كان رسول الله إذا قام إلى الصلاة يكبر حين يقوم

حديث: كان رسول الله إذا قام إلى الصلاة يكبر حين يقوم

عن أبي هريرة يقول: كان رسولُ الله ﷺ إذا قام إلى الصّلاة يُكبِّر حين يقوم، ثمّ يكبِّر حين يركع، ثمّ يقول: سمع الله لمن حمده، حين يرفع صُلبَه من الركعة، ثمّ يقول وهو قائم: ربنا لك الحمد، ثمّ يُكبِّر حين يهويّ، ثمّ يُكبِّر حين يرفع رأسه، ثمّ يكبِّر حين يسجد، ثمّ يُكبِّر حين يرفع رأسه، ثمّ يفعل ذلك في الصّلاة كلها حتَّى يقضيها، ويُكبِّر حين يقوم من الثنتين بعد الجلوس.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الأذان (٧٨٩)، ومسلم في الصّلاة (٣٩٢) كلاهما من طريق ابن شهاب، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، أنه سمع أبا هريرة يقول فذكر الحديث.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه، يصف لنا هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التكبير خلال الصلاة، وهو من الأحاديث المهمة التي تبين هيئة الصلاة كما صلاها رسول الله ﷺ.

أولاً. شرح المفردات:

● يُكبِّر: يقول: "الله أكبر".
● حين يهويّ: حين ينحني ويميل للسجود.
● صُلبَه: ظهره. والمقصود حين يستوي قائماً بعد الركوع.
● حتى يقضيها: حتى ينهي صلاته كاملة.
● من الثنتين: أي من الركعتين الأوليين في الصلاة الثلاثية أو الرباعية.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:

يخبرنا أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلتزم بذكر الله تعالى بالتكبير في كل انتقال من هيئة إلى أخرى خلال الصلاة. فكان يكبر عند الابتداء بالقيام للصلاة (تكبيرة الإحرام)، ثم يكبر عند الانتقال إلى الركوع، ثم يقول بعد الرفع من الركوع: "سمع الله لمن حمده" ويليها وهو قائم: "ربنا لك الحمد"، ثم يكبر عند الخفض للسجود، ثم يكبر عند الرفع من السجود، ثم يفعل ذلك في كل ركعة من صلاته. كما كان يكبر عند القيام للركعة الثالثة بعد جلسة التشهد الأول.

ثالثاً. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:

1- بيان هدي النبي في التكبير في الصلاة: الحديث دليل على مشروعية التكبير عند كل خفض ورفع في الصلاة، وهو ما يعرف بـ "تكبيرات الانتقال". وهذا من كمال الخشوع والاتباع لسنة الحبيب ﷺ.
2- التكبيرات واجبة أم مستحبة؟: ذهب جمهور العلماء (الشافعية والحنابلة والمالكية في المشهور) إلى أن هذه التكبيرات سنة مؤكدة وليست واجبة، فمن تركها عامداً أو ناسياً لا تبطل صلاته، ولكنّه يكون قد ترك سنةً من سنن الصلاة. وهذا هو الراجح.
3- عدد التكبيرات: يستفاد من الحديث أن التكبيرات في الركعة الواحدة (غير تكبيرة الإحرام) هي:
* تكبيرة واحدة للركوع.
* تكبيرة واحدة للسجود (عند الهوي).
* تكبيرة واحدة للرفع من السجود.
* تكبيرة واحدة للسجود الثاني.
* تكبيرة واحدة للرفع من السجود الثاني.
* وكذلك التكبير عند القيام من الجلسة للركعة التالية.
4- قول "سمع الله لمن حمده" للإمام والمنفرد: قول "سمع الله لمن حمده" عند الرفع من الركوع سنة للإمام والمنفرد، أما المأموم فيقول بعدها: "ربنا ولك الحمد".
5- الاستمرارية والمداومة على السنة: قوله: "ثم يفعل ذلك في الصلاة كلها حتى يقضيها" يدل على أن النبي ﷺ كان يواظب على هذا الهيئة في كل صلواته، مما يؤكد على أهمية المداومة على السنن وعدم تركها.
6- التكبير عند القيام من التشهد الأول: الحديث دليل على مشروعية التكبير عند القيام من الجلسة (التشهد الأول) للركعة الثالثة في الصلاة الثلاثية أو الرباعية، دون حاجة للتعوذ أو قراءة الفاتحة قبلها، بل يقوم مكبراً.

رابعاً. فوائد إضافية:

- هذا الحديث من الأدلة التي يستدل بها الفقهاء على أحكام صفة الصلاة، وهو جزء من مجموعة أحاديث ينبغي للعالم والمتعلم جمعها لمعرفة الهيئة الكاملة للصلاة.
- فيه بيان حرص الصحابة رضي الله عنهم على نقل كل كبيرة وصغيرة من أفعال النبي ﷺ وأقواله، حتى نصل إليها كاملة واضحة.
● التكبير في الصلاة من أسباب الخشوع، فهو انتقال من هيئة إلى أخرى بذكر الله، مما يقطع الوساوس ويذكر المصلي بمن يقف بين يديه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الأذان (٧٨٩)، ومسلم في الصّلاة (٣٩٢) كلاهما من طريق ابن شهاب، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، أنه سمع أبا هريرة يقول فذكر الحديث.
ورواه مسلم من طريق مالك - وهو في الموطا في الصّلاة (١٩) عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، أن أبا هريرة كان يُصَلِّي لهم، فيُكبِّر كلما خفض ورفع، فإذا انصرف قال: «والله! إني لأشبهُكم صلاةً برسولِ الله ﷺ».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 198 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان رسول الله إذا قام إلى الصلاة يكبر حين يقوم

📜 حديث: كان رسول الله إذا قام إلى الصلاة يكبر حين يقوم

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: كان رسول الله إذا قام إلى الصلاة يكبر حين يقوم

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: كان رسول الله إذا قام إلى الصلاة يكبر حين يقوم

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: كان رسول الله إذا قام إلى الصلاة يكبر حين يقوم

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية