حديث: أنت إمامهم واقتد بأضعفهم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب كراهية أخذ الأجر على التأذين

عن عثمان بن أبي العاص قال: يا رسول الله! اجعلني إمام قوميّ، قال: «أنت إمامُهم، واقتد بأضعفهم، واتخذ مؤذِّنًا لا يأخذ على أذانه أجرًا».

صحيح: رواه أبو داود (٥٣١)، والنسائي (٦٧٢) كلاهما من طريق حمّاد بن سلمة، ثنا سعيد الجريريّ، عن أبي العلاء، عن مطرف بن عبد الله، عن عثمان بن أبي العاص فذكر الحديث.

عن عثمان بن أبي العاص قال: يا رسول الله! اجعلني إمام قوميّ، قال: «أنت إمامُهم، واقتد بأضعفهم، واتخذ مؤذِّنًا لا يأخذ على أذانه أجرًا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح الحديث الشريف الذي رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود، وابن ماجة، وغيرهم عن الصحابي الجليل عثمان بن أبي العاص الثقفي رضي الله عنه:

نص الحديث:


عن عثمان بن أبي العاص قال: يا رسول الله! اجعلني إمام قومي، قال: «أنت إمامُهم، واقتد بأضعفهم، واتخذ مؤذِّنًا لا يأخذ على أذانه أجرًا».


1. شرح المفردات:


● اجعلني إمام قومي: أي عيِّنني إمامًا لهم في الصلاة.
● واقتد بأضعفهم: الاقتداء هنا بمعنى المراعاة والتخفيف في الصلاة، و"أضعفهم" أي أضعف المأمومين بدنيًا أو صحيًا أو عمرًا (كالكبير أو المريض).
● مؤذِّنًا: الشخص الذي يؤذن للصلاة.
● لا يأخذ على أذانه أجرًا: أي لا يطلب أجرًا ماديًا على تأديته الأذان، بل يفعله خالصًا لوجه الله تعالى.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يطلب الصحابي عثمان بن أبي العاص من النبي صلى الله عليه وسلم أن يُولِّيه إمامة قومه في الصلاة، فيستجيب له النبي عليه الصلاة والسلام، ويأمره بثلاثة أمور:
- أن يكون إمامًا لهم.
- أن يراعي حال أضعف المصلين خلفه فلا يطيل الصلاة أكثر من طاقتهم.
- أن يختار مؤذنًا لا يطلب أجرًا على الأذان، بل يفعله تقربًا إلى الله.


3. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:


1- جواز طلب الإمامة إذا قُصد بها الخير: طلب عثمان رضي الله عنه الإمامة كان ليقود قومه في العبادة، ولم يكن للرياسة أو السمعة، فأقرّه النبي على ذلك.
2- مراعاة حال الضعفاء في الصلاة: من آداب الإمام أن يخفف الصلاة ولا يطيلها، مراعاة لكبار السن والمرضى وأصحاب الحاجات. وهذا من رحمة الإسلام ويسره.
3- استحباب اختيار المؤذن المتقن الذي لا يأخذ أجرًا: الأذان عبادة عظيمة، والأفضل أن يؤدّيها الشخص تطوعًا لله، لا طلبًا للدنيا. وإن جاز أخذ الأجر على الأذان عند بعض العلماء إذا احتيج إليه، إلا أن الأفضل تركه للثواب الأخروي.
4- الحث على الإخلاص في العبادات: سواء في الإمامة أو الأذان، ينبغي أن يكون القصد هو وجه الله تعالى، لا المال أو السمعة.


4. فوائد إضافية:


- الحديث يدل على حرص الصحابة على الخير وقيادة الناس في الطاعات.
- فيه توجيه نبوي إلى التيسير على الناس وعدم التشديد عليهم، خاصة في العبادات.
- يؤكد على أهمية نية الإخلاص في العمل، وأن العبادة إذا خالطها طلب الدنيا ضعف أجرها.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يعيننا على تطبيق سنة نبيه صلى الله عليه وسلم في حياتنا. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٥٣١)، والنسائي (٦٧٢) كلاهما من طريق حمّاد بن سلمة، ثنا سعيد الجريريّ، عن أبي العلاء، عن مطرف بن عبد الله، عن عثمان بن أبي العاص فذكر الحديث.
ومن هذا الوجه أخرجه أيضًا ابن خزيمة (٤٢٣)، والحاكم (١/ ١٩٩ - ٢٠٠) وقال: صحيح على شرط مسلم.
قال الأعظمي: وهو كما قال، وسعيد الجُريري هو: ابن إياس أبو مسعود البصري ثقة إِلَّا أنه اختلط قبل موته بثلاث سنين، وحماد بن سلمة ممن سمع منه قبل الاختلاط.
ورواه الترمذيّ (٢٠٩) من وجه آخر قال: حَدَّثَنَا هناد، حَدَّثَنَا أبو زُبيد وهو: عَبْثَرُ بن القاسم، عن أشعث، عن الحسن، عن عثمان بن أبي العاص قال: «إن من آخِر ما عهد إليَّ رسولُ الله ﷺ أن اتخذ مؤذِّنًا لا يأخذ على أذانه أجرًا».
ورواه ابن ماجة (٧١٤) من طريق حفص بن غياث، عن أشعث به مثله.
قال الترمذيّ: حديث حسن، وفي نسخة: حسن صحيح، والذي نقل عنه الزيلعي وغيره: «حسن» فقط وهو الصواب فإن أشعث هو: ابن سوَّار الكندي النجار ضعَّفه النسائيّ والدارقطني وغيرهما، وقال بعض
أهل العلم: إنّما هو ابن عبد الملك الحمرانيّ، وهو ثقة فقيه، والصواب هو الأوّل.
فيه أيضًا الحسن البصري وهو مدلِّس وقد عنعن، وإن كان ثبت سماعه من عثمان بن أبي العاص، كما قال البزّار. انظر: نصب الراية (١/ ٩٠).
وبناء على هذا الحديث، ذهب الحنفية إلى أن أخذ الأجرة على التأذين حرام، وكرهه الشافعية، وأكثر أهل العلم على أن الذي يحرم هو إذا كان الأذان مشروطًا بالأجرة، وإن أُعطي بغير مسألة فلا حرج في ذلك، مثل أن يكون الأمر معروفا بين المؤذنين والمؤسّسات الإسلامية.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 158 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أنت إمامهم واقتد بأضعفهم

  • 📜 حديث: أنت إمامهم واقتد بأضعفهم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أنت إمامهم واقتد بأضعفهم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أنت إمامهم واقتد بأضعفهم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أنت إمامهم واقتد بأضعفهم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب