أو ليس تلك صلاة النبي لا أم لك

حديث: أو ليس تلك صلاة النبي لا أم لك

عن عكرمة قال: رأيت رجلًا عند المقام يُكبِّر في كل خفضٍ ورفع، وإذا قام وإذا وضع، فأخبرتُ ابن عباس قال: «أو ليس تلك صلاةَ النبي ﷺ لا أمَّ لك».

صحيح: رواه البخاري في الأذان (٧٨٧) عن عمرو بن عون، قال: حدثنا هُشيم، عن أبي بشر، عن عكرمة فذكره، ورواه أيضًا عن موسى بن إسماعيل، قال: أخبرنا همام، عن قتادة، عن عكرمة قال: صلَّيتُ خلف شيخٍ بمكة، فكبَّر ثنتين وعشرين تكبيرةً، فقلتُ لابن عباس: إنه أحمقُ.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا، مستندًا إلى كلام أهل العلم المعتبرين من أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:

عن عكرمة مولى ابن عباس رضي الله عنهما قال: رأيت رجلًا عند المقام (أي عند مقام إبراهيم في المسجد الحرام) يُكبِّر في كل خفضٍ ورفع، وإذا قام وإذا وضع، فأخبرتُ ابن عباس فقال: «أو ليس تلك صلاةَ النبي ﷺ لا أمَّ لك».

1. شرح المفردات:

● عكرمة: هو عكرمة مولى ابن عباس، ثقة فقيه، من كبار التابعين.
● المقام: مقام إبراهيم عليه السلام، وهو الحجر الذي قام عليه إبراهيم عند بناء الكعبة.
● يُكبِّر: يقول: "الله أكبر".
● خفض ورفع: الخفض هو الانحناء في الركوع، والرفع هو الرفع منه. وقيل: الخفض يشمل أيضًا السجود، والرفع الرفع منه.
● إذا قام: أي عند القيام من الركوع أو للقيام إلى الركعة التالية.
● إذا وضع: أي عند وضع الجبهة على الأرض في السجود.
● لا أمَّ لك: كلمة تُقال للتقريع والتوبيخ، ولكنها هنا على سبيل المدح والاستحسان، بمعنى: "نعم، هذه هي صلاة النبي حقًا، فكن مثله"، وهي من كلام العرب الذي يُفهم من سياقه.

2. المعنى الإجمالي للحديث:

يروي عكرمة أنه رأى رجلاً يصلي عند مقام إبراهيم، وكان هذا الرجل يُكبِّر (يقول: الله أكبر) في كل انتقال أثناء صلاته: عند الركوع، وعند الرفع منه، وعند السجود، وعند الرفع منه، وعند القيام والجلوس. فلما أخبر ابن عباس بهذا الصنيع، استحسنه غاية الاستحسان، وقال له: أليست هذه هي صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بعينها؟! يعني: نعم، هذه هي هدي النبي في الصلاة، فاحرص عليها.

3. الدروس المستفادة منه:

1- استحباب التكبير في كل انتقال في الصلاة: وهذا من هدي النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان يكبر عند كل خفض ورفع، إلا في الرفع من الركوع حيث يقول: "سمع الله لمن حمده"، وفي الاعتدال يقول: "ربنا ولك الحمد".
2- حرص السلف على متابعة النبي صلى الله عليه وسلم: فابن عباس رضي الله عنهما لم يكتفِ بمعرفة السنة، بل كان يشجع عليها ويحث الناس عليها.
3- التنبيه على السنة بطريقة الحث والتحبيب: استخدم ابن عباس أسلوبًا مؤثرًا ("لا أم لك") ليبين أهمية هذا الفعل وحسن متابعة النبي فيه، مما يدل على حرصه على هداية الناس.
4- فضل العلم والعمل به: ابن عباس كان حريصًا على أن يعلم الناس سنة نبيهم، وأن يطبقوها في صلاتهم، لأن الصلاة هي عماد الدين.
5- أن الصلاة لها هيئة محددة بأفعال وأقوال: والتكبير في المواضع المذكورة من سنن الصلاة التي ينبغي للمسلم أن يحافظ عليها.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، والنسائي، وابن ماجه، وصححه الألباني.
- التكبير في الصلاة سنة مؤكدة، ويُستحب الجهر به للإمام والمنفرد، أما المأموم فيسن له أن يكبّر ولكن بدون جهر.
- المواضع التي يُكبَّر فيها في الصلاة هي:
- تكبيرة الإحرام (الله أكبر) عند بدء الصلاة.
- عند الركوع.
- عند الرفع من الركوع (ويقول بعدها: سمع الله لمن حمده).
- عند السجود.
- عند الرفع من السجود.
- عند الجلوس بين السجدتين.
- عند القيام من التشهد الأول إلى الركعة الثالثة.
- هذا الحديث دليل على أن ابن عباس رضي الله عنهما كان شديد الحرص على اتباع السنة، وكان يغضب إذا رأى الناس يتركونها.

الخلاصة:

الحديث يحثنا على الالتزام بهدي النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة، والتكبير عند كل انتقال فيها، وأن هذا من كمال الصلاة وتمامها. وهو درس في أهمية متابعة السنة النبوية في كل كبيرة وصغيرة.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأذان (٧٨٧) عن عمرو بن عون، قال: حدثنا هُشيم، عن أبي بشر، عن عكرمة فذكره، ورواه أيضًا عن موسى بن إسماعيل، قال: أخبرنا همام، عن قتادة، عن عكرمة قال: صلَّيتُ خلف شيخٍ بمكة، فكبَّر ثنتين وعشرين تكبيرةً، فقلتُ لابن عباس: إنه أحمقُ. فقال: «ثكِلتْك أمُّك! سنة أبي القاسم ﷺ».
وقال موسى: حدثنا أبان، حدثنا قتادة، حدثنا عكرمة، أي صرح فيه قتادة بالتحديث. وفي رواية عند أحمد (٢٢٥٧)، والطبراني (١١٩١٨)، والطحاوي (١/ ٢٢١) من طريق عبد الله الداناج - بالنون والجيم - حدثنا عكرمة مولى ابن عباس قال: صلَّيتُ خلف أبي هريرة. قال: فكان إذا
ركع وإذا سجد كبَّر. قال: فذكرت ذلك لابن عباس فقال: «لا أم لك، أو ليس تلك سنةَ رسول الله ﷺ؟ «، واللفظ لأحمد.
وعبد الله الداناج هو: ابن فيروز وهو العالم بالفارسية ثقة.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 203 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أو ليس تلك صلاة النبي لا أم لك

📜 حديث: أو ليس تلك صلاة النبي لا أم لك

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أو ليس تلك صلاة النبي لا أم لك

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أو ليس تلك صلاة النبي لا أم لك

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أو ليس تلك صلاة النبي لا أم لك

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية