حديث: صلاة النبي ﷺ التي صلى لنا بالمدينة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في صفة صلاة النَّبِيّ ﷺ وافتتاحها بالتكبير
قام إلى الركعة الثانية، فلمّا قَضَى صلاتَه أقبَلَ إلى قومه بوجهه، فقال: احفُظُوا تكبيريّ، وتعلَّموا ركوعي وسجوديّ، فإنها صلاةُ رسول الله ﷺ التي كان يُصلِّي لنا كَذِي الساعة من النهار. ثمّ إنَّ رسول الله ﷺ لما قَضَى صلاته أَقبلَ إلى الناس بوجهه فقال: «يا أَيُّها النَّاسُ! اسمَعُوا واعْقِلُوا، واعلَمُوا أنَّ لله عِبَادًا ليسوا بأنبياء ولا شُهداء يَغْبِطُهم النبيُّون والشُّهداء على مَجالِسِهم وقُرْبهم من الله»، فجَثى رجلٌ من الأعراب من قاصِيَة الناس وألْوَى بيده إلى نبيِّ الله ﷺ، فقال: يا نبيَّ الله! ناسٌ من الناس، ليسوا بأَنبياءَ ولا شُهداءَ، يَغبِطهم الأنبياءُ والشهداءُ على مجالسهم وقُربِهم من الله؟ ! انعَتْم لنا حِلِّهم لنا - يعني: صِفْهُم لنا، شكلْهم لنا - فسُرَّ وَجْهُ رسول الله ﷺ لسؤال الأعرابيّ، فقال رسول الله ﷺ: «هم ناسٌ من أفْناء النَّاس ونَوازع القَبَائِل، لم تَصِلْ بينهم أرحامٌ مُتَقَارِبَةٌ تَحَابُّوا في الله وَتَصَافَوْا، يَضَعُ الله لهم يومَ القِيامَةِ مَنَابِرَ من نُورٍ، فيُجلِسُهم عليها فيَجْعَلُ وَجُوهَهم نُورًا وثِيابَهم نورًا، يَفْزَعُ النَّاسُ يومَ القِيَامَةِ ولا يَفْزَعُون، وهم أَوليَاءُ الله الَّذِينَ لا خَوْفٌ عليهم ولا هم يَحْزَنُون».
حسن: رواه الإمام أحمد (٢٢٩٠٦) عن أبي النضر، حَدَّثَنَا عبد الحميد بن بهرام الفَزاريّ، عن شهر بن حوشب، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن غَنْمّ، أن أبا مالك الأشعري جمع قومه فذكر الحديث مثله.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.أما بعد، فهذا حديث عظيم يجمع بين بيان هدي النبي ﷺ العملي في الصلاة، وبيان فضل جماعة من عباد الله المخلصين. وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا بحسب الطلب:
أولاً. شرح المفردات:
● فاء الفيء: يعني زالت الشمس ومالت للغروب، وبدأ الظل يطول.
● انكسر الظل: عندما تكون الشمس في كبد السماء لا يكون للشخص ظل تقريبًا، فإذا مالت الشمس بدأ الظل في الظهور والزيادة، وهذا هو انكسار الظل.
● أدنى الصف: أي أول الصفوف وأقربها إلى الإمام.
● يُسرُّهما: أي يقرأهما بصوت منخفض غير جهر.
● جثى: جلس على ركبتيه.
● ألوى بيده: أشار بيده.
● انعتهم لنا: صفهم لنا وبيّن حالهم.
● أفناء الناس: من مختلف القبائل والأماكن، ليسوا من أصل واحد.
● نوازع القبائل: من انقطع عن قبيلته أو جاء من طرفها.
● تصافوا: تعاملوا بصدق وإخلاص ونقاء.
ثانيًا. المعنى الإجمالي للحديث:
يبدأ الحديث بأن أبا مالك الأشعري -رضي الله عنه- جمع قومه ليعلمهم صلاة النبي ﷺ العملية كما رآها في المدينة، فبيّن لهم الوضوء الكامل، ثم انتظر حتى وقت الصلاة (وقت الظهر)، فصلى بهم إمامًا ورتَّب الصفوف: الرجال ثم الصبيان ثم النساء. ثم وصف صلاته ﷺ بتفصيل دقيق من التكبير والقراءة والركوع والسجود. وبعد الصلاة، حثهم على حفظ صفة صلاته. ثم ذكر أن النبي ﷺ بعد أن صلى بهم أخبرهم عن طائفة من عباد الله يُغبطهم الأنبياء والشهداء على منزلتهم عند الله، وحين سأله أعرابي عن صفتهم، أجابه النبي ﷺ بأنهم أناس من مختلف القبائل تحابوا في الله وتصافوا، ووعدهم الله بمقام عالٍ يوم القيامة.
ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:
1- وجوب التعلم والتعليم: حرص أبي مالك على تعليم قومه دينهم، وهذا من المسؤولية الشرعية.
2- أهمية الإتقان في العبادة: بيان الوضوء والصلاة بتفصيل يدل على العناية بإقامة العبادة على الوجه المشروع.
3- ترتيب الصفوف في الصلاة: سنة النبي ﷺ تقديم الرجال ثم الصبيان ثم النساء، وهذا من كمال النظام في الصلاة.
4- فضل الجماعة والاجتماع على الطاعة: حيث جمعهم لتعلم الصلاة وإقامتها جماعة.
5- فضل التحاب في الله والتآخي فيه: أعلى مراتب الإيمان أن يحب المرء أخاه في الله لا لأجل مصلحة دنيوية.
6- علو منزلة أولياء الله: الذين يصلون إلى درجة يغبطهم عليها الأنبياء والشهداء، وهم ليسوا بأنبياء ولا شهداء، ولكن بحبهم لله وصدقهم معه نالوا هذه المنزلة.
7- البشرى للمتحابين في الله: أن الله يعد لهم منابر من نور يوم القيامة، ويجعل وجوههم ونورهم، ويأمنون من فزع ذلك اليوم.
8- حسن استقبال الأسئلة: من النبي ﷺ حيث سُرَّ بسؤال الأعرابي وأجابه بتفصيل، مما يشجع على السؤال في الدين والاستفادة.
رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:
- الحديث رواه الطبراني في "المعجم الكبير" وقال الهيثمي: رجاله ثقات. وهو حسن.
- فيه بيان صفة وضوء النبي ﷺ وصلاة الظهر (السرية) بتفصيل عملي.
- قوله: "احفظوا تكبيري وتعلموا ركوعي وسجودي" يدل على وجوب متابعة الإمام في الصلاة وعدم سبقه أو مخالفته.
- الوصف الذي ذكره النبي ﷺ لأولياء الله ينطبق على كل من تحاب في الله وصدق في إيمانه وعبادته، regardless of نسبه أو جنسه أو وضعه الاجتماعي.
- هذه الصفة من النور والأمن يوم القيامة هي من أعظم ما يُتمناه المؤمن، وهي ثمرة الإخلاص والمحبة في الله.
أسأل الله أن يجعلنا من المتحابين فيه، المتصافين في دينه، وأن يبلغنا منازل الأولياء والصالحين. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
قال الهيثميّ في «المجمع» (٢٧٨٨) وفي رواية عنده: فصلَّى الظهر فقرأ بفاتحة الكتاب، وكبَّر اثنتين وعشرين تكبيرة، وفي رواية: عن رسول الله ﷺ أنَّه كان يُسَوِّي بين الأربع ركعاتٍ في القراءة والقيام، ويجعل الركعة الأوّلى هي أطولهن لكي يثوبَ الناس، ويُكبِّر كلما سجد، وكلما ركع، ويُكبِّر كلما نهض بين الركعتين إذا كان جالسًا.
قال: رواها كلها أحمد، وروى الطبرانيّ بعضها في الكبير، وفي طرقها كلها: شهر بن حوشب، وفيه كلام وهو ثقة إن شاء الله. انتهى.
قال الأعظمي: وهو كما قال، فإن شهر بن حوشب ليس بمتهم، ولا فاحش الغلط، وقد وثَّقه ابن معين والعجلي ويعقوب بن شية، وقال الإمام أحمد: ليس به بأس، وقال عثمان الدَّارميّ: بلغني أن أحمد كان يُثنى على شهر.
وقال الترمذيّ: «قال أحمد: لا بأس بحديث عبد الحميد بن بهرام عن شهر، وقال عن البخاريّ: شهر من الحديث، وقوي أمره».
قال الأعظمي: مثله يحسن حديثه إذا لم يأت ما ينكر عليه. وسبق تخريج هذا الحديث باختصار في كتاب الوضوء، باب صفة وضوء النَّبِيِّ ﷺ.
ومن أحاديث افتاح الصّلاة بالتكبير: قول النَّبِيّ ﷺ: «تحريم الصّلاة التكبير، وتحليلها التسليم».
جاء عن عليّ بن أبي طالب، وأبي سعيد الخدريّ، وابن عباس، وعبد الله بن زيد، وعبد الله بن مسعود، ولكن لم يصح منها إِلَّا حديث عليّ بن أبي طالب، وتم تخريجه في كتاب الوضوء، وأمّا حديث أبي سعيد فقد أخرجه الترمذيّ وابن ماجة، وفي إسناده أبو سفيان طريف بن شهاب ضعيف، وأمّا حديث ابن عباس، وعبد الله بن زيد، وعبد الله بن مسعود فأخرجه الطبرانيّ، وفي أسانيدهم ضعفاء ومجهولون، انظر للمزيد الموضع المشار إليه.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 199 من أصل 1241 حديثاً له شرح
- 174 قول: لا حول ولا قوة إلا بالله في الأذان عند...
- 175 إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول
- 176 أقامها الله وأدامها
- 177 الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن
- 178 اللهم ارشد الأئمة واغفر للمؤذنين
- 179 من أم الناس فأصاب فالصلاة له ولهم
- 180 بلال يؤذن ويلوي عنقه يمينًا وشمالًا
- 181 بلال يؤذن إذا دحضت فلا يقيم حتى يخرج النبي
- 182 أقيمت الصلاة فقمنا فعدلنا الصفوف
- 183 إذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروْني
- 184 النبي ﷺ يحبسه رجل بعد إقامة الصلاة
- 185 صلوا كما رأيتموني أصلي
- 186 توجه النبي نحو الكعبة بعد صلاته نحو بيت المقدس
- 187 قد كنت على قبلة لو صبرت عليها
- 188 استداروا إلى الكعبة عند نزول القرآن
- 189 تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة أثناء الصلاة
- 190 تحويل القبلة إلى الكعبة أثناء الصلاة
- 191 صلى النبي ﷺ إلى بيت المقدس ستة عشر شهرًا
- 192 استداروا وإمامهم نحو الكعبة عندما تحولت القبلة من بيت المقدس
- 193 أول ما نسخ الله من القرآن القبلة
- 194 إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء
- 195 ما بين المشرق والمغرب قبلة
- 196 النَّبِيّ ﷺ لما دخل البيت دعا في نواحيه كلها ولم...
- 197 كنا في ليلة مظلمة فلم ندر أين القبلة؟ فصلي كلّ...
- 198 كان رسول الله إذا قام إلى الصلاة يكبر حين يقوم
- 199 صلاة النبي ﷺ التي صلى لنا بالمدينة
- 200 صلاة علي بن أبي طالب كصلاة محمد ﷺ
- 201 إني لأشبهكم بصلاة رسول الله ﷺ
- 202 جهر النبي بالتكبير حين رفع رأسه من السجود
- 203 أو ليس تلك صلاة النبي لا أم لك
- 204 رفع اليدين حذو المنكبين عند افتتاح الصلاة والركوع
- 205 رفع اليدين في الصلاة عند التكبير والركوع والرفع منه
- 206 إذا ركع أمكن يديه من ركبتيه ثم هصر ظهره
- 207 كان رسول الله إذا كبَّر للصلاة جعل يديه حذو منكبيه
- 208 رفع يديه حتى حاذتا أذنيه في الصلاة
- 209 رفع اليدين عند افتتاح الصلاة والركوع والرفع منه
- 210 يرفع يديه إذا افتتح الصلاة وإذا ركع وإذا رفع رأسه...
- 211 إذا قام إلى الصلاة المكتوبة كبَّر ورفع يديه حذو منكبيه
- 212 اسكنوا في الصلاة
- 213 اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب
- 214 كان النبي ﷺ إذا نهض من الركعة الثانية استفتح بـ...
- 215 وجَّهتُ وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفًا
- 216 الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه
- 217 من القائل كلمة كذا وكذا فتحت لها أبواب السماء
- 218 سكتتان في الصلاة: عند التكبير وبعد قراءة الفاتحة
- 219 سبحانك اللهم وبحمدك تبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك
- 220 يضع الرجل اليد اليمنى على الذراع اليسرى في الصلاة
- 221 رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام والركوع والرفع منه
- 222 وضع اليد اليمنى على اليسرى في الصلاة
- 223 واضعًا يمينه على شماله في الصلاة
معلومات عن حديث: صلاة النبي ﷺ التي صلى لنا بالمدينة
📜 حديث: صلاة النبي ﷺ التي صلى لنا بالمدينة
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: صلاة النبي ﷺ التي صلى لنا بالمدينة
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: صلاة النبي ﷺ التي صلى لنا بالمدينة
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: صلاة النبي ﷺ التي صلى لنا بالمدينة
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








