حديث: رفع اليدين في الصلاة عند التكبير والركوع والرفع منه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب رفع اليدين عند الركوع وعند رفع الرأس منه

عن أبي قلابة أنه رأى مالك بن الحويرث إذا صلَّى كبَّر، ورفع يَديه، وإذا أراد أن يركع رفع يديه، وإذا رفع رأسه من الركوع رفع يديه، وحدَّث أن رسول الله ﷺ صنع هكذا.

متفق عليه: رواه البخاري في الأذان (٧٣٧)، ومسلم في الصلاة (٣٩١) كلاهما من طريق خالد بن عبد الله، عن خالد (الحذاء) عن أبي قلابة فذكر مثله.

عن أبي قلابة أنه رأى مالك بن الحويرث إذا صلَّى كبَّر، ورفع يَديه، وإذا أراد أن يركع رفع يديه، وإذا رفع رأسه من الركوع رفع يديه، وحدَّث أن رسول الله ﷺ صنع هكذا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد، فحديث أبي قلابة عن مالك بن الحويرث - رضي الله عنه - من الأحاديث المهمة التي تبين هدي النبي ﷺ في الصلاة، خاصة فيما يتعلق برفع اليدين فيها. وهذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى.

أولاً. شرح المفردات:


● أبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي، ثقة فقيه من كبار التابعين.
● مالك بن الحويرث: صحابي جليل، قدم على النبي ﷺ في وفد من قومه.
● كبر ورفع يديه: أي عند تكبيرة الإحرام.
● إذا أراد أن يركع: أي عند الانتقال من القيام إلى الركوع.
● إذا رفع رأسه من الركوع: أي عند الرفع من الركوع إلى القيام.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر أبو قلابة أنه شاهد الصحابي الجليل مالك بن الحويرث وهو يصلي، فكان يفعل ثلاثة أشياء:
1. يرفع يديه عند تكبيرة الإحرام.
2. يرفع يديه عند التكبير للركوع.
3. يرفع يديه عند الرفع من الركوع قائلاً: "سمع الله لمن حمده".
ثم يذكر مالك بن الحويرث أن هذا الفعل ليس من عادته أو اجتهاده الشخصي، بل هو سنة فعلية رأى رسول الله ﷺ يفعله في صلاته، فكان يقلده فيها.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- مشروعية رفع اليدين في مواضع محددة في الصلاة: وهي المواضع الثلاثة التي ذكرها الحديث: عند الإحرام، وعند الركوع، وعند الرفع منه. وهذا رأي جمهور العلماء من المالكية (في المشهور) والشافعية والحنابلة.
2- التأسي برسول الله ﷺ في كل كبيرة وصغيرة: فعل مالك بن الحويرث يدل على حرص الصحابة - رضوان الله عليهم - على تطبيق سنة النبي ﷺ بدقة في العبادات، وعدم التفريط في أي هدي من هديه.
3- تعليم السنة العملية بالقدوة: لم يكتفِ مالك بن الحويرث برواية الحديث قولياً، بل كان يطبق هذه السنة بشكل عملي أمام التابعين مثل أبي قلابة، مما يجعل التعليم أكثر تأثيراً ووضوحاً.
4- الرد على من أنكر هذه السنة: الحديث دليل واضح على مشروعية رفع اليدين في هذه المواضع، وهو رد على من أنكر ذلك أو استغربه.
5- حرص السلف على نشر العلم: نقل أبو قلابة هذا المشهد ليعلم الناس سنة نبيهم، مما يدل على الأمانة العلمية وحرصهم على نقل السنة للأمة.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


● حكم رفع اليدين: ذهب جمهور العلماء إلى أن رفع اليدين في هذه المواضع سنة مؤكدة وليس واجباً، فمن تركها عامداً أو ناسياً فصلاته صحيحة، ولكن قد فاته أجر هذه السنة.
● صفة الرفع: يكون رفع اليدين بحذو المنكبين (مقابل الكتفين)، أو بحذو الأذنين، وقد وردت كلتا الصفتين في أحاديث أخرى صحيحة.
● الموضع الرابع: ورد في أحاديث أخرى رفع اليدين عند القيام من التشهد الأول إلى الركعة الثالثة، وهو قول للشافعية والحنابلة، واستدلوا بحديث نافع عن ابن عمر أن النبي ﷺ كان يفعله.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، ويعلمنا ما ينفعنا، وينفعنا بما علمنا، ويجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأذان (٧٣٧)، ومسلم في الصلاة (٣٩١) كلاهما من طريق خالد بن عبد الله، عن خالد (الحذاء) عن أبي قلابة فذكر مثله.
ورواه مسلم أيضًا من طريق أبي عوانة، عن قتادة، عن نصر بن عاصم، عن مالك بن الحويرث أن رسول الله ﷺ كان إذا كبَّر رفع يديه حتى يحاذِي بهما أذنيه، وإذا ركع رفع يديه حتى يحاذِيَ بهما أذنيه. وإذا رفع رأسه من الركوع فقال: سمع الله لمن حمده، فعل مثل ذلك.
ورواه من طريق سعيد، عن قتادة بهذا الإسناد؛ أنه رأى نبي الله ﷺ وقال: حتَّى يحاذِيَ بهما فروع أُذنيه.
ورواه أيضًا البخاري (٦٣١) من طريق عبد الوهاب، قال: حدثنا أيوب، عن أبي قلابة قال: حدثنا مالك: أتينا إلى النبي ﷺ ونحن شَبَبَةٌ متقاربون، فأقمنا عنده عشرين يومًا وليلةً. وكان رسولُ الله ﷺ رحيمًا رفيقًا، فلما ظنَّ أنا قد اشتَهينا أهلنا - أو قد اشتقنا - سألَنَا عمن تركنا بعدنا، فأخبرناه قال: «ارجعوا إلى أهليكم فأقيموا فيهم وعَلِّموهم - ومروهم -» وذكر أشياء أحفظها أو لا أحفظها - «وصلوا كما رأيتموني أصلِّي ...».
قال ابن خزيمة في صحيحه (٥٨٦) بعد أن رواه من طريق عبد الوهاب الثقفي به: «فقد أمر النبي ﷺ مالك بن الحويرث والشَبَبة الذين كانوا معه أن يصلوا كما رأوا النبي ﷺ يُصَلِّي. وقد
أعلم مالكُ بن الحويرث أن النبي ﷺ كان يرفع يديه إذا كبَّر في الصلاة، وإذا ركع، وإذا رفع رأسه من الركوع، ففي هذا ما دَلَّ على أنَّ النبيَّ ﷺ قد أمر برفع اليدين، إذا أراد المصلي الركوعَ، وإذا رفع رأسه من الركوع».
وأمّا ما جاء في مسند أحمد (١٥٦٠٠)، والنسائي (١٠٨٦، ١٠٨٧) من طريق محمّد بن عدي، عن شعبة عند النسائيّ - وهو خطأ، والصواب: عن سعيد وهو ابن أبي عروبة كما عنده في الرواية الثانية.
وكذا عند أحمد (وحقق ذلك المعلقون على مسند أحمد (٣٤/ ١٥٩) فراجعه - عن قتادة، عن نصر بن عاصم، عن مالك بن الحويرث. وزاد فيه: «وإذا سجد، ورفع رأسه من سجوده حتى يحاذي بهما فروع أذنيه».
وكذلك زاده هشام الدستوائيّ، عن قتادة بإسناده، وفيه: «وإذا رفع رأسه من السجود فعل مثل ذلك» أخرجه النسائي.
وبوّب عليه النّسائي بقوله: «باب رفع اليدين للسجود» وذكر فيه هذا الحديث، لكن أعقبه بباب بعده: «باب ترك رفع اليدين عند السجود» فجعل آخر الأمرين ترك رفع اليدين عند السّجود، وذكر فيه حديث ابن عمر: «وكان لا يفعل ذلك في السّجود».
وله باب آخر باسم: «باب رفع اليدين عند الرفع من السجدة الأولى». وأورد فيه حديث هشام عن قتادة. ثم أعقبه بباب بعده: «باب ترك ذلك بين السجدتين» وذكر فيه حديث ابن عمر المشار إليه قبله.
إلا أن هذه الزيادة في رواية هشام لم يذكرها ابن ماجه (٨٥٩) ولا أحمد (٢٠٥٣٥) مع أنهما أخرجاه أيضًا عن هشام الدستوائيّ.
فإما أن نقول: إن هذه الزيادة شاذة مخالفة لرواية الجماعة أو نقول: لعلّ النبيَّ ﷺ كان فعل ذلك بعض المرات، ولم يكن من دأبه لنفي عبد الله بن عمر ذلك، وكان من أحرص الناس على اتباع فعل النبيّ ﷺ.
وعليه يدل قول البخاريّ في «جزء رفع اليدين» (٩٨): «والذي يقول كان النبيّ ﷺ يرفع يديه عند الركوع وإذا رفع رأسه من الركوع وما زاد على ذلك أبو حميد في عشرة من أصحاب النبيّ ﷺ. كان يرفع يديه إذا قام من السجدتين كلّه صحيح لأنهم لم يحكوا صلاة واحدة فيختلفوا في تلك الصلاة بعينها مع أنه لا اختلاف في ذلك إنما زاد بعضهم على بعض والزيادة مقبولة من أهل العلم».
وكذلك قول الحافظ ابن رجب في «فتح الباري» (٤/ ٣٢٦): «ويجاب عن هذه الروايات كلّها - على تقدير أن يكون ذكرُ الرفع فيها محفوظًا، ولم يكن قد اشتبه بذكر التكبير بالرفع - بأن مالك بن الحويرث ووائل بن حجر لم يكونا من أهل المدينة، وإنما كانا قد قدما إليها مرة أو مرتين، فلعلهما رأيا النبي ﷺ فعل ذلك مرة، وقد عارض ذلك نفي ابن عمر، مع شدة ملازمته للنبي ﷺ وشدّة حرصه على حفظ أفعاله واقتدائه به فيها، فهذا يدل على أن أكثر أمر النبيّ ﷺ كان ترك الرفع فيما عدا
المواضع الثلاثة والقيام من الركعتين. وقد روي في الرّفع عند السجود وغيره أحاديث معلولة».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 205 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: رفع اليدين في الصلاة عند التكبير والركوع والرفع منه

  • 📜 حديث: رفع اليدين في الصلاة عند التكبير والركوع والرفع منه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: رفع اليدين في الصلاة عند التكبير والركوع والرفع منه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: رفع اليدين في الصلاة عند التكبير والركوع والرفع منه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: رفع اليدين في الصلاة عند التكبير والركوع والرفع منه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب