الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن

حديث: الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «الإمام ضامنٌ والمؤذن مُؤْتَمن، اللَّهُمَّ أَرْشِد الأئمة واغفر للمؤذنين».

صحيح: رواه الترمذيّ (٢٠٧) قال: حَدَّثَنَا هناد، حَدَّثَنَا أبو الأحوص وأبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة فذكر الحديث.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح الحديث الشريف الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ:
الحديث:
«الإمام ضامنٌ والمؤذن مُؤْتَمن، اللَّهُمَّ أَرْشِد الأئمة واغفر للمؤذنين».

1. شرح المفردات:

● الإمام: هنا يُقصد به إمام الصلاة الذي يؤم الناس في صلواتهم.
● ضامن: أي كفيل أو متحمل للمسؤولية؛ فهو يتحمل تبعات الإمامة وأداء الصلاة correctly.
● المؤذن: هو الذي يؤذن لنداء الصلاة.
● مؤتمن: أي موثوق به ومأمون على وقت الصلاة وأداء الأذان كما شرع.
● أرشد الأئمة: أي اهدهم إلى الصواب والسداد في فعلهم وقولهم.
● اغفر للمؤذنين: أي اسامحهم وتجاوز عن تقصيرهم أو زلاتهم.

2. المعنى الإجمالي للحديث:

يخبر النبي ﷺ أن الإمام في الصلاة يتحمل مسؤولية عظيمة؛ فهو ضامن لصحة صلاة المأمومين، فإن أخطأ أو قصر تأثر به الجميع. أما المؤذن فهو مؤتمن على أوقات الصلاة وندائها بالشكل المشروع، وهو موضع ثقة المسلمين في إعلامهم بمواقيت العبادة. ثم يدعو النبي ﷺ للأئمة بالهداية والتوفيق، وللمؤذنين بالمغفرة والرحمة.

3. الدروس المستفادة منه:

● عظم مسؤولية الإمامة: الإمام يتحمل تبعات صلاته وصلات من خلفه، لذا يجب أن يكون عالمًا بأحكام الصلاة، حريصًا على إتقانها.
● الأمانة في الأذان: المؤذن مؤتمن على وقت الصلاة وكيفية أداء الأذان، مما يتطلب منه الدقة والإخلاص.
● الدعاء لأهل المسؤوليات: النبي ﷺ علمنا الدعاء للأئمة والمؤذنين، مما يدل على أهمية الدعاء لهم بالتوفيق والمغفرة.
● تشجيع القيام بهذه الوظائف: رغم المسؤولية، إلا أن فيها أجرًا عظيمًا، خاصة مع الدعاء النبوي للمؤذنين بالمغفرة.
● بيان مكانة هذه الأعمال: الإمامة والأذان من الأعمال الجليلة في الإسلام، لما لهما من تأثير مباشر في عبادة الناس.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه، وهو حسن.
- يؤخذ من الحديث الحث على اختيار الأكفاء للإمامة والأذان، لما فيهما من أمانة ومسؤولية.
- يستحب للإمام أن يخفف في الصلاة مع الإتمام، كما قال ﷺ: «أيكم أم الناس فليخفف، فإن فيهم الصغير والكبير والضعيف...».
- للمؤذن أجر عظيم؛ كما في الحديث: «المؤذنون أطول الناس أعناقًا يوم القيامة» (رواه مسلم)، أي أكثرهم شفاعة أو منزلة.
- الدعاء للمؤذن بالإغفار يدل على أن الأذان قد يعتريه بعض التقصير غير المقصود، فيحتاج إلى مغفرة.

أسأل الله أن يوفقنا جميعًا للعلم النافع والعمل الصالح، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذيّ (٢٠٧) قال: حَدَّثَنَا هناد، حَدَّثَنَا أبو الأحوص وأبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة فذكر الحديث.
وهذا إسناد رجاله ثقات، وقد اختلف على الأعمش. فرواه سفيان الثوري عند الإمام أحمد (٩٩٤٢) وزائدة عند أبي داود الطيالسي (٢٥٢٦) وشريك عند الإمام أحمد (٩٤٧٨/ ١) كل هؤلاء وغيرهم مثل حديث أبي الأحوص وأبي معاوية عن الأعمش متصلا.
ورواه محمد بن فضيل عن الأعمش، عن رجل، عن أبي صالح، عنه وحديثه عند أبي داود (٥١٧) عن الإمام أحمد وهو في مسنده (٧١٦٩) فأدخل بين الأعمش وأبي صالح رجلًا غير مسمى.
فاختلف أهل العلم في سماع الأعمش هذا الحديث من أبي صالح: فقال ابن معين: لم يسمع الأعمش هذا الحديث من أبي صالح.
والتحقيق في ذلك أن الأعمش سمع هذا الحديث أولًا عن رجل، عن أبي صالح، ثمّ تيسر له السماع من أبي صالح مباشرة، وعليه أكثر أصحابه منهم: معمر والثوري وأبو الأحوص وأبو معاوية وحفص بن غياث وجرير بن عبد الحميد وغيرهم، وقد صرَّح الأعمش في بعض رواياته أنه سمع من أبي صالح.
ثمّ اختلف أيضًا على أبي صالح، فقيل عنه، عن أبي هريرة رواه عنه ابنه سهيل، عن أبيه أبي صالح انظر ابن خزيمة (٣/ ١٦) ولكن قال الإمام أحمد: هذا الحديث لم يسمعه سهيل من أبيه،
وإنما سمعه من الأعمش كذا نقله البيهقيّ (١/ ٤٣٠) ولكن سهيل ثقة، ولم يعرف بالتدليس، وقد روي كثيرًا عن أبيه، فعنعنته محمولة على السماع.
وكذلك رواه أبو إسحاق السبيعيّ، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.
رواه الإمام أحمد (٨٩٠٩ و١٠٦٦) عن موسى بن داود، ثنا زهير، عن أبي إسحاق به، وصحَّحه ابن خزيمة (٣/ ١٦) فرواه من طريقه.
وخالفه نافع بن سليمان فرواه عن محمد بن أبي صالح، عن أبيه، عن عائشة، رواه الإمام أحمد (٢٤٣٦٣) عن أبي عبد الرحمن، ثنا حيوة بن شريح، قال: حَدَّثَنِي نافع بن سليمان به مثله.
وقد أنكر بعض أهل العلم أن يكون لأبي صالح ولد اسمه محمد ولذا اختلفت أقوال أهل العلم في هذه الروايات فنقل الترمذيّ عن أبي زرعة قوله: حديث أبي صالح عن أبي هريرة أصح من حديث أبي صالح عن عائشة، ونقل عن البخاريّ أنه قال: حديث أبي صالح، عن عائشة أصح، وذكر عن عليّ بن المديني أنه لم يثبتْ حديث أبي صالح، عن أبي هريرة، ولا حديث أبي صالح عن عائشة. انتهى.
ونقل الحافظ في التلخيص (١/ ٢٠٧) عن ابن حبان: أنه صحَّح طريقين فقال: قد سمع أبو صالح هذين الخبرين من عائشة وأبي هريرة جميعًا.
قال الأعظمي: هذا الذي يدل عليه الصناعة الحديثية إن ثبت وجود محمد بن أبي صالح، وإلَّا فحديث أبي صالح عن أبي هريرة أصح، وبه قال أكثر أهل العلم منهم أبو زرعة والعقيلي والدارقطني وغيرهم.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 177 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن

📜 حديث: الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية