إني لأشبهكم بصلاة رسول الله ﷺ

حديث: إني لأشبهكم بصلاة رسول الله ﷺ

عن أبي هريرة أنه كان يصلي لهم، فيكبِّر كلما خَفَضَ ورَفَع. فإذا انصرف قال: والله! إني لأشبهُكم بصلاةِ رسول الله ﷺ.

متفق عليه: رواه مالك في الصلاة (١٩) عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، أن أبا هريرة كان يصلي بهم فذكره.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه:
الحديث:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه كان يصلي لهم، فيكبر كلما خفض ورفع. فإذا انصرف قال: والله! إني لأشبهكم بصلاة رسول الله ﷺ.

1. شرح المفردات:

● يُصَلِّي لَهُمْ: أي يؤم الناس في الصلاة.
● يُكَبِّرُ: يقول "الله أكبر".
● كُلَّمَا خَفَضَ: أي كلما انحنى للركوع أو للسجود.
● كُلَّمَا رَفَعَ: أي كلما رفع رأسه من الركوع أو من السجود.
● انْصَرَفَ: أي انتهى من الصلاة وسلم.
● أَشْبَهُكُمْ: أي أكثركم مشابهةً ومحاكاةً.

2. المعنى الإجمالي للحديث:

كان أبو هريرة رضي الله عنه يؤم الصحابة في الصلاة، فكان يجهر بالتكبير (يقول "الله أكبر") عند كل انتقال في الصلاة؛ عند الركوع وعند الرفع منه، وعند السجود وعند الرفع منه، وغير ذلك من مواضع التكبير. وبعد أن ينتهي من الصلاة، يحلف بالله أنه يقلد صلاة النبي ﷺ بحذافيرها، وأنه بهذه الكيفية يشبه صلاة الرسول ﷺ أكثر من غيره.

3. الدروس المستفادة منه:

● مشروعية التكبير في الانتقالات بين أركان الصلاة: وهذا من سنن الصلاة المؤكدة، وهو قول "الله أكبر" عند الركوع والرفع منه، وعند السجود والرفع منه، وعند القيام وغير ذلك.
● حرص الصحابة على تطبيق سنة النبي ﷺ بدقة: فقد كان أبو هريرة رضي الله عنه حريصًا على متابعة النبي ﷺ في كل صغيرة وكبيرة في الصلاة.
● التأكيد على متابعة النبي ﷺ في الهيئة والقول: فالصلاة لها هيئة محددة وأذكار معينة، والمطلوب من المسلم أن يحافظ عليها كما علمنا النبي ﷺ.
● جواز الحلف للتوضيح والتعليم: إذا كان المقصود بيان الحق وتثبيته، كما حلف أبو هريرة رضي الله عنه ليقينه بأنه يقلد النبي ﷺ accurately.
● بيان فضل أبي هريرة رضي الله عنه ودقته في رواية السنة: فقد كان من أكثر الصحابة رواية للحديث، وكان حريصًا على تطبيق ما سمعه من النبي ﷺ.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث يدل على مشروعية الجهر بالتكبير في الصلاة لمن هو إمام، وهو سنة مؤكدة.
- المواضع التي يُشرع فيها التكبير في الصلاة هي:
- تكبيرة الإحرام.
- عند الركوع.
- عند الرفع من الركوع (يقول: سمع الله لمن حمده).
- عند السجود.
- عند الرفع من السجود.
- عند القيام من التشهد الأول.
- هذا الحديث يرد على من أنكر هذه التكبيرات أو استغربها، ويؤكد أنها سنة ثابتة عن النبي ﷺ.
- يُستفاد منه أيضًا جواز الاقتداء بأهل العلم والفضل في كيفية العبادة، إذا كانوا ممن يوثق بدينهم وعلمهم.

الخاتمة:
فهذا الحديث العظيم يبين لنا حرص الصحابة رضي الله عنهم على تطبيق سنة النبي ﷺ في كل شيء، خاصة في الصلاة التي هي عماد الدين. وهو درس لنا أن نحرص على متابعة النبي ﷺ في كل قول وفعل في صلاتنا، حتى نؤديها كما أداها.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في الصلاة (١٩) عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، أن أبا هريرة كان يصلي بهم فذكره.
ومن طريق مالك رواه البخاري في الأذان (٧٨٥)، ومسلم في الصلاة (٣٩٣) وقد رواه مسلم من طرق عن ابن شهاب مطولًا ومفصلًا كما سبق في الباب الذي قبله.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 201 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إني لأشبهكم بصلاة رسول الله ﷺ

📜 حديث: إني لأشبهكم بصلاة رسول الله ﷺ

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: إني لأشبهكم بصلاة رسول الله ﷺ

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: إني لأشبهكم بصلاة رسول الله ﷺ

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: إني لأشبهكم بصلاة رسول الله ﷺ

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية