حديث: توجه النبي نحو الكعبة بعد صلاته نحو بيت المقدس

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في تحويل القبلة من بيت المقدس إلى بيت الله الحرام

عن البراء بن عازب قال: كان رسولُ الله ﷺ صلَّى نحو بيت المقدس ستة عشر - أو سبعة عشر - شهرًا. وكان رسول الله ﷺ لا يحب أن يُوَجِّه إلى الكعبة، فأنزل الله: ﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ﴾ [سورة البقرة: ١٤٨] فتوجه نحو الكعبة. وقال السفهاء من الناس - وهم اليهود -: ﴿مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [سورة البقرة: ١٤٢]. فصلى مع النَّبِيّ ﷺ رجل، ثمّ خرج بعد ما صلَّى فمَرَّ على قوم من الأنصار في صلاة العصر نحو بيت.
المقدس، فقال: هو يشهد أنه صلَّى مع رسول الله ﷺ، وأنه توجه نحو الكعبة. فتحرف القومُ حتَّى توجهوا نحو الكعبة.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الصّلاة (٣٩٩)، ومسلم في المساجد (٥٢٥) كلاهما من حديث أبي إسحاق، عن البراء بن عازب، واللّفظ للبخاريّ، وذكره مسلم مختصرًا نحوه، وانفرد البخاريّ فذكر في كتاب الإيمان (٤٠): وهم راكعون، فداروا كما هم قِبَل البيت، وكانت اليهود قد أعجبهم إذ كان يُصَلِّي قبل بيت المقدس وأهلُ الكتاب، فلمّا ولَّى وجْهَه قِبل البيتِ أنكروا ذلك.

عن البراء بن عازب قال: كان رسولُ الله ﷺ صلَّى نحو بيت المقدس ستة عشر - أو سبعة عشر - شهرًا. وكان رسول الله ﷺ لا يحب أن يُوَجِّه إلى الكعبة، فأنزل الله: ﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ﴾ [سورة البقرة: ١٤٨] فتوجه نحو الكعبة. وقال السفهاء من الناس - وهم اليهود -: ﴿مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [سورة البقرة: ١٤٢]. فصلى مع النَّبِيّ ﷺ رجل، ثمّ خرج بعد ما صلَّى فمَرَّ على قوم من الأنصار في صلاة العصر نحو بيت.
المقدس، فقال: هو يشهد أنه صلَّى مع رسول الله ﷺ، وأنه توجه نحو الكعبة. فتحرف القومُ حتَّى توجهوا نحو الكعبة.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النفيس الذي رواه الإمام البخاري ومسلم وغيرهما عن الصحابي الجليل البراء بن عازب رضي الله عنه، مع بيان فوائده وعبره:

1. شرح المفردات:


● "صَلَّى نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ": أي أن النبي ﷺ ومن معه من المسلمين كانوا يتوجهون في صلاتهم إلى المسجد الأقصى في القدس، قبل أن يُفْرَض التوجه إلى الكعبة.
● "لا يُحِبُّ أَنْ يُوَجِّهَ إِلَى الْكَعْبَةِ": كان النبي ﷺ يحب التوجه إلى الكعبة لأنها قبلة أبيه إبراهيم عليه السلام، ولكن كان ينتظر الأمر من الله تعالى.
● "السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ": هم اليهود الذين كانوا يسكنون المدينة، وسُمُّوا بسفهاء لسخافة عقولهم واعتراضهم على أمر الله.
● "تَحَرَّفَ الْقَوْمُ": أي استداروا وغيَّروا اتجاههم في الصلاة وهم فيها، من جهة بيت المقدس إلى جهة الكعبة.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي ﷺ صلى إلى بيت المقدس بعد الهجرة ستة عشر أو سبعة عشر شهرًا، وكان في نفسه محبة للتوجه إلى الكعبة، فاستجاب الله له وأَنْزَلَ الآية الكريمة التي تأمر بالتوجه إلى المسجد الحرام. فلمَّا تحوَّل النبي ﷺ إلى الكعبة، اعترض اليهود وسخروا، فردَّ الله عليهم. ثم يذكر الحديث قصة الرجل الذي صلى مع النبي ﷺ ثم ذهب إلى جماعة من الأنصار فوجدهم يصلون العصر إلى بيت المقدس (لأن الخبر لم يصلهم بعد)، فأخبرهم بتحويل القبلة، فاستداروا في صلاتهم وواجهوا الكعبة.

3. الدروس المستفادة والعبر:


● وجوب استقبال القبلة في الصلاة: وهي من شروط صحة الصلاة، وقد تكرس هذا المعنى بتحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة.
● طاعة الله ورسوله: فالمسلمون لم يتأخروا عن الامتثال لأمر الله، بل استداروا في صلاتهم بمجرد علمهم بالأمر.
● بطلان شبهات المعترضين: كاليهود الذين اعترضوا على تحويل القبلة، فرد الله عليهم بأن الدين كله له، وهو الذي يهدي من يشاء إلى الصراط المستقيم.
● قبول خبر الواحد العدل: حيث قبل الأنصار خبر الرجل الذي أخبرهم بتحويل القبلة، ولم يترددوا في تغيير اتجاههم في الصلاة.
● محبة النبي ﷺ للكعبة: وذلك لأنها قبلة أبيه إبراهيم عليه السلام، وهي أول بيت وضع للناس.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- نزل تحويل القبلة في السنة الثانية للهجرة، في منتصف شهر رجب على الأرجح.
- الحكمة من التوجه أولاً إلى بيت المقدس: كانت امتحانًا للمسلمين في طاعتهم، وتمييزًا للمؤمنين من المنافقين، بجانب إظهارًا لوسطية الأمة الإسلامية التي تتجه إلى قبلة الأنبياء جميعًا.
- القبلة هي الكعبة للمسلمين في جميع أنحاء العالم، ويجب على كل مكلف أن يتوجه إليها في صلاته إذا استطاع، فإن عجز صلى إلى أي اتجاه وتكون صلاته صحيحة.
نسأل الله أن يوفقنا للطاعة، ويجعلنا من المستقمين على دينه، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الصّلاة (٣٩٩)، ومسلم في المساجد (٥٢٥) كلاهما من حديث أبي إسحاق، عن البراء بن عازب، واللّفظ للبخاريّ، وذكره مسلم مختصرًا نحوه، وانفرد البخاريّ فذكر في كتاب الإيمان (٤٠): وهم راكعون، فداروا كما هم قِبَل البيت، وكانت اليهود قد أعجبهم إذ كان يُصَلِّي قبل بيت المقدس وأهلُ الكتاب، فلمّا ولَّى وجْهَه قِبل البيتِ أنكروا ذلك.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 186 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: توجه النبي نحو الكعبة بعد صلاته نحو بيت المقدس

  • 📜 حديث: توجه النبي نحو الكعبة بعد صلاته نحو بيت المقدس

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: توجه النبي نحو الكعبة بعد صلاته نحو بيت المقدس

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: توجه النبي نحو الكعبة بعد صلاته نحو بيت المقدس

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: توجه النبي نحو الكعبة بعد صلاته نحو بيت المقدس

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب