حديث: ما بين المشرق والمغرب قبلة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب وجوب استقبال القبلة

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «ما بين المشرق والمغرب قبلة».

حسن: رواه الترمذيّ (٣٤٢)، وابن ماجة (١٠١١) كلاهما من حديث أبي معشر، عن محمد
ابن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «ما بين المشرق والمغرب قبلة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي ييسر على الأمة في أمر عظيم من أمور دينها، وهو استقبال القبلة في الصلاة. وإليك الشرح الوافي لهذا الحديث:

نص الحديث:


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما بين المشرق والمغرب قبلة».

1. شرح المفردات:


● ما بين: أي المسافة أو الجهة الواقعة بين.
● المشرق والمغرب: هما جهتا الشرق والغرب المعروفتان.
● قبلة: أي جهة استقبال المصلي في صلاته، وهي الكعبة المشرفة.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن الجهة الواقعة بين المشرق والمغرب تعتبر قبلة للمصلي إذا كان في منطقة تقع في شمال الكعبة أو جنوبها، كبلاد الشام ومصر وما والاها. وهذا من تيسير الله تعالى على عباده، حيث وسع لهم في جهة القبلة إذا لم يتمكنوا من تحديد اتجاه الكعبة بدقة، فمن صلى ضمن هذه الجهة الواسعة (ما بين المشرق والمغرب) فقد أصاب القبلة وتحقق شرط استقبالها.

3. الدروس المستفادة منه:


● التيسير في الدين: الإسلام دين يسر ورفق، وهذا الحديث نموذج لذلك، حيث وسع النبي صلى الله عليه وسلم في جهة القبلة تخفيفًا على الأمة ورفعًا للحرج عنهم.
● مراعاة الظروف: الحديث يدل على مراعاة ظروف المصلين وقدرتهم على تحديد方向 القبلة بدقة، خاصة في الأماكن البعيدة أو عند عدم وجود أدلة واضحة.
● الاجتهاد في طلب القبلة: على المسلم أن يبذل وسعه في تحديد اتجاه القبلة بالوسائل المتاحة له، فإن اجتهد ثم صلى ضمن الجهة الواسعة (ما بين المشرق والمغرب) فقد أجزأه ذلك.
● وحدة الأمة: التيسير في أمر القبلة يجمع الأمة ويوحد اتجاه صلاتهم، ويجنبهم الخلاف والشدّة.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث خاص بأهل المدينة والمناطق التي تقع شمال الكعبة أو جنوبها، حيث تكون القبلة towards الجنوب لأهل الشام ومصر، وتكون towards الشمال لأهل اليمن وما والاها. فأهل هذه المناطق إذا استقبلوا الجهة بين المشرق والمغرب (أي الجنوب أو الشمال) فقد استقبلوا القبلة.
- الحديث رواه الترمذي وابن ماجه، وهو حسن.
- يستفاد من الحديث أن من اجتهد في تحديد القبلة ثم تبين له بعد الصلاة أنه أخطأ اتجاهها فلا إعادة عليه، لأن النبي صلى الله عليه وسلم وسع في الجهة.
- يجب على المسلم أن يتعلم اتجاه القبلة في بلده، ويستعين بالوسائل الحديثة كالبوصلة أو التطبيقات الإلكترونية إذا أمكن، فإن لم يتمكن فليجتهد بناء على الأدلة الظاهرة، ثم يصلي دون حرج.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وييسر لنا أمورنا، ويجعلنا من المقبلين على القبلة بخشوع وإيمان. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذيّ (٣٤٢)، وابن ماجة (١٠١١) كلاهما من حديث أبي معشر، عن محمد
ابن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، فذكره.
قال الترمذيّ: «وقد تكلم بعض أهل العلم في أبي معشر من قبل حفظه، واسمه»نجيح«مولى بني هاشم، قال محمد: لا أروي عنه شيئًا. وقد روى عنه الناس».
قال الأعظمي: نَجيح هو ابن عبد الرحمن السنديّ ضعيف عند جمهور أهل العلم.
ولكن قال ابن عدي: «حدّث عنه الثّقات، ومع ضعَّفه بكتب حديثه».
إِلَّا أنَّ الحديث قد جاء من وجه آخر وهو ما رواه الترمذيّ (٣٤٤) عن الحسن بن أبي بكر المروزيّ، حَدَّثَنَا المعلى بن منصور، حَدَّثَنَا عبد الله بن جعفر المخزوميّ، عن عثمان بن محمد الأخنسيّ، عن سعيد المقبريّ، عن أبي هريرة، عن النَّبِيّ ﷺ، فذكره. قال الترمذيّ: «حسن صحيح».
ونقل عن البخاريّ أنه قال: «حديث عبد الله بن جعفر المخزوميّ، عن عثمان بن محمد الأخنسيّ، عن سعيد المقبريّ، عن أبي هريرة أقوى من حديث أبي معشر وأصح».
قال الأعظمي: فيه عثمان بن محمد الأخنسي مختلف فيه، فوثقه ابن معين والبخاريّ، وضعّفه النسائيّ.
أظن هذا التضعيف ليس على إطلاقه، وإنما وقع ذلك في أحاديثه عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة.
قال ابن المديني: «رُوي عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة أحاديث مناكير».
وحديثنا هذا ليس من رواية سعيد بن المسيب، ولعله لذلك حكم عليه الترمذيّ بأنه حسن صحيح. وللعلماء فيه كلام كثير، وهذه خلاصته.
فإذا ضُم هذا بالذي قبله يُحسن؛ لأنه ليس في حديثه ما ينكر عليه.
وهذا حكم خاص لأهل المدينة ومن على خطّهم شمالًا وجنوبًا، فإنَّ قبلتهم بين المشرق والمغرب.
وأمّا ما رُوي عن ابن عمر مرفوعًا: «ما بين المشرق والمغرب قبلة» فالصحيح أنه موقوف على عمر، فقد رواه جماعة منهم حمّاد بن سلمة وزائدة ابن قدامة ويحيى بن سعيد القطان وغيرهم، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر من قوله. كما قال البيهقيّ (٢/ ٩).
فقد رواه الدَّارقطنيّ (١٠٦١)، والحاكم (١/ ٢٠٦) وعنه البيهقيّ (٢/ ٩) من طريق يزيد بن هارون، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن مجبر، عن نافع، عن ابن عمر، عن رسول الله ﷺ، فذكر الحديث.
وقد سئل أبو زرعة عن هذا الحديث، فقال: «هذا وهم، الحديث حديث ابن عمر موقوف» العلل لابن أبي حاتم (٥٢٨). وقال البيهقيّ: تفرّد به ابن مجبر.
ولكن للحديث إسناد آخر وهو ما أخرجه الدَّارقطنيّ (١٠٦٠)، والحاكم وعنه البيهقيّ من طريق يعقوب بن يوسف الواسطيّ، عن شعيب بن أيوب، ثنا عبد الله بن نمير، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، (فذكر الحديث).
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط الشّيخين، فإن شعيب بن أيوب ثقة، وقد أسنده».
ولكن قال البيهقيّ: «تفرّد به يعقوب بن يوسف الخلال، والمشهور رواية الجماعة ...» فذكره كما سبق.
وقال: «ورُوي عن أبي هريرة مرفوعًا. ورُوي عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي قلابة، عن النَّبِيّ ﷺ مرسلًا. ورُوي عن عليّ وابن عباس من قولهما. والمراد به أهل المدينة ومن كان قبلته على سمت أهل المدينة، فيما بين المشرق والمغرب، يطلب قبلتهم، ثمّ يطلب عينها» انتهى.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 195 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما بين المشرق والمغرب قبلة

  • 📜 حديث: ما بين المشرق والمغرب قبلة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما بين المشرق والمغرب قبلة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما بين المشرق والمغرب قبلة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما بين المشرق والمغرب قبلة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب