حديث: رفع اليدين حذو المنكبين عند افتتاح الصلاة والركوع

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب رفع اليدين عند الركوع وعند رفع الرأس منه

عن ابن عمر قال: إن رسول الله ﷺ كان إذا افتتح الصلاة رفع يديه حذو منكبيه، وإذا رفع رأسَه من الركوع رفعهما كذلك أيضًا وقال: سمع الله لمن حَمِده ربنا ولك الحمد، وكان لا يفعل ذلك في السجود.

متفق عليه: رواه مالك في الصلاة (١٦) عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، عن عبد الله بن عمر فذكر مثله، ولم يذكر مالك الرفع عند الركوع.

عن ابن عمر قال: إن رسول الله ﷺ كان إذا افتتح الصلاة رفع يديه حذو منكبيه، وإذا رفع رأسَه من الركوع رفعهما كذلك أيضًا وقال: سمع الله لمن حَمِده ربنا ولك الحمد، وكان لا يفعل ذلك في السجود.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح الحديث الشريف شرحًا وافيًا، مستندًا إلى كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة:

نص الحديث:


عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: إن رسول الله ﷺ كان إذا افتتح الصلاة رفع يديه حذو منكبيه، وإذا رفع رأسَه من الركوع رفعهما كذلك أيضًا وقال: سمع الله لمن حَمِده ربنا ولك الحمد، وكان لا يفعل ذلك في السجود.
(متفق عليه: أخرجه البخاري ومسلم)


1. شرح المفردات:


* افتتح الصلاة: أي دخل فيها بتكبيرة الإحرام (قول: "الله أكبر").
* رفع يديه: أي مد ذراعيه وبسط كفيه.
* حذو منكبيه: (حذو) بمعنى مقابلة ومماثلة، أي أن يكون باطن كفيه مقابلًا لمنكبيه، وأطراف أصابعه حذو أطراف أذنيه أو أعلى منكبيه. وهذا وصف للارتفاع والموازاة.
* رفع رأسَه من الركوع: أي عند الرفع من الركوع إلى القيام.
* سمع الله لمن حمده: أي استجاب الله ودعاء من حمده.
* ربنا ولك الحمد: ثناء على الله تعالى بعد قول "سمع الله لمن حمده".
* لا يفعل ذلك في السجود: أي لا يرفع يديه عند الهوي إلى السجود ولا عند الرفع منه.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يصف لنا الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما هدي النبي ﷺ في الصلاة، مبينًا ثلاث مواضع لرفع اليدين:
1. عند تكبيرة الإحرام لدخول في الصلاة.
2. عند الرفع من الركوع وقبل أن يستوي قائمًا.
ويبين الحديث أن النبي ﷺ كان يرفع يديه في هذين الموضعين فقط، بحيث تكونان مقابلتين لمنكبيه في الارتفاع، ويقرن الرفع الثاني من الركوع بقوله: "سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد". وينفي الحديث رفع اليدين في موضعي السجود (عند الهوي إليه وعند الرفع منه).


3. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:


* مشروعية رفع اليدين في الصلاة في مواضع محددة: وهذا فعلٌ من سنن الهيئة في الصلاة، وليس شرطًا لصحتها، ولكن الأفضل للمصلي أن يتابع النبي ﷺ في هديه.
* بيان المواضع الصحيحة لرفع اليدين: وهي محل اتفاق عند جماهير أهل العلم (الحنفية والشافعية والحنابلة) على:
1. عند تكبيرة الإحرام.
2. عند الركوع.
3. عند الرفع من الركوع.
(وذهب المالكية إلى أنه يرفع يديه عند الإحرام فقط، واستدلوا بحديث آخر).
* كيفية الرفع: أن يرفعها حتى تكون حذو منكبيه أو حذو أذنيه (وجمع بينهما العلماء بأنه يرفعهما حتى يحاذي بهما منكبيه، وتكون أطراف الأصابع حذو أعلى الأذنين).
* مشروعية الذكر المقترن بالرفع من الركوع: وهو قول: "سمع الله لمن حمده" للإمام والمنفرد، ويقول الجميع بعد ذلك: "ربنا ولك الحمد".
* عدم مشروعية رفع اليدين عند السجود أو الرفع منه: وهذا من تمام متابعة النبي ﷺ، حيث يكون المصلي تاركًا للرفع في هذا الموضع متابعًا له ﷺ، كما كان رافعًا في الموضعين السابقين متابعًا له.
* أهمية متابعة النبي ﷺ في كل صغيرة وكبيرة: فالصلاة هي أول ما يحاسب عليه العبد، وهي العبادة التي فرضها الله على نبيه في أعلى مكان فوق السموات، فيجب أن تؤدى كما رأينا النبي ﷺ يؤديها. وابن عمر رضي الله عنهما كان من أشد الناس حرصًا على متابعة النبي ﷺ في كل أفعاله.


4. معلومات إضافية مفيدة:


* حكم رفع اليدين: سنة مؤكدة عند الجمهور، وتركها لا يبطل الصلاة ولكن يفوت المصلي أجرًا عظيمًا وهو كمال الاتباع.
* الفرق بين قول الإمام والمنفرد والمأموم:
* الإمام يقول: "سمع الله لمن حمده" ثم يقول: "ربنا ولك الحمد".
* المأموم يقول: "ربنا ولك الحمد" فقط بعد أن يقول الإمام "سمع الله لمن حمده".
* المنفرد يقول: "سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد".
* الحكمة من رفع اليدين: فيها إظهار للعبودية والذل لله تعالى، واستعداد لقبول ما يأمر به، وكأن المصلي يستعد لاستقبال أمر ربه. وهي أيضًا هيئة من هيئات الدعاء والتضرع، والله تعالى يحب من عبده أن يسأله ويبسط يديه إليه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في الصلاة (١٦) عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، عن عبد الله بن عمر فذكر مثله، ولم يذكر مالك الرفع عند الركوع. ولكن رواه البخاري في الأذان (٧٣٥) عن عبد الله بن مسلمة، عن مالك بإسناده: «إن رسول الله ﷺ كان يرفع يديه حَذْو منكبيه إذا افتتح الصلاة، وإذا كبَّر للركوع، وإذا رفع رأسه من الركوع رفعهما كذلك أيضًا ...».
قال الحافظ: «عبد الله بن مسلمة هو: القعنبي، وفي روايته هذه عن مالك خلاف ما في روايته عنه في الموطأ. وقد أخرجه الإسماعيلي من روايته بلفظ الموطأ، قال الدارقطني: رواه الشافعي والقعنبي، وسرد جماعة من رواة الموطأ فلم يذكروا فيه الرفع عند الرّكوع، قال: وحدّث به عن مالك في غير الموطأ ابنُ المبارك، وابنُ مهدي والقطان وغيرُهم بإثباته. وقال ابن عبد البر: كل من رواه عن ابن شهاب أثبته غير مالك في الموطأ خاصة». انتهى.
قال الأعظمي: وهو كذلك فقد رواه البخاري في الأذان عن يونس (٧٣٦)، ومسلم في الصلاة (٣٩٠) عن سفيان بن عيينة وابن جريج، كلهم عن الزهري، وفي حديثهم كان رسول الله ﷺ إذا افتتح الصلاة رفع يديه حتى تكون حذو منكبيه، ثم كبَّر، فإذا أراد أن يركع فعل مثل ذلك، وإذا رفع من الركوع فعل مثل ذلك، ولا يفعله حين يرفع رأسه من السجود، ورواه أيضًا من طريق عقيل ويونس، عن الزهري، ولكن لم يسقه بلفظه كاملًا.
وقال ابن عبد البر في: التمهيد«وذكر جماعة من أهل العلم أن الوهم في إسقاط الرفع من الركوع إنما وقع من جهة مالك؛ فإن جماعة حُفاظًا رووا عنه الوجهين جميعًا». انتهى. انظر: «نصب الراية» (١/ ٤٠٨).
وقد يكون من هؤلاء عبد الله بن مسلمة القعنبي الذي روى عنه البخاري، ولكن يعكر هذا ما ذكره الدارقطني في «غرائب مالك» إن مالكًا لم يذكر في «الموطأ» الرفع عند الركوع، وذكره في غير الموطأ، حدَّث به عشرون نفرًا من الثقات الحفاظ منهم: محمد بن الحسن الشيباني، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الله بن المبارك، وعبد الرحمن بن مهدي، وابن وهب وغيرهم. وخالفهم جماعة من رُواة «الموطأ» فرووه عن مالك: وليس فيه الرفع في الركوع، منهم: الإمام الشافعي
والقعنبي ويحيى بن يحيى ... وغيرهم». انتهى.
قال الأعظمي: وقد ثبت ذلك عن ابن عمر من غير هذا الطريق، منها ما رواه الإمام أحمد (٦٣٢٨) عن محمد بن فضيل، عن عاصم بن كليب، عن محارب بن دثار، قال: رأيت ابن عمر يرفع يديه كلما ركع وكلما رفع رأسه من الركوع. قال: فقلت له: ما هذا؟ قال: كان النبيُّ ﷺ إذا قام في الركعتين كبَّر ورفع يديه.
ورواه أبو داود (٧٤٣) من طريقين عن محمد بن فُضَيل إلَّا أنَّه لم يذكر فعل ابن عمر. وإسناده حسن لأجل عاصم بن كليب؛ فإنَّه «صدوق». وهو من رجال مسلم. وبقية رجاله رجال الشيخين.
وفي حديث ابن عمر دليل على أنه كان يرفع يديه إلى منكبيه، وبه قال الشافعي والجمهور، وأخذ أبو حنيفة بحديث مالك بن الحويرث الذي سيأتي بعده وفيه: أنه كان يرفع يديه حتى يحاذى بهما أذنيه، وفي رواية: فروع أذنيه.
والحديثان صحيحان يحملان على جواز رفع اليدين مرة إلى المنكبين، ومرة إلى الأذنين بدون ترجيح أو تفضيل.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 204 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: رفع اليدين حذو المنكبين عند افتتاح الصلاة والركوع

  • 📜 حديث: رفع اليدين حذو المنكبين عند افتتاح الصلاة والركوع

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: رفع اليدين حذو المنكبين عند افتتاح الصلاة والركوع

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: رفع اليدين حذو المنكبين عند افتتاح الصلاة والركوع

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: رفع اليدين حذو المنكبين عند افتتاح الصلاة والركوع

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب