حديث: المؤذنون يفضلوننا فقل كما يقولون فإذا انتهيت فسل تعطه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

الدعاء عند سماع النداء

عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنَّ رجلًا قال: يا رسول الله! إنَّ المؤذنين يَفْضُلوننا. فقال رسول الله ﷺ: «قل كما يقولون، فإذا انتهيت فسلْ تُعطه».

حسن: رواه أبو داود (٥٢٤) واللّفظ له، وأحمد (٦٦٠١) والبيهقي (١/ ٤١٠) كلّهم من طريق حُييّ، عن أبي عبد الرحمن - يعني الحُبلِّي، عن عبد الله بن عمرو فذكره.

عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنَّ رجلًا قال: يا رسول الله! إنَّ المؤذنين يَفْضُلوننا. فقال رسول الله ﷺ: «قل كما يقولون، فإذا انتهيت فسلْ تُعطه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الحديث:
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنَّ رجلًا قال: يا رسول الله! إنَّ المؤذنين يَفْضُلوننا. فقال رسول الله ﷺ: «قُل كما يقولون، فإذا انتهيت فَسَلْ تُعْطَه».
(رواه أبو داود في سننه، وصححه الألباني)


الشرح الوافي:



# 1. شرح المفردات:


● يَفْضُلوننا: أي يزيدون علينا في الأجر والثواب.
● قُل كما يقولون: أي اردد خلف المؤذن كلمات الأذان بنفس الصيغة.
● فإذا انتهيت: أي عندما ينتهي المؤذن من الأذان.
● فَسَلْ تُعْطَه: أي اطلب من الله الوسيلة والفضيلة، وسيعطيك ما سألت.


# 2. المعنى الإجمالي للحديث:


يشكو رجلٌ للنبي ﷺ أن المؤذنين يحصلون على أجر عظيم لا يحصل عليه غيرهم، بسبب تأديتهم للأذان الذي هو شعيرة عظيمة. فأرشده النبي ﷺ إلى كيفية المشاركة في هذا الأجر، بأن يردد الأذان مثلما يقوله المؤذن، ثم يدعو بعد الانتهاء بدعاء مخصوص (وهو دعاء الوسيلة)، فيعطى من الفضل مثل ما يعطى المؤذن.


# 3. الدروس المستفادة منه:


● فضل الأذان: للأذان مكانة عالية في الإسلام، والمؤذنون يُغفر لهم مدى صوتهم ويشهد لهم كل شيء سمعه.
● التساوي في الأجر: يمكن للمسلم أن ينال أجرًا مثل أجر المؤذن بالاستجابة لأذانه واتباع السنة في الرد والدعاء.
● الحكمة من المشروعية: تشجيع المسلمين على الاقتداء بالمؤذن والذكر والدعاء بعد الأذان.
● العدل الإلهي: الله تعالى يعطي كامل الأجر للمؤذن، ولا ينقص من أجره شيء عندما يردد الآخرون خلفه، بل يزيد الجميع فضلًا.


# 4. معلومات إضافية مفيدة:


● دعاء بعد الأذان: يستحب بعد الانتهاء من ترديد الأذان أن يقول المسلم:
«اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، وَالصَّلَاةِ الْقَائِمَةِ، آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ، وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْتَهُ»
(رواه البخاري).
وهذا هو المقصود بقوله ﷺ: «فَسَلْ تُعْطَه».
● فضل الرد على المؤذن: من ردَّ على المؤذن بإخلاص دخل الجنة (كما في صحيح مسلم).
● الأذان شعيرة عظيمة: هو إعلام بدخول وقت الصلاة، وإظهار لشعار الإسلام.


خلاصة:


الحديث يدل على حرص النبي ﷺ على تعليم أمته كيف ينالون الأجور العظيمة، ويرشد إلى سنة الرد على المؤذن والدعاء بعده، مما يجعل المسلم شريكًا للمؤذن في الأجر والثواب.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٥٢٤) واللّفظ له، وأحمد (٦٦٠١) والبيهقي (١/ ٤١٠) كلّهم من طريق حُييّ، عن أبي عبد الرحمن - يعني الحُبلِّي، عن عبد الله بن عمرو فذكره.
وحُييّ هو: ابن عبد الله بن شريح المعافري المصريّ، مختلف فيه؛ فقال البخاريّ: فيه نظر.
وقال أحمد: أحاديثه مناكير. وقال النسائيُّ ليس بالقويِّ.
ولكن قال ابن معين: ليس به بأس. وقال ابن عديّ: أرجو أنه لا بأس به إذا روى عنه ثقة.
قال الأعظمي: وهنا روى عنه ابن وهب وهو ثقة، وحسَّنه أيضًا الحافظ في «نتائج الأفكار» (١/ ٣٧٨).
وأمّا ما رواه مالك في الصّلاة (٧) عن أبي حازم بن دينار، عن سهل بن سعد الساعدي أنَّه قال: «ساعتان يفتح لهما أبواب السماء، وقلَّ داعٍ تُردُّ عليه دعوته: حين يحضرُ النداء للصلاة، والصفُّ في سبيل الله». فهو موقوف.
قال ابن عبد البرِّ في التمهيد (٢١/ ١٣٨): «هكذا هو موقوف على سهل بن سعد في الموطأ عند جماعة الرواة، ومثله لا يقال من جهة الرأي. وقد رواه أيوب بن سويد ومحمد بن خالد وإسماعيل بن عمر عن مالك مرفوعًا». ثمَّ أسند عن هؤلاء.
وخالف موسى بن يعقوب مالكًا فرواه عن أبي حازم، عن سهل بن سعد مرفوعًا. رواه أبو داود (٢٥٤٠) وابن خزيمة (٤١٩) والحاكم (١/ ١٩٨) والبيهقي (١/ ٤١٠) كلّهم من هذا الوجه. ولفظه: «ثنتان لا تُردَّان، أو قلَّما تُردان: الدعاء عند النداء، وعند البأس حين يلحم بعضهم بعضًا».
قال الحاكم: «هذا حديث ينفرد به موسى بن يعقوب، وقد رُوي عن مالك، عن أبي حازم، وموسى بن يعقوب ممن يوجد عنه التفرد».
وقال البيهقيّ: رفعه الزمعي - موسى بن يعقوب، ووقَّفه مالك بن أنس الإمام». انتهى.
قال الأعظمي: الظاهر أنَّ موسى بن يعقوب أخطأ في رفع هذا الحديث؛ لأنَّه وُصِف بسوء الحفظ.
وقال ابن المديني: ضعيف الحديث منكر الحديث. وضعَّفه النسائيُّ وغيره.
وأشار الحافظ إلى أنَّه مختلف فيه ولكنَّه قال: «حديث حسن صحيح».»نتائج الأفكار (١/ ٣٧٩ - ٣٨٠) فلعلَّه لأجل الشواهد.
فالخُلاصة: أنَّه يُحسَّن حديثه إذا لم يُخالف، وقد خالف هنا إمامًا من الأئمة وهو مالك بن أنس.
وورد في سؤال الوسيلة عند سماع الأذان من حديث أبي الدّرداء وابن مسعود مرفوعًا وفي إسنادهما ضعف، قاله ابن رجب في: فتحه (٣/ ٤٦٤).
قال الأعظمي: وفيه أيضًا عن أبي سعيد الخدريّ، وأنس بن مالك، وأبي هريرة، أخرج بعضها الطبرانيّ في: كتاب الدعاء«وهي كلُّها ضعيفة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 172 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: المؤذنون يفضلوننا فقل كما يقولون فإذا انتهيت فسل تعطه

  • 📜 حديث: المؤذنون يفضلوننا فقل كما يقولون فإذا انتهيت فسل تعطه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: المؤذنون يفضلوننا فقل كما يقولون فإذا انتهيت فسل تعطه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: المؤذنون يفضلوننا فقل كما يقولون فإذا انتهيت فسل تعطه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: المؤذنون يفضلوننا فقل كما يقولون فإذا انتهيت فسل تعطه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب