كان للنبي ﷺ مؤذنان: بلال وابن أم مكتوم.

حديث: كان للنبي ﷺ مؤذنان: بلال وابن أم مكتوم.

عن عائشة: كان الرسول الله ﷺ مؤذنان، بلال وابن أم مكتوم.

صحيح: رواه مسلم في الصّلاة (٣٨٠) عن ابن نمير، ثنا أبيّ، ثنا عبيد الله، ثنا القاسم، عن عائشة، فذكرته.

عن عائشة: كان الرسول الله ﷺ مؤذنان، بلال وابن أم مكتوم.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح الحديث الشريف:
الحديث:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان للنبي ﷺ مؤذنان: بلال وابن أم مكتوم".
(رواه الإمام أحمد في مسنده، وصححه الألباني).

1. شرح المفردات:

● مؤذنان: جمع مؤذن، وهو الشخص الذي يؤذن للصلاة، وينادي المسلمين لإعلامهم بدخول وقتها.
● بلال: هو بلال بن رباح الحبشي رضي الله عنه، مؤذن الرسول ﷺ وأحد السابقين إلى الإسلام، عُرف بصوته الجميل وأمانته في الأذان.
● ابن أم مكتوم: هو عبد الله بن أم مكتوم رضي الله عنه، ابن خالة السيدة خديجة رضي الله عنها، وكان أعمى، وأحد المهاجرين الأوائل.

2. المعنى الإجمالي للحديث:

يبيّن الحديث أن النبي ﷺ كان له مؤذنان رئيسيان في المدينة المنورة، هما بلال بن رباح وابن أم مكتوم رضي الله عنهما. وكان لكل منهما دور متميز في الأذان، حيث يؤذن بلال للصلاة في أوقاتها الطبيعية، بينما يؤذن ابن أم مكتوم للفجر تحديدًا أو عند الحاجة، كأن يغيب بلال أو يكون مشغولًا.

3. الدروس المستفادة منه:

● التيسير على المسلمين: تعدد المؤذنين يدل على مراعاة ظروف الناس وتسهيل سماع الأذان على الجميع، خاصة في المدينة التي كانت تتسع باستمرار.
● العدل والمساواة: النبي ﷺ لم يجعله الأذان حكرًا على شخص واحد، بل وزّع المهام حسب الكفاءة والحاجة، مما يعلمنا أهمية تعدد القيادات وتكامل الأدوار.
● إشراك ذوي الاحتياجات الخاصة: ابن أم مكتوم كان أعمى، ومع ذلك أوكل إليه النبي ﷺ مهمة الأذان، مما يدل على أن الإعاقة الجسدية لا تمنع من المشاركة في خدمة الدين والمجتمع.
● التعاون في الخير: تعدد المؤذنين يعكس روح العمل الجماعي في الإسلام، حيث يتعاون الناس على البر والتقوى.

4. معلومات إضافية مفيدة:

● فضل الأذان: الأذان شعيرة عظيمة، والمؤذنون يُغفر لهم مدى صواتهم ويشهد لهم كل شيء يسمعهم، كما في الحديث: "المؤذنون أطول الناس أعناقًا يوم القيامة" (رواه مسلم).
● سبب تعدد المؤذنين: كان بلال رضي الله عنه يؤذن للصلوات الخمس عادة، أما ابن أم مكتوم فكان يؤذن للفجر أحيانًا أو عندما يتغيب بلال، كما أنه كان يؤذن لقيام الليل أو في الظروف الخاصة.
● العبرة في الصوت لا في المظهر: بلال كان حبشيًا أسود، وابن أم مكتوم كان أعمى، yet اختارهما النبي ﷺ لأهمية الصوت الواضح والإخلاص، لا للون أو جمال الشكل.

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الصّلاة (٣٨٠) عن ابن نمير، ثنا أبيّ، ثنا عبيد الله، ثنا القاسم، عن عائشة، فذكرته. ولم يذكر مسلمُ لفظه وإنما حال على حديث ابن عمر.
ورواه ابن أبي شيبة عنها فقالت: كان لرسول الله ﷺ ثلاثة مؤذنين، بلال، وأبو محذورة، وابن أم مكتوم. (السنن الكبرى للبيهقي: ١/ ٤٢٩، رقم: ٢٠٩٨).
رواه عن يحيى بن آدم، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الأسود، عن عائشة.
وعنه رواه ابن خزيمة وقال: والخبران صحيحان، فمن قال: كان له مؤذنان أراد اللذين كانا يؤذنان
بالمدينة، ومن قال: له ثلاثة أراد أبا محذورة الذي كان يؤذِّن بمكة، انظر: «إتحاف المهرة» (٢/ ١٢٦).
وقلت: وكذلك سعد بن عائذ، أو ابن عبد الرحمن مولى الأنصاري المعروف بسعد القرظ كان مؤذن رسول الله ﷺ بقباء كما أخرجه الحاكم (٣/ ٦٠٨) من طريق بقية، ثنا الزبيديّ، عن الزّهريّ، عن حفص بن عمر بن سعد القرظ أن أباه وعمومته أخبروه أن سعد القرظ كان مؤذِّنًا لأهل قباء، فانتقله عمر بن الخطّاب فاتخذه مؤذنًا لمسجد رسول الله ﷺ. سكت عليه الحاكم والذّهبيّ، وفي الإسناد حفص بن عمر بن سعد جعله الحافظ في مرتبة «مقبول».
وذلك بعد أن مات رسولُ الله ﷺ وترك بلالٌ الأذان، وانتقل إلى الشام.
ويقال له: سعد القُرَظ، لأنه كان يتجر في القرظ، روى البغوي عن القاسم بن الحسن بن محمد بن عمرو بن حفص بن عمرو بن سعد القرظ، عن آبائه أن سعدًا اشتكى إلى النَّبِيّ ﷺ قلة ذات يده، فأمره النَّبِيّ ﷺ بالتجارة، فخرج إلى السوق فاشترى شيئًا من قرظ فباعه فربح فيه، فذكر ذلك للنبي ﷺ فأمره بلزوم ذلك. ذكره الحافظ في «الإصابة» (٢/ ٢٩).
وقال ابن عبد البر في «الاستيعاب»: «فلم يزل يؤذن في مسجد رسول الله ﷺ إلى أن مات، وتوارث عنه بنوه الأذان فيه إلى زمن مالك وبعده أيضًا».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 157 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان للنبي ﷺ مؤذنان: بلال وابن أم مكتوم.

📜 حديث: كان للنبي ﷺ مؤذنان: بلال وابن أم مكتوم.

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: كان للنبي ﷺ مؤذنان: بلال وابن أم مكتوم.

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: كان للنبي ﷺ مؤذنان: بلال وابن أم مكتوم.

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: كان للنبي ﷺ مؤذنان: بلال وابن أم مكتوم.

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية