حديث: بلال يؤذن إذا دحضت فلا يقيم حتى يخرج النبي

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في المؤذن ينتظر الإمام، فإذا رآه يقيم

عن جابر بن سمرة قال: كان بلال يؤذِّن إذا دحضتْ، فلا يُقيم حتَّى يخرجَ النَّبِيّ ﷺ، فإذا خرج أقام الصّلاةَ حين يراه.

صحيح: رواه مسلم في المساجد (٦٠٦) عن سلمة بن شبيب، ثنا الحسن بن أعين، ثنا زهير، ثنا سماك بن حرْب، عن جابر بن عبد الله فذكر الحديث.

عن جابر بن سمرة قال: كان بلال يؤذِّن إذا دحضتْ، فلا يُقيم حتَّى يخرجَ النَّبِيّ ﷺ، فإذا خرج أقام الصّلاةَ حين يراه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد، فإليك شرح الحديث الشريف شرحًا وافيًا، مستندًا إلى كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة:
الحديث: عن جابر بن سمرة -رضي الله عنه- قال: كان بلال يؤذِّن إذا دحضتْ، فلا يُقيم حتَّى يخرجَ النَّبِيّ ﷺ، فإذا خرج أقام الصّلاةَ حين يراه.
(رواه مسلم في صحيحه)


1. شرح المفردات:


* دحضت: دحضت الشمس، أي مالت للغروب وزالت عن كبد السماء (وقت الزوال). والدَّحْضُ: الزَّلَلُ والانْسِلاخُ، فكأن الشمس تزِلُّ عن مركز كبد السماء. وهذا هو وقت صلاة الظهر.
* يؤذن: يرفع الأذان للصلاة، وهو الإعلام بدخول وقتها.
* لا يقيم: لا يشرع في الإقامة للصلاة، وهي الإعلام بالشروع في الصلاة.
* حتى يخرج النبي ﷺ: ينتظر حتى يخرج النبي صلى الله عليه وسلم من بيته أو مكانه متوجهًا إلى المصلى.
* حين يراه: بمجرد أن يبصره قد خرج واقترب من مكان الصلاة.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر الصحابي الجليل جابر بن سمرة -رضي الله عنه- عن هدي النبي ﷺ في صلاة الظهر، حيث كان المؤذن الأمين بلال بن رباح -رضي الله عنه- يؤذن للأذان الأول (أذان الإعلام بدخول الوقت) بمجرد أن تزول الشمس عن كبد السماء ويميل ضوءها، دلالة على دخول وقت صلاة الظهر.
ثم كان بلال -رضي الله عنه- ينتظر ولا يشرع في الإقامة (الأذان الثاني الذي هو إعلام بالشروع في الصلاة) حتى يرى النبي ﷺ قد خرج من بيته متوجهًا إلى المسجد. فما أن يبصر خروجه ﷺ حتى يقوم للإقامة، حتى إذا وصل النبي ﷺ إلى المصلى وجد الناس قد اصطفوا منتظرين، فيبدأ الصلاة مباشرة دون انتظار.


3. الدروس المستفادة والفَوائد:


1- بيان هدي النبي ﷺ في التأني وعدم العجلة في الصلاة: لم يكن يُقام للصلاة بمجرد دخول الوقت، بل كان هناك فاصل بين الأذان والإقامة ليتهيأ الناس ويأتوا إلى المسجد من غير عجلة أو إرباك.
2- مراعاة أحوال المصلين وتيسير الأمور عليهم: هذا الفاصل بين الأذان والإقامة فيه تيسير على الناس، حيث يعطيهم وقتًا كافيًا لتلبية النداء، وإكمال أشغالهم، والوضوء، والتوجه إلى المسجد بسكينة ووقار.
3- السنة فصل الأذان عن الإقامة بفترة: وهذا الفاصل يختلف باختلاف أحوال الناس وعددهم، ففي المساجد الكبيرة يحتاج إلى وقت أطول من المساجد الصغيرة. والمقصود هو تمكين الناس من الحضور.
4- احترام الإمام وانتظاره: حيث لا تُقام الصلاة حتى يحضر الإمام، تأدبًا معه وضبطًا لأمر الصلاة.
5- فضل بلال وحسن تنظيمه لأمر الصلاة: فقد كان -رضي الله عنه- حريصًا على مراعاة هدي النبي ﷺ، ومتابعًا لخروجه، فلا يُقيم إلا برؤيته، مما يدل على كمال عقله وديانته.
6- أن رؤية الإمام أو العلم بخروجه سبب للإقامة: فالإقامة مرتبطة بحضور الإمام واستعداد الجماعة للصلاة، وليس بمجرد دخول الوقت.
7- بيان وقت صلاة الظهر: وهو يبدأ من زوال الشمس (عند انتصاف النهار في السماء).


4. معلومات إضافية مفيدة:


* هذا الحديث يدل على الأذان الأول للظهر الذي كان في عهد النبي ﷺ، وهو غير الأذان الذي يُقال عند دخول الوقت مباشرة (الإقامة). وقد كان هذا الأذان الأول للإعلام بدخول الوقت، ليستعد الناس، ثم يُنادى للإقامة عند حضور الإمام واصطفاف المصلين.
* الفاصل بين الأذان والإقامة يُعرف بـ "الترويحة" أو "الترويح"، وكان الصحابة -رضوان الله عليهم- يستغلون هذا الوقت في صلاة الرواتب ( Sunnah Ratibah) أو الأذكار.
* هذا الهَدْي النبوي في التروي بين الأذان والإقامة يشمل جميع الصلوات، وليس الظهر فقط، لكنه كان أوضح ما يكون في صلاة الظهر لشدة الحر أحيانًا، فيحتاج الناس إلى وقت للتبرد والاستعداد.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في المساجد (٦٠٦) عن سلمة بن شبيب، ثنا الحسن بن أعين، ثنا زهير، ثنا سماك بن حرْب، عن جابر بن عبد الله فذكر الحديث.
ورواه أبو داود (٥٣٧) والتِّرمذيّ (٢٠٢) من طريق إسرائيل، عن سماك بن حرب وفيه: «كان مؤذن رسول الله ﷺ يؤذن، ثمّ يُمْهِل، فإذا رأى النَّبِيَّ ﷺ قد خرج أقام الصّلاة».
ولم يُسم الترمذيّ اسم المؤذِّنِ، وسماه أبو داود بأنه بلال.
قال الترمذيّ: هكذا قال بعض أهل العلم: «إنَّ المؤذِّن أملكُ بالأذان، والإمام أملك بالإقامة».
قال الأعظمي: قول الترمذيّ هو الصواب، وأمّا ما رُوي عن أبي هريرة مرفوعًا:
«المؤذِّن أملك بالأذان، والإمام أملك بالإقامة، اللَّهُمَّ أرشد الأئمة واغفر للمؤذنين» فهو ضعيف، رواه ابن عدي في «الكامل» (٤/ ١٣٢٧) عن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن فروخ، ثنا عليّ بن أشكاب، ثنا يحيى بن إسحاق، ثنا شريك، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة
فذكر الحديث.
قال ابن عدي: هذا بهذا اللّفظ لا يُروى إِلَّا عن شريك من رواية يحيى بن إسحاق عنه، وإنما رواه الناس عن الأعمش بلفظ آخر وهو قول: «الإمام ضَامِنٌ والمؤذِّن مُؤتمن. اللَّهُمَّ أرشد الأئمة واغفر للمؤذنين». وحديث الأعمش سبق تخريجه.
ورواه البيهقيّ في «الكبرى» (٢/ ١٩) من كلام عليّ بن أبي طالب وقال: «ورُوي عن شريك، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعًا وليس بمحفوظ».
وقوله: «فإذا خرج أقام الصّلاة حين يراه» لا يعارض ما ثبت في الصحيحين - البخاريّ في الدعوات (٦٣١٠) ومسلم في صلاة المسافرين (٧٣٦): «فإذا طلع الفجرُ صلي رسول الله ﷺ ركعتين خفيفتين، ثمّ اضطلع على شقه الأيمن حتَّى يجيءَ المؤذِّنُ فيؤذِنُه» وفي رواية مسلم: «حتَّى يأتيه المؤذِّن للإقامة» فمعنى هذا أن بلالًا كان يراقب خروجَ رسول الله ﷺ، فإذا رآه يشرع في الإقامة قبل أن يراه الناس. وأحيانا إذا تأخر خروجُ النَّبِيّ ﷺ يذهب إلى بابه لتفقد أحواله، وليُخبره بأن الوقت قد حان، فإن خرج شرع في الإقامة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 181 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: بلال يؤذن إذا دحضت فلا يقيم حتى يخرج النبي

  • 📜 حديث: بلال يؤذن إذا دحضت فلا يقيم حتى يخرج النبي

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: بلال يؤذن إذا دحضت فلا يقيم حتى يخرج النبي

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: بلال يؤذن إذا دحضت فلا يقيم حتى يخرج النبي

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: بلال يؤذن إذا دحضت فلا يقيم حتى يخرج النبي

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب