردات:


● أبو الشعثاء: هو جابر بن زيد، تابعي جليل، من تلاميذ أبي هريرة رضي الله عنه.
● يمشي: أي يسير منطلقًا.
● أتبعه أبو هريرة بصره: أي تتبعه بنظره وهو ينظر إليه.
● عصى: خالف الأمر وأتى معصية.
● أبا القاسم: هو النبي محمد ﷺ، وكنيته أبو القاسم.
● يجتاز المسجد: أي يعبر من خلاله بقصد الخروج.

ثانيًا. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا التابعي أبو الشعثاء أنه كان جالسًا في المسجد مع الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه، فحين أُذِّن للصلاة، قام رجل من المسجد وبدأ يمشي ليخرج منه بعد سماع الأذان، فلم يرض أبو هريرة عن هذا الفعل، وتتبعه بنظره حتى غادر المسجد، ثم علّق على هذا الفعل بقوله: "أما هذا فقد عصى أبا القاسم ﷺ"، أي أنه خالف أمر النبي ﷺ الذي حث على عدم الخروج من المسجد بعد الأذان إلا لضرورة.

ثالثًا. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:


1- وجوب الاستجابة للأذان والمبادرة إلى الصلاة: الأذان هو نداء الله تعالى للصلاة، فيستحب للمسلم أن يبادر إلى الإجابة ويترك ما في يده إلا من شغل ضروري.
2- تحريم الخروج من المسجد بعد الأذان بدون عذر: هذا هو أظهر معاني الحديث، حيث أن النبي ﷺ نهى عن الخروج من المسجد بعد الأذان، إلا لمن دخل له فقط، أو لحاجة ملحة.
3- عظم مكانة المسجد وأدب التعامل معه: المسجد بيت الله، له حرمته وآدابه، ومنها عدم استعماله ممرًا للعبور بعد النداء للصلاة.
4- غيرة السلف الصالح على سنن النبي ﷺ: نرى كيف أن أبا هريرة رضي الله عنه غار على سنة النبي ﷺ وأنكر على من خالفها، وهذا من نصحه للأمة.
5- التعليل بالمعصية في ترك السنن: فيه دلالة على أن ترك السنة قد يصل إلى درجة المعصية إذا كان ذلك من باب التهاون أو عدم المبالاة بالأمر النبوي.

رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدل على وجوب الاستعداد للصلاة فور سماع الأذان، وعدم الانشغال عنها.
- يستثنى من ذلك من كان في المسجد لسبب غير الصلاة، كالنائم أو المتعلم، أو من دخل لقضاء حاجة ثم يخرج.
- ذهب بعض العلماء إلى أن النهي للكراهة وليس للتحريم، ولكن الراجح -والله أعلم- أنه للتحريم إذا لم يكن هناك عذر شرعي.
- ينبغي على المسلم أن يحترم أوقات الصلاة ويقدّرها، ولا يتهاون في الخروج من المسجد بعد الأذان كما فعل هذا الرجل.
أسأل الله تعالى أن يعيننا على طاعته وحسن عبادته، وأن نلتزم بسنن نبيه ﷺ.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في المساجد (٦٥٥) من طريق إبراهيم بن المهاجر، عن أبي الشعثاء به مثله وزاد أبو داود (٥٣٦) من هذا الوجه بأن ذلك في صلاة العصر.
والرّواية الثانية رواها أيضًا مسلم ولكن من طريق أشعث بن أبي الشعثاء، عن أبيه، وفيه متابعة لإبراهيم بن مهاجر البجلي وهو مختلف فيه.
وقوله: «فقد عصى أبا القاسم» - له حكم الرفع - وقد رواه الإمام أحمد (١٠٩٣٣) من طريق
المسعودي وشريك كلاهما عن أشعث به نحوه، وزاد شريك في آخره: «أمرنا رسول الله ﷺ إذا كنُتم في المسجد فنُودي بالصلاة فلا يخرجْ أحدكم حتَّى يُصَلِّي»، وشريك سيء الحفظ، والمسعودي وإن كان قد اختلط إِلَّا أنه توبع في رواية مسلم.
ورواه الطبرانيّ في الأوسط (٣٨٥٤) من وجه آخر عن أبي مصعب، ثنا عبد العزيز بن أبي حازم، حَدَّثَنِي أبيّ، وصفوان بن سليم، عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة ولفظه: «لا يسمع النداء في مسجدي هذا، ثم يخرج منه إِلَّا لحاجة، ثم لا يرجع إليه إِلَّا منافق».
قال الطبرانيّ: تفرّد به أبو مصعب، ولم يروه موصولًا عن أبي هريرة غير صفوان وأبي حازم. انتهى.
قال الأعظمي: ولا يضر تفرّد أبي مصعب فإنه ثقة، وهو: أحمد بن أبي بكر بن الحارث بن زرارة بن مصعب بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدنيّ، رُوي عن مالك الموطأ، قال ابن حزم: في موطنه زيادة على مائة حديث، وقدَّمه الدَّارقطنيّ في الموطأ على يحيى بن بكير. انتهى. روي له الجماعة، عابه أبو خيثمة للفتوى بالرأي.
وصفوان بن سُليم وأبو حازم «وهو سلمة بن دينار» كلاهما ثقتان، وصحَّحه أيضًا الهيثميّ فقال: «رجاله رجال الصَّحيح» «مجمع الزوائد» (٢/ ٥).
وأمّا قوله: «لا يسمع النداء في مسجدي هذا» لا يخصص العموم الوارد في حديث مسلم، وإنما هو عام لجميع المساجد، ويدخل فيه مسجد النَّبِيّ ﷺ لأهميته وخصوصيته دخولًا أوليًّا، فلعل أبا هريرة روى الحديث عامًا، ولما رأى أحدًا قد خرج من مسجد النَّبِيّ ﷺ بعد الأذان استشهد به لدخوله في العموم ولخصوصيته.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 155 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عصى أبا القاسم ﷺ بالخروج من المسجد بعد الأذان

  • 📜 حديث: عصى أبا القاسم ﷺ بالخروج من المسجد بعد الأذان

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عصى أبا القاسم ﷺ بالخروج من المسجد بعد الأذان

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عصى أبا القاسم ﷺ بالخروج من المسجد بعد الأذان

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عصى أبا القاسم ﷺ بالخروج من المسجد بعد الأذان

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب