حديث: قد كنت على قبلة لو صبرت عليها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في تحويل القبلة من بيت المقدس إلى بيت الله الحرام

عن البراء بن معرور، قال: إنه قال للنبيِّ ﷺ: إني خرجتُ في سفري هذا، وقد هداني الله للإسلام، فرأيتُ ألا أجعل هذه البِنيةَ مني بظهر، فصليتُ إليها، وقد خالفني أصحابي في ذلك، حتَّى وقع في نفسي من ذلك شيء، فماذا ترى؟ قال: «قد كنت على قبلة لو صبرتَ عليها».
قال فرجع البراء إلى قبلة النَّبِيّ ﷺ وصلى معنا إلى الشّام.

حسن: رواه ابن خزيمة (٤٢٩) من طريق ابن إسحاق، قال: حَدَّثَنِي معبد بن كعب بن مالك - وكان من أعلم الأنصار -، حَدَّثَنِي أن أباه كعبًا حدَّثه.

عن البراء بن معرور، قال: إنه قال للنبيِّ ﷺ: إني خرجتُ في سفري هذا، وقد هداني الله للإسلام، فرأيتُ ألا أجعل هذه البِنيةَ مني بظهر، فصليتُ إليها، وقد خالفني أصحابي في ذلك، حتَّى وقع في نفسي من ذلك شيء، فماذا ترى؟ قال: «قد كنت على قبلة لو صبرتَ عليها».
قال فرجع البراء إلى قبلة النَّبِيّ ﷺ وصلى معنا إلى الشّام.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحاً وافياً، معتمداً على كبار شراح الحديث من أهل السنة وال الجماعة.

نص الحديث:


عن البراء بن معرور رضي الله عنه، قال: إنه قال للنبيِّ ﷺ: إني خرجتُ في سفري هذا، وقد هداني الله للإسلام، فرأيتُ ألا أجعل هذه البِنيةَ مني بظهر، فصليتُ إليها، وقد خالفني أصحابي في ذلك، حتَّى وقع في نفسي من ذلك شيء، فماذا ترى؟ قال: «قد كنت على قبلة لو صبرتَ عليها». قال فرجع البراء إلى قبلة النَّبِيّ ﷺ وصلى معنا إلى الشّام.


1. شرح المفردات:


● البِنية: يقصد بها الكعبة المشرفة في مكة المكرمة. وكانت تسمى "البِنية" لبنائها العظيم.
● بظهر: أي في الخلف أو خلف ظهري. وقوله "ألا أجعلها مني بظهر" يعني ألا أدير ظهري لها أثناء الصلاة، بل أتجه إليها.
● خالفني أصحابي: عارضني رفاقي في السفر وأنكروا عليّ فعلي هذا.
● وقع في نفسي من ذلك شيء: شعرت بالقلق والشك وعدم الارتياح بسبب معارضتهم لي.
● قبلة النبي ﷺ: أي اتجاه الصلاة الذي كان يصلي إليه النبي وهو بيت المقدس في ذلك الوقت، قبل أن يتحول إلى الكعبة.
● إلى الشام: لأن بيت المقدس يقع في اتجاه الشام بالنسبة للمدينة المنورة.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر الصحابي الجليل البراء بن معرور رضي الله عنه أنه أسلم وهو في سفر، فاجتهد برأيه حيث رأى أن يستقبل الكعبة في صلاته تعظيماً لها، مع أن القبلة الرسمية للمسلمين آنذاك كانت بيت المقدس. وعندما عارضه أصحابه في سفره وشككوا في صحة صلاته، شك هو أيضاً في صحة اجتهاده، فجاء إلى النبي ﷺ يستفتيه. فأخبره النبي ﷺ أن اجتهاده كان صحيحاً في الأصل، وأن الكعبة هي القبلة الأولى، لكنه لو صبر على الاتجاه إلى بيت المقدس - الذي هو القبلة المشرعَة في ذلك الوقت - لكان أفضل. فعاد البراء رضي الله عنه إلى متابعة النبي ﷺ وصلى مع المسلمين towards بيت المقدس.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- فضل البراء بن معرور وسبقه للإسلام: كان من أوائل من أسلم من الأنصار، بل هو أول من بايع النبي ﷺ في بيعة العقبة الأولى، وقد прояви من التعظيم لله وبيته ما يدل على إيمانه العميق.
2- اجتهاد العالم في غير محله: اجتهاد البراء كان نابعاً من محبة صادقة وتعظيم للكعبة، وهو اجتهاد مقارب للصواب، إذ أن الكعبة هي قبلة المسلمين إلى يوم القيامة. لكنه خالف الأمر الشرعي القائم في وقته (الصلاة لبيت المقدس). وهذا يعلمنا أن المحبة والاجتهاد يجب أن يخضعا للنص الشرعي والاتباع، وليس الهوى والرأي المجرد.
3- التسليم والاتباع وترك المخالفة: الحديث يؤكد على وجوب متابعة النبي ﷺ وعدم مخالفة أمره، حتى لو كان العمل في ظاهره تعظيماً لله. فالأصل في العبادة هو الاتباع والاستسلام لله ولرسوله.
4- الحكمة النبوية في الرد: رد النبي ﷺ كان رفيقاً حكيماً، حيث لم يبطل اجتهاده تماماً بل قال: «قد كنت على قبلة لو صبرتَ عليها»، أي أنك كنت مصيباً في تعظيمك للكعبة، ولكن المخالفة كانت في تركك للقبلة المشروعة. وهذا من أدبه ﷺ في تعليم الصحابة.
5- الاستفتاء ورد العلم إلى أهله: عندما شك البراء، لم يستمر في غيه، بل رجع إلى النبي ﷺ يستفتيه. وهذا دليل على أن الواجب على المسلم إذا أشكل عليه أمر دينه أن يرجع إلى العلماء الربانيين وأهل الذكر.
6- نسخ القبلة: هذا الحديث من أحداث فترة الصلاة towards بيت المقدس، والتي استمرت حوالي ستة عشر أو سبعة عشر شهراً في المدينة، قبل أن ينسخ الله تعالى الحكم ويأمر بالتوجه towards الكعبة في قوله تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [البقرة: 144].


4. معلومات إضافية مفيدة:


● البراء بن معرور رضي الله عنه: هو من كبار الصحابة من الأنصار، سيد من سادات الخزرج، وأول من بايع النبي ﷺ في بيعة العقبة الأولى، وتوفي قبل تحويل القبلة.
● مكانة الكعبة: كانت الكعبة قبلة لإبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، وكان العرب يعظمونها، فلما هاجر النبي ﷺ إلى المدينة، أمر بالصلاة towards بيت المقدس لتمييز الأمة الإسلامية عن المشركين، ولتكون اختباراً للمؤمنين في طاعتهم.
● حكمة تحويل القبلة: جاء التحويل إلى الكعبة لإظهار استقلال الأمة الإسلامية، وتمييزها أيضاً عن اليهود الذين يتجهون إلى بيت المقدس، وتحقيقاً لِبِشْرَى النبي ﷺ بأن قبلته ستتحول إلى الكعبة التي يحبها.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن خزيمة (٤٢٩) من طريق ابن إسحاق، قال: حَدَّثَنِي معبد بن كعب بن مالك - وكان من أعلم الأنصار -، حَدَّثَنِي أن أباه كعبًا حدَّثه.
وخبر كعب بن مالك في خروج الأنصار من المدينة إلى مكة في بيعة العقبة. وذكر في الخبر أن البراء بن معرور قال (فذكره). وإسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرَّح بالتحديث.
وقوله: «هذه البِنيةَ مني بظهر» يعني الكعبة.
وفيه دليل على أنَّ النَّبِيَّ ﷺ كان يصلي بمكة إلى بيت المقدس.
وهو قول ابن عباس كما سيأتي.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 187 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: قد كنت على قبلة لو صبرت عليها

  • 📜 حديث: قد كنت على قبلة لو صبرت عليها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: قد كنت على قبلة لو صبرت عليها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: قد كنت على قبلة لو صبرت عليها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: قد كنت على قبلة لو صبرت عليها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب