حديث: تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة أثناء الصلاة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في تحويل القبلة من بيت المقدس إلى بيت الله الحرام

عن أنس أن رسول الله ﷺ كان يُصلي نحو بيت المقْدِس فنزلت: ﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ﴾ [سورة البقرة: ١٤٤]، فمرَّ رجل من بني سلمة، وهم ركوع في صلاة الفجر، وقد صلَّوا ركعة فنادى: ألا إن القبلة حُوِّلَتْ، فمالُوا كما هم نحو القبلة.

صحيح: رواه مسلم في المساجد (٥٢٧) عن أبي بكر بن أبي شيبة، ثنا عفّان، ثنا حمّاد بن
سلمة، عن ثابت، عن أنس فذكر مثله، وبقية الأحاديث في تحويل القبلة ستأتي في كتاب التفسير إن شاء الله تعالى.

عن أنس أن رسول الله ﷺ كان يُصلي نحو بيت المقْدِس فنزلت: ﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ﴾ [سورة البقرة: ١٤٤]، فمرَّ رجل من بني سلمة، وهم ركوع في صلاة الفجر، وقد صلَّوا ركعة فنادى: ألا إن القبلة حُوِّلَتْ، فمالُوا كما هم نحو القبلة.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه:

الحديث:


عن أنس أن رسول الله ﷺ كان يُصلي نحو بيت المقْدِس فنزلت: ﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ﴾ [سورة البقرة: ١٤٤]، فمرَّ رجل من بني سلمة، وهم ركوع في صلاة الفجر، وقد صلَّوا ركعة فنادى: ألا إن القبلة حُوِّلَتْ، فمالُوا كما هم نحو القبلة.


1. شرح المفردات:


● يُصلي نحو بيت المقدس: أي كان يتوجه في صلاته إلى المسجد الأقصى في القدس، قبل نزول الأمر بالتوجه إلى الكعبة.
● قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء: أي نرى تطلعك وانتظارك لوحي من السماء يتضمن تغيير القبلة.
● فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا: أي سنوجهك إلى قبلة تحبها وترضاها، وهي الكعبة.
● شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ: أي جهة الكعبة.
● بني سلمة: قبيلة من الأنصار في المدينة.
● وهم ركوع في صلاة الفجر: أي كانوا في حالة الركوع أثناء أداء صلاة الفجر.
● فمالُوا كما هم: أي استداروا وهم في هيئة الركوع نحو القبلة الجديدة دون أن يقطعوا صلاتهم.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


كان النبي ﷺ والمؤمنون يصلون نحو بيت المقدس بعد الهجرة إلى المدينة، وكان النبي ﷺ يحب أن يتوجه إلى الكعبة (القبلة الأولى للإسلام)، فكان ينتظر الوحي من الله تعالى بذلك. فنزلت الآية الكريمة تأمره بالتوجه إلى المسجد الحرام. وفي لحظة نزول الوحي، كان بعض الصحابة من بني سلمة يصلون صلاة الفجر، وكانوا قد أتموا الركعة الأولى متجهين نحو بيت المقدس، فلما بلغهم خبر تغيير القبلة وهم في الركوع في الركعة الثانية، استداروا مباشرة نحو الكعبة وهم في حالة الركوع دون أن ينهضوا أو يقطعوا صلاتهم.


3. الدروس المستفادة منه:


1- طاعة الله ورسوله في الحال: الصحابة رضي الله عنهم لم يترددوا أو يستفسروا، بل استجابوا فورًا لأمر الله وهم في وسط الصلاة.
2- قوة اليقين وسرعة الاستجابة: تحولهم وهم في الركوع يدل على ثقتهم المطلقة في خبر الوحي وطاعتهم الفورية.
3- فضل هذه الأمة وهمتها العالية: لم يشغلهم خشوع الصلاة عن الامتثال للأمر الجديد، بل جمعوا بين الخشوع والطاعة.
4- بيان مشروعية تغيير القبلة أثناء الصلاة: إذا تغيرت القبلة أثناء الصلاة، فإن المصلي يتحول إليها مباشرة ولا تبطل صلاته.
5- حب النبي ﷺ للكعبة: وكان ذلك من حكمة الله؛ لأن الكعبة هي قبلة إبراهيم عليه السلام، وهي أول بيت وضع للناس.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- نزل الأمر بتغيير القبلة في السنة الثانية للهجرة، في منتصف صلاة الظهر على الأرجح (وقيل في صلاة العصر)، وهذا الحديث يذكر وقوعها في صلاة الفجر للرمزية أو لأنها تكررت في أكثر من صلاة.
- كان تغيير القبلة اختبارًا للمؤمنين؛ فالمؤمنون صدقوا واتبعوا، والمنافقون واليهود اعترضوا وسخروا.
- القبلة إلى الكعبة تُميز الأمة الإسلامية عن غيرها، وتظهر وحدة المسلمين وتوجههم إلى مركز توحيد الله تعالى.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يعيننا على طاعته وطاعة رسوله ﷺ في كل حال.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في المساجد (٥٢٧) عن أبي بكر بن أبي شيبة، ثنا عفّان، ثنا حمّاد بن
سلمة، عن ثابت، عن أنس فذكر مثله، وبقية الأحاديث في تحويل القبلة ستأتي في كتاب التفسير إن شاء الله تعالى.
ولا منافاة بين حديث البراء المتقدم فإن فيه: أنهم كانوا في صلاة العصر، وبين حديث ابن عمر وأنس بأنهم كانوا في صلاة الفجر، لاحتمال أن الخبر وصل إلى من هو في داخل المدينة وهم بنو حارثة، وقت العصر، ووصل الخبر إلى من هو في خارج المدينة وهم بنو عمرو بن عوف أهل قباء وقت الصبح. انظر «الفتح» (١/ ٥٠٦).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 189 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة أثناء الصلاة

  • 📜 حديث: تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة أثناء الصلاة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة أثناء الصلاة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة أثناء الصلاة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة أثناء الصلاة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب