إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء

حديث: إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء

عن أبي هريرة، أنَّ رجلًا دخل المسجد فصلّى، ثمّ جاء فسلَّم على النَّبِيّ ﷺ. فذكر الحديث، وقال: فقال رسول الله ﷺ: «إذا قمت إلى الصّلاة فأسبغ الوضوء، ثمّ استقبل القبلة، فكبِّر ...» الحديث بطوله.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الأيمان والنذور (٦٦٦٧)، ومسلم في الصّلاة (٣٩٧: ٤٦) كلاهما من حديث أبي أسامة، حَدَّثَنَا عبيد الله بن عمر، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة، فذكره في حديث طويل وسيأتي.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
هذا الحديث العظيم الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه، وهو في الصحيحين (البخاري ومسلم)، يروي قصة رجل دخل المسجد وصلى، ثم جاء وسلم على النبي ﷺ، فرد النبي السلام ثم قال له: «ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ». ففعل الرجل ذلك ثلاث مرات، وفي كل مرة يعيد النبي ﷺ الأمر نفسه. فقال الرجل: "وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أُحْسِنُ غَيْرَهُ، فَعَلِّمْنِي". فبدأ النبي ﷺ يعلمه كيف يصلي، وقال له: «إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلَاةِ فَأَسْبِغِ الْوُضُوءَ، ثُمَّ اسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ فَكَبِّرْ...» وذكر له صفة الصلاة كاملة.
وهذا موضع عظيم للتعلم، فالنبي ﷺ لم يترك الرجل في حيرته، بل علمه حين استعد للتعلم.

أولاً. شرح مفردات الحديث:

● أسبغ الوضوء: أي أكمله وأتمه، وأبلغ الماء في أعضاء الوضوء (الوجه واليدين والرأس والرجلين) كما أمر الله.
● استقبل القبلة: أي وجّه وجهك ونيتك وجسدك نحو الكعبة المشرفة في مكة.
● فكبِّر: أي قل: "الله أكبر" لابتداء الصلاة، وهي ما تسمى بـ "تكبيرة الإحرام".

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:

يوجه النبي ﷺ في هذا الحديث إلى جملة من الأوامر الأساسية التي تكون بها الصلاة صحيحة مقبولة، وهي:
1- إسباغ الوضوء: وهو شرط لصحة الصلاة، فلا تصح الصلاة بدون طهارة كاملة.
2- استقبال القبلة: وهو شرط آخر لصحة الصلاة على القادر.
3- التكبير (تكبيرة الإحرام): وهي الركن الأول الذي يدخل به المصلي في الصلاة، ولا تصح الصلاة بدونها.
ثم يستمر الحديث – في رواياته الأخرى – ببيان كيفية الصلاة كاملة: من قراءة الفاتحة، والركوع، والسجود، والطمأنينة في كل فعل، إلى أن تصل إلى التسليم.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:

1- وجوب التعلم في الدين: فالصلاة هي عماد الدين، ولا يجوز للمسلم أن يجهل كيفيتها. وهذا الرجل لم يخجل من جهله، بل سأل من هو أعلم منه حين أرشده النبي إلى ذلك.
2- أهمية الإتقان في العبادة: فالصلاة ليست مجرد حركات، بل هي عبادة تحتاج إلى خشوع وإحكام، وقد ردها النبي ﷺ على الرجل لأنه لم يؤدها على الوجه المطلوب.
3- التدرج في التعليم: بدأ النبي ﷺ بالأهم فالمهم: بالوضوء أولاً، ثم استقبال القبلة، ثم التكبير، وهكذا.
4- الصبر على المتعلم: كرر النبي ﷺ الأمر على الرجل ثلاث مرات، صابراً عليه حتى يصل إلى قناعة بضرورة التعلم.
5- بيان أن العبادة لا تقبل بالجهل: فالعبد مأمور بأن يتعلم كيف يعبد ربه، ولا يعذر بالجهل في أمور الدين الأساسية.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث أصل عظيم في بيان صفة صلاة النبي ﷺ، وقد بينت روايات أخرى كيفية الركوع والسجود والقراءة والتشهد.
- فيه دليل على أن الطمأنينة ركن في الصلاة، لا تصح بدونها، لأن الرجل كان يسرع في صلاته دون طمأنينة.
- فيه أيضاً بيان فضل السؤال عن العلم، وأنه لا عيب في أن يسأل الإنسان عما يجهله، خاصة في أمور دينه.
أسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، وأن يجعلنا من المقيمين للصلاة على الوجه الذي يرضيه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الأيمان والنذور (٦٦٦٧)، ومسلم في الصّلاة (٣٩٧: ٤٦) كلاهما من حديث أبي أسامة، حَدَّثَنَا عبيد الله بن عمر، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة، فذكره في حديث طويل وسيأتي.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 194 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء

📜 حديث: إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية